زعمت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن
قطر عقدت صفقة مع أوكرانيا يتم بموجبها شراء
أنظمة دفاع جوية حديثة من طراز "بيتشورا-2"، وأن وجهتها إلى بعض الجماعات المسلحة في
سوريا لإسقاط الطائرات الروسية والسورية.
وقالت الصحيفة، إن مجموعة من الهاكرز الأوكرانيين الموالين لموسكو أطلقوا على أنفسهم "سايبر بيركوت"، كشفوا مراسلات جرت بين دبلوماسيين في السفارة الأوكرانية في الدوحة ورئيس شركة بولندية مسجلة في قبرص لتجارة السلاح تتحدث عن طلب قطري بشراء أنظمة حديثة مضادة للطائرات.
وأشارت إلى أنه في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، تلقّى فاسيلي بابيتسكي، نائب رئيس شركة level 11 لتجارة السلاح ورئيس شركة Blessway Limited البولندية رسالة من دبلوماسي أوكراني يعمل في سفارة بلاده في الدوحة، اسمه فوليديمير كوروتس، يشكره فيها على "الصلات المغربية والسعودية" التي زوّده بها، ويخبره عن "فرصة لصنع الكثير من المال".
وأضافت الصحيفة نقلا عن الدبلوماسي الأوكراني الذي يعمل مستشارا للشؤون التجارية والاقتصادية في سفارة كييف بالدوحة، أن (القطريين) "على وشك شراء نظام بيتشورا وشيء آخر أكثر أهمية، ولكن مسألة التوصيل ما زالت عالقة".
ولفتت إلى أن الدبلوماسي اقترح على بابيتسكي أن تقوم شركته بنقل هذه المنظومات، مضيفا أن "اليانكيز (الأمريكيين) موافقون والأتراك والبلغاريون يعرفون بالأمر وطريق التوصيل هو ذاته".
وزعمت أن وفدا قطريا وفقا للمراسلات زار معرضا عسكريا أقيم في كييف في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، بغرض الاطلاع على هذه المعدات والاتفاق على شرائها.
وعرضت مجموعة الهاكرز "سايبر بيركوت" مراسلة داخلية -كما زعمت- بين شركة تصدير السلاح الأوكرانية "سبيتستيكنو إكسبورت" والشركة الأوكرانية الصانعة للسلاح "يوكروبورونبروم"، بغرض التعاون لإرسال منظومات "أس-125 بيتشورا-2 دي" إلى قطر، إضافة إلى خيارات أخرى لم توضحها الرسالة.
وبالإضافة إلى ما ورد في الوثائق المسربة بحسب الصحيفة، فإن اسم السعودية أيضا ورد فيها حيث أشارت "سايبر بيركوت" إلى أن الشركة الأوكرانية وقعت عقدا مع شركة "القابش" للتجارة، وهي شركة سعودية لتوريد معدات لمصلحة وزارة الدفاع السعودية.
وقالت إن اللافت في الاتفاق أن أحد العقود بين هاتين الشركتين شمل 265 مدفعا رشاشا مضادا للطيران من عيار 23 ملليمترا، وهو العدد نفسه الذي ستقوم الشركة القبرصية بتوريده إلى الحرس الوطني الأوكراني.
وقالت صحيفة "السفير" اللبنانية، إن ما يحاول الموقع الإشارة إليه هو أن هناك عمليات لتمرير هذه الأسلحة إلى السعودية، عبر عمليات بيع بوساطة شركات متعددة، وذلك للالتفاف على القيود التي تفرضها بعض الحكومات.
وإشارة الموقع لبولندا وأوكرانيا وقبرص يُقصد بها أن بعض الأسلحة سيتم تصديرها من بولندا على أنها موردة للحرس الوطني الأوكراني، وذلك عبر الشركة القبرصية التي ستنقلها في الحقيقة للشركة السعودية. و"هذه العملية ليست بالفريدة من نوعها بل إنها حيلة تقليدية تلجأ إليها الشركات التي تريد توريد السلاح للأطراف المتورطة بحروب، والتي تعاني مشاكل في الحصول على حاجتها من السلاح والذخيرة، وعادة ما تتضاعف قيمة الأسلحة بسبب عمليات الفساد والرشى التي تشوبها، وهذا ما قد يجعل قيمة الصفقة تصل إلى مئات ملايين الدولارات".
وتشمل الصفقة الموقعة بحسب زعم الوثائق بين الشركتين القبرصية والسعودية، ملايين طلقات المضادات للطيران ورشاشات "دوشكا" والقذائف من كل الأنواع، بالإضافة إلى 70 قناصة "M93" من عيار 12.7 ملليمترا.
و"بيتشورا" هو الاسم الذي يطلق على منظومة "سام 3" القديمة المضادة للطائرات، و"بيتشورا-2 دي" هو نموذجٌ أوكراني محدّث لهذا السلاح السوفياتي القديم الذي يعود تصميمه إلى ستينيات القرن العشرين. ويقوم التحديث الأوكراني على جعل نظام تبادل المعلومات بين الرادار وغرفة القيادة رقميا بالكامل، ويزيد من حركية النظام، ويضيف تحسينات إلى الرادار لرفع دقته ومداه.
ولعلّ أخطر ما في التحديث الأوكراني كان إضافة "قناة بصرية" لتوجيه الصواريخ، إضافة إلى القناة الرادارية التقليدية، وهي عبارة عن كاميرا تسمح بتوجيه الصواريخ في صمتٍ راداريّ كامل، من دون الحاجة إلى تشغيل الرادار ومسح الهدف، فلا تعرف الطائرة أنها في نطاق الاستهداف حتى يطبق عليها الصاروخ.