أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لشركات
الاتصالات الفلسطينية باستخدام ترددات
الجيل الثالث، بعد منع إدخال الأجهزة والمعدات اللازمة لتشغيلها لست سنوات متواصلة.
وتُشير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية أن هذا الاختراق بتوقيع "اتفاق مبادئ" مع الجانب الإسرائيلي الخميس الماضي، جاء نتيجة للمساعي الحثيثة التي بذلتها مع دول أوروبية للضغط على الاحتلال لمنح الفلسطينيين حقوقهم في استخدام تلك الترددات، في وقت وصل فيه العالم لاستخدام ترددات الجيل الخامس.
ويؤكد خبراء في مجال الاتصالات، أن التقنية الجديدة تتيح استخدام بعض البرامج والتطبيقات على الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي دون الحاجة إلى خدمة الإنترنت اللاسلكي (Wi-Fi)،. أشاروا في أحاديث منفصلة لـ"
عربي21"؛ إلى أنه يمكن تشغيل خدمات الجيل الثالث (G3) في الأراضي الفلسطينية، ما سيسهم في فتح آفاق المنافسة في سوق الإنترنت بما ينعكس إيجابا على تنمية قطاع الاتصالات وتحسن خدمة الإنترنت.
ارتهان للقرار الإسرائيلي
ويقول وكيل مساعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطاع
غزة، سهيل مدوخ، أن "الخدمة ستؤثر بشكل إيجابي ومباشر على التنمية الاقتصادية والتعليم"، مضيفا: "ستتيح خدمات إلكترونية أفضل بزيادة تطبيقات الهاتف المحمول، كما ستؤثر بشكل مباشر على كفاءة وفعالية العمل في كل المؤسسات الفلسطينية".
وفي المقابل، أكد مدوخ، في حديثه لـ"
عربي21"، أن تلك الإيجابيات ستبقى مرهونة بسماح الاحتلال إدخال معدات وأجهزة تفعيل خدمات الجيل الثالث إلى الأراضي الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة، لافتا إلى أن الاحتلال ما زال يحظر على شركتي الهاتف المحمول في الإراضي الفلسطينية (جوال والوطنية) إدخال أجهزتها إلى القطاع، في حين أنها سمحت بإدخالها وتشغيلها في
الضفة الغربية المحتلة.
وقال :"ليس هناك وقت محدد لإدخال الخدمة، وما تم التوقيع عليه فقط اتفاق مبادئ مرتبط بالسماح باستخدام ترددات الجيل الثالث فقط"، موضحا أن عملية التشغيل في قطاع غزة تحتاج لخلق حالة مواءمة بين محطات الاتصالات للشركات المتنافسة، وهو ما لم يتم تحقيقه حتى الآن، ولم يسمح الاحتلال بعد بإدخال المعدات اللازمة.
ويشار إلى أن هناك شركتين للهواتف المحمولة تعملان في الأراضي الفلسطينية هما "جوال" و"الوطنية"، لكن لم تتمكن "الوطنية" من إدخال خدماتها لقطاع غزة بسبب منع سلطات الاحتلال إدخال معداتها، بحسب مدوخ.
الاستفادة الأكبر للاحتلال
ولم يغفل أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية، نشأت الأقطش، أهمية إدخال تلك الخدمة إلى الأراضي الفلسطينية وإن كانت متأخرة جدا، بحسب تعبيره.
وقال في حديث لـ"
عربي21": "في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن إدخال خدمات الجيل الرابع والخامس ما زالت إسرائيل تحكم سيطرتها على قطاع الاتصالات في الأراضي الفلسطينية وفق الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية".
وأضاف أن جوهر الإيجابية في تلك الخدمات يكمن في إشاعة الإنترنت في كل مكان وتسهيل فرص التواصل بين الناس، مشددا في الآن ذاته على سلبية هذه الخدمة "كأكبر جاسوس عالمي يتيح نقل المعلومات ويحدد مكان الشخص في لحظة".
وتابع: "الاحتلال هو المستفيد الأكبر من هذه الخدمات، إذ سيتمكن من تحديد موقع من يريد الهجوم عليهم من خلال مراقبة هواتفهم المحمولة".
وفيما يتعلق بإمكانية استفادة الشباب الفلسطيني من خدمات الجيل الثالث في إيصال صوت القضية الفلسطينية والانتفاضة الثالثة للعالم، أكد الأقطش أن الشباب برغم القيود الإسرائيلية استطاع أن يمنح العالم رسالة حقيقية عن قضيته بجهد فردي، وإن كانت محدودة التأثير.
منظومة متكاملة ورسالة موحدة
وطالب أستاذ الإعلام بضرورة "إيجاد منظومة متكاملة ورسالة موحدة وواضحة تحت رؤية وطنية موحدة تحقق الاستفادة الأقصى من تلك الخدمة وتحقيق قوة التأثير في العالم الخارجي لجعل القضية الفلسطينية حاضرة بشكل دائم".
بدوره، يرى الناشط في وسائل الإعلام الاجتماعي، سعدي حمد، أن أهم جدوى لتشغيل خدمات الجيل الثالث إمكانية تحقيق البث المباشر للأحداث والمواقف ومشاركتها مع الأصدقاء عبر بعض مواقع التواصل.
وقال في حديثه لـ"عربي21": "هذه الخاصية تمنح الفرصة للمواطن العادي للقيام بدور الصحفي خاصة في نقل الاعتداءات اليومية والمواجهات المتكررة مع الاحتلال"، مؤكدا أن موقع التواصل الاجتماعي أثبتت خلال الحرب الأخيرة؛ جدارتها إلى حد كبير في تعريف العالم بما يحدث على الأرض، غير أن عدم توفر الإنترنت في كل مكان عرقل أداء رسالتها".
وتابع: "تفعيل (G3) سينعكس إيجابا على تعريف العالم بالقضايا الفلسطينية الهامة، ودحض الرواية الإسرائيلية المزيفة لها"، وفق تقديره.