أنهى المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور، تصوير فيلمه الجديد "فانية وتتبدد"، الذي كتب نصّه بالشراكة مع هالة دياب، وأعدت له السيناريو ديانا كمال الدين، وينتقد فيه تنظيم الدولة في
سوريا.
وبحسب وكالة
النظام السوري (سانا)، فإن المؤسسة العامة للسينما أنتجت الفيلم، الذي يتحدث عن الحرب في سوريا، ودور ما أسماها "التنظيمات الإرهابية المسلحة"، فيها، التي اتهمها بأنها عاثت خرابا ودمارا في البلد، دون الإشارة إلى دور النظام في تدمير البلد الذي أنهكته الحرب منذ نحو خمسة أعوام.
وتعد هذه أول تجربة سينمائية بين المؤسسة والمخرج انزور، بحسب وكالة "سانا".
واستغرق تصوير الفيلم قرابة الأربعين يوما، تكتّم خلالها القائمون عليه على انطلاقة التصوير لأسباب أمنية، لا سيما أن العديد من العاملين فيه بمن فيهم المخرج
نجدت أنزور تعرضوا لتهديدات شخصيّة. ولم يحدد موعد عرض الفيلم.
وتنقّلت كاميرا أنزور بين مناطق عدة في دمشق، منها : كيوان، ومطار دمشق الدولي، ومشروع دمر، وبساتين العدوي، وداريا التي تضمّنت موقع التصوير الرئيس، حيث بُنيت ديكورات القرية الافتراضية في أحياء عدة، عمل فريق الفيلم على تنظيفها، وإزالة الركام وآثار المعارك من أزقتها.
أحداث الفيلم تدور في سوريا خلال الفترة الحالية، وفق مخرجها، الذي حاول إظهار جيش النظام السوري بدور البطل الذي ينقذ إحدى المناطق التي ينتمي سكانها إلى طوائف مختلفة، من قبضة تنظيمات وصفها بالإرهابية والمتشددة من بينها تنظيم الدولة.
وبحسب أنزور، يركّز الشريط على إظهار تنظيم الدولة، و"جبهة النصرة" من الداخل، وتقديم صورة مخالفة لما تحاول تلك التنظيمات تسويقه عنّ نفسها عبر وسائل الإعلام.
مشهد يجسّد إحراق تنظيم الدولة الكتب
ويشارك في تمثيل "فانية وتتبدد" 72 ممثلا، منهم فايز قزق بدور "أبو الوليد" أحد قيادات تنظيم الدولة، وأمية ملص بدور "ماري"، وزيناتي قدسية بدور الشيخ "أبو محمد"، ورنا شميس، وعلي بوشناق، ومجد فضة بدور "أبو دجانة"، وغيرهم. بالإضافة إلى عشرين طفلا تقريبا شاركوا في الفيلم، وتمرّن بعضهم على تدريبات قتالية خاصّة على الأسلحة الخفيفة، من الذين جسدوا أدوار يافعين تجندّهم التنظيمات.
مجد فضّة في دور "أبو دجانة"
وأضاف أنزور قائلا: "نحن نقدم رؤية من خلال هذا الفيلم عن كيفية دحض الفكر التكفيري، وهناك مقولة مهمة جدا نقولها عبر الفيلم هي دحض فكرة أن الدين يدفع أتباعه للقتل".
وعن مدينة
داريا التي تم تصوير معظم مشاهد الفيلم فيها، لفت أنزور إلى "عدم توافر إمكانات إنتاجية ضخمة لتعمير مدينة لتصويرها، لذا وجب التوجه لما هو موجود على أرض الواقع"، موضحا أن "اختيار منطقة داريا هو موضوع إنتاجي بحت، إذ تتم عمليات التصوير بجوار منطقة تشهد أحداثا".
ومن المثير للجدل أن هذه المدينة هي ذاتها التي تعاني من القصف اليومي الكثيف ببراميل النظام السوري المتفجرة، ومشاركة عناصر "حزب الله" والمليشيات الإيرانية بمعارك داريا إلى جانب قوات نظام الأسد، ولكن المدينة بقيت صامدة في وجه أي تقدم لهذه القوات.
وكان يبلغ عدد سكان مدينة داريا عام 2011 نحو 350 ألف نسمة، نزح إليها مع بداية الثورة السورية نحو 100 ألف شخص من مناطق جنوب دمشق ومن مدينة حمص. وبعد المجزرة الكبرى نزح معظم السكان عنها، الأصليين والنازحين.
وتعرف هذه المدينة بالمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في عام 2012، حيث بلغ عدد ضحاياها قرابة 300 شخصا.
وكانت "سانا" نشرت أن "الجيش السوري قام بتطهير داريا من بقايا الجماعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم ضد أبناء البلدة"، وفق زعمها.
يشار إلى أن المخرج أنزور أطلق أعمالا أخرى له سبقت هذه، تتناول فيها أيضا "قضايا التشدّد الديني"، في مسلسلات "الحور العين" و"المارقون" و"ما ملكت أيمانكم".
فايز قزق بدور الأمير "أبو الوليد"