دفع الجيش
الجزائري، بتعزيزات أمنية ملحوظة، على حدوده الجنوبية مع مالي وحدوده الشرقية مع ليبيا، بالتوازي مع غلق
الحدود، كإجراء نفذته، السبت، بعد الهجوم على فندق" راديسون" بالعاصمة المالية باماكو، والذي أسفر عن مقتل 30 شخصا.
وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد "إن
تعزيزات أمنية دفع بها بمنطقتي تيمياوين وبرج باجي مختار المتاخمتين للحدود الجزائرية المالية، لمنع تسلل عناصر تنظيم المرابطون الذي يتزعمه مختار بلمختار، والذي تبنى هجوم باماكو الجمعة".
وتابع ذات المصدر "التعزيزات الأمنية الجزائرية على الحدود مع مالي وليبيا، شملت فرقا من جيش المشاة الجزائري، وقوات خاصة فاق عددها ثلاثة آلاف عنصر، زودت بآليات عسكرية متطورة قادرة على مواجهة أي طارئ إرهابي".
وبالتوازي مع ذلك، كثف
الجيش الجزائري طلعاته الجوية الحربية، على الحدود مع ليبيا ومالي، وعزز التواجد بأبراج المراقبة التي أقيمت في السابق، بالتزامن مع الحرب في ليبيا والمواجهات المسلحة التي دارت بين الجيش الفرنسي والتنظيمات المسلحة شمال مالي، خلال العملية التي أطلق عليها "سيرفال" عام 2012.
وقالت حكومة دولة التشاد، التي تحالفت مع الفرنسيين، إن الجيش الفرنسي قضى على مختار بلمختار الذي قاد، كتيبة "الملثمون" التي وقعت إعتداء "عين أمناس" بالجزائر يناير / كانون الثاني 2013، لكن الحقيقة كانت غير ذلك، إذ ثبت لاحقا أن بلمختار على قيد الحياة.
وقتل ما لا يقل عن 39 رعية أجنبية، كانت تشتغل بالحقل الغازي بـ"تيقنتورين" في عين أمناس، بينهم فرنسيون وبريطانيون ويابانيون وكنديون، بينما تخشى الحكومة الجزائرية قيام الجماعات الإرهابية باعتداء مثيل، وفرضت تبعا لذلك طوقا أمنيا من الجيش على حدود طولها 800 كلم، مع مالي و900 كلم مع ليبيا.
وقال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، في حوار للصحيفة الفرنسية "لوموند"، الجمعة "إن العالم المتحضر مطالب بالرد السريع على استفزازات الإرهابيين".
وتابع سلال "لقد عاشت الجزائر ظروفا مشابهة لما يحصل حاليا بفرنسا وينبغي التحرك فعليا على الصعيد الأمني، وبالمقابل يجب إيجاد حل للصراع بسوريا والعراق".
ولم تكن السلطات الجزائرية تنظر إلى
تنظيم الدولة على أنه تنظيم قادر فعلا على ضرب أمن واستقرار الدول، وأن الدعاية الإعلامية التي استطاع التنظيم شنها هي من صوره بهذا الحجم، لكن نظرة السلطات الجزائرية للتنظيم تبدلت بعد الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس يوم 7 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأفاد محمد خلفاوي، الضابط المتقاعد من المخابرات الجزائرية في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد، أن "قدرة تنظيم داعش يكمن في الخلايا النائمة التابعة له، وهو ما حدث بفرنسا مؤخرا وحدث بتونس وبالكويت، وقد أرسل التنظيم رسالة على أنه قادر على استهداف أي منطقة في العالم".
وتابع خلفاوي الذي سبق وأن اشتغل على الحدود الجزائرية المالية، بحكم مهامه الاستخباراتية، "داعش يريد إثبات وجوده فعلا كقوة وراءها جيش، وأحذر الحكومة الجزائرية منه، لكنه في النهاية لن يواصل بنفس وتيرة اعتداءاته على هذا النحو".
وقالت وزارة الداخلية بالجزائر إن عدد الجزائريين المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة لا يتعدى 100 عنصر، في سوريا و العراق، وهو عدد أقل بكثير من أعداد المقاتلين الأوروبيين ضمن نفس التنظيم.