تركت الاتهامات التي صدرت عن مسؤولين إماراتيين؛ لحزب التجمع
اليمني للإصلاح (إخوان مسلمين) بـ"التخاذل عن تحرير تعز"، وما أعقبه من هجوم غير مسبوق لوسائل إعلام تابعة للإمارات، صدى واسعا في الأوساط اليمنية، خصوصا المقاومة، ولا تزال تفاعلاتها مستمرة منذ يومين.
ودفعت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات أنور قرقاش، الكثير من الناشطين والسياسيين للتعليق على أشرس هجوم شنه مسؤولون إماراتيون على الحزب واتهامه بالتخاذل في تحرير تعز، وما زاد من أصدائها تكرر الاتهامات
الإماراتية، على لسان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، على قناة "سكاي نيوز عربية" التابعة لـ"أبو ظبي".
محاولة لتفكيك المقاومة
من جهته، دعا المحلل السياسي المقرب من
النظام السعودي، جمال خاشقجي، من يتهمون حزب الإصلاح بالتخاذل عن معركة تحرير تعز، وكذا بتواصله مع الحوثيين، فليثبت ذلك، وليقدمها"، لكن أن"يلقي الكلام جزافا، فهذا لا شك، يفت في عضد المقاومة"، في إشارة منه إلى تصريحات المسؤول الإماراتي الأحد.
وقال خاشقجي في حديث أجرته "قناة بلقيس" اليمنية، الثلاثاء، إن "أي محاولات لتفكيك المقاومة الشعبية في اليمن "مضر جدا"، مؤكدا أن"جبهة تعز جبهة مهمة ولا يجوز تسريب شيء، إلا إذا كان لدى أي طرف دلائل موثقة"، حسبما تناقلته مواقع إخبارية يمنية.
وأشار الكاتب السعودي إلى أن الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم التحالف العربي هي مركز العمليات في الرياض، ممثلة بالعميد أحمد عسيري، بما يخص الجانب السياسي والعسكري، وهو من يجب أن يسأل عن أي طرف يفترض أن يكون مع التحالف، ويتفاوض مع الحوثيين"، وفق تعبيره
خبث وفشل
من ناحيتها، كتبت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عبر حسابها على "تويتر": "يبررون خبثهم وفشلهم،بتخاذل حزب سياسي نصف قياداته في المعتقلات، والنصف الآخر في المقابر والمنافي".
وقالت كرمان في تدوينة ثانية، الثلاثاء، :"في كل مكان زمان، الشعب يعرف محرريه"، وفق تعبيرها.
أعذار غير مقنعة
من جهته، أكد المحامي والناشط السياسي اليمني، هائل سلام، أن تصريحات قرقاش ورياض ياسين، تبدو من قبيل "التماس الأعذار، وليست مقنعة بالمرة"، على حسب وصفه.
وقال سلام، في مقال تناقلته مواقع يمنية، الثلاثاء، إن الإصلاح حزب سياسي، ليس من مهمته الحروب والتحرير، فمن غير المفهوم أن يعيق فصيل من المقاومة في تعز خطط التحالف وفصائل المقاومة الأخرى، وتحديدا الجيش التابع للحكومة، الذي هو المعني أصلا بتنفيذ الخطط العسكرية"، بحسب قوله.
وتساءل المحامي اليساري: "كيف لتحالف من 10 دول، مسنود بحكومة شرعية وجيش وفصائل مقاومة شعبية عديدة؛ أن يشكو من تخاذل فصيل وحيد"، في إشارة منه إلى فصيل المقاومة في تعز والمنتمي للإصلاح.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات؛ قد قال مساء الأحد، في تغريدات عدة على "تويتر"، إن "حزب الإصلاح اليمني (
الإخوان)، همه السلطة والحكم في اليمن"، وتحدث عن "تخاذل الحزب في تحرير تعز، وقال إنها "سمة لتيار انتهازي تعوّد على المؤامرات"، بحسب تعبيره.