زعمت مجلة "الإذاعة والتليفزيون" الحكومية
المصرية، أن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان هو المسؤول الأول عن إرهاب "داعش" في باريس، وذلك عبر مجموعات تركية قامت بتهريب الجناة إلى فرنسا بجوازات سفر سورية، على حد ادعائها.
ويعد هذا الهجوم الإعلامي المصري هو الأعنف على
تركيا، والرئيس التركي، منذ وقوع
هجمات باريس، واكتساح حزب "العدالة والتنمية" نتائج الانتخابات البرلمانية التركية، الأمر الذي مثل صدمة لوسائل الإعلام المصرية الموالية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، التي كانت تمني نفسها بفشله في تحقيق أغلبية، ولا تتوقف يوما عن إظهار الشماتة في أردوغان، وتوجيه الاتهامات إليه بدعم الإرهاب، والتآمر على مصر، لمجرد رفضه الانقلاب العسكري في مصر.
وقالت "الإذاعة والتليفزيون" إن حكومة أنقرة أصبحت سمسار تهريب كوادر "داعش" من سوريا إلى أوروبا، وعمدت من خلال عملاء حلفائها في القارة البيضاء إلى استهداف دول بعينها، أعلنت وقوفها بجانب دول إقليمية في طليعتها مصر، مضيفة أن موجات الإرهاب غير المسبوقة التي ضربت باريس، تشي بأن تركيا هي المسؤول الأول عن استهداف فرنسا (!)
وادعت المجلة أن حكومة أنقرة جندت - عبر أجهزتها الاستخبارية - مجموعات محترفة من المزورين، وكلفتها بإعداد جوازات سفر لقيادات التنظيمات الإرهابية في سوريا خاصة "داعش"، تمهيدا لنقل تلك الكوادر إلى الدول الغربية المستهدفة في إطار موجات هجرة اللاجئين.
وأضافت أنه سبق تلك العمليات تنسيق مباشر بين "داعش" وأجهزة الاستخبارات التركية، تم بموجبه حصول المزورين الأتراك على أوراق ومستندات تخص مواطنين سوريين، لقوا حتفهم قبل ذلك على أيدي "جبهة النصرة"، وما يعرف بـ"الجيش الحر" و"داعش"، وتسليمها للمزورين الأتراك، لاستخراج جوازات سفر تحمل صور كوادر التنظيمات الإرهابية المزمع نقلها إلى أوروبا، ولكن بياناتها تعود إلى أصحابها الأصليين الذين باتوا في عداد الأموات.
وأردفت المجلة - في عددها الصادر هذا الأسبوع - أن جوازات السفر والأوراق التي يدور الحديث عنها، كانت كفيلة بضمان دخول العناصر الإرهابية إلى أوروبا دون أدنى عوائق، وفق ادعائها.
وقالت إنه في محاولة للتأكد من العمليات التركية، فقد أعدت صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية تقريرا مطولا حول تلك العمليات، وكلفت أبرز محرريها بالتواصل مع أحد كوادر التزوير التركية، لاستخراج جواز سفر ورخصة قيادة تحملان بياناته الشخصية على أنه مواطن سوري.
واتهمت المجلة الرئيس التركي بأنه قام بتحريض ممثلي الدول الصناعية الكبرى العشرين على استمرار موجات هجرة "داعش" من سوريا لأوروبا على الطريقة التركية، وعدم الالتفاف للضربات التي تلقتها فرنسا، لا سيما بعد حضور زعيمها فرانسوا أولاند افتتاح قناة السويس الجديدة، ودعمه للمصريين بصفقات المقاتلات المتطورة "رافال"، وأخيرا حاملة المروحيات الفرنسية - الإيطالية "ميسترال"، على حد قولها.
وذهبت المجلة كذلك إلى أن تركيا استبقت الجميع، حينما التقطت صورا "حرفية" من جميع الزوايا، للطفل "آلان كردي"، كي تقوم بتسويق الحالة "الدراماتيكية" التي يعيشها السوريون كأنها وليدة اليوم، وكأن حكومة أنقرة لم تشترك فيها، عندما قصفت مقاتلاتها بعنف غير مسبوق مئات وآلاف الأطفال، بعيدا عن السواحل التركية، التي لفظت أمواجها "آلان كردي"، وفق قولها.
ويذكر أنه منذ الانقلاب العسكري في مصر، في الثالث من تموز/ يوليو عام 2013، يشن الإعلام المصري حملة ضارية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم هناك، بإيعاز من المخابرات والسلطات المصرية، وفق مراقبين، على خلفية رفض تركيا الاعتراف بنظام السيسي، وإعلانها التعاطف مع الرئيس الدكتور محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، باعتبار أنهما يمثلان إرادة الشعب المصري، وانتخاباته الحرة التي جاءت بهما للحكم، وتمثيلهما المسار الديمقراطي في البلاد.