اعتبر مراقبون وسياسيون أن عودة الرئيس
اليمني، عبد ربه منصور هادي إلى عدن (جنوبي البلاد) وانطلاق
معركة تعز، قبل يومين، عاملان رئيسيان، لتحديد مصير جولة المفاوضات المرتقبة، بين حكومة هادي وجماعة الحوثيين، برعاية الأمم المتحدة.
وبدأت في مدينة تعز الإثنين، عملية واسعة النطاق أطلق عليها "نصر الحالمة" (الحالمة لفظ يطلق على تعز) من قبل المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية، بإسناد من قوات
التحالف العربي، لاستعادة المدينة من قبضة الحوثيين وقوات حليفهم علي عبدالله صالح.
مناخ غير ملائم
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن معركة تحرير تعز، تعد الاستحقاق الذي يسبق جولة المشاورات المقبلة، التي لا يبدو أن المناخ ملائم لانعقادها، خصوصا وأن الانقلابيين ـ الحوثي وعلي عبدالله صالح ـ لا يزالون يعتبرون المشاورات أحد أدوات المناورة لترسيخ الأقدام أو للإمساك على ما تبقى من سلطة وأرض".
وقال ياسين التميمي، في تصريح لـ"
عربي21" إن التحالف العربي، يضع ثقله خلف السلطة الانتقالية، لاستكمال تحرير تعز" واصفا إياها أن ستكون ضربة قاصمة لطموحات المخلوع صالح والحوثي".
وأشار التميمي إلى أن طموحات الحوثي وصالح، كانت تهدف للإبقاء على مناطق الجمهورية العربية اليمنية سابقا قبل الوحدة مع الجنوب، ولهذا دفعوا بقوة نحو تكريس الانفصال، وتغذية الحراك الموالي لهم لوضع عقدة الانفصال أمام ترتيبات المرحلة المقبلة، وهذه أبعاد عودة الرئيس هادي إلى عدن".
وأوضح السياسي اليمني، أنه في حال تحررت مدينة تعز، لاشك، أنها "ستوفر قاعدة صلبة وراسخة للعمليات العسكرية اللاحقة، بالإضافة إلى تحولها إلى ملاذ للقوى الوطنية التي تجمع على أن تعز هي المكان الذي يتنفس فيه اليمنيون بحرية".
وأكد ياسين أن "تعز تكتسب أهمية استراتيجية كونها تشرف على باب المندب، وهو أحد القضايا الهامة في ملف الأزمة اليمنية".
معركة تحدد مستقبل الحوثي وصالح
من جانب آخر، قال الكاتب والسياسي، ثابت الأحمدي، إن معركة تعز، تعتبر المعركة الفاصلة، التي من شأنها تحديد مستقبل الحوثي وصالح خلال الفترة المقبلة".
وأضاف ثابت الأحمدي، في تصريح لـ"
عربي21" إن "تعز إما أن تصبح منصة الانطلاق للشرعية نحو صنعاء أو محطة تزويد الحوثيين وعلي صالح باتجاه عدن"، لافتا إلى أن "تعز بوابة عبور، تمثل سندا معنويا كبيرا للسلطات الشرعية وما بعدها أيسر منها".
وبحسب الأحمدي، فإن "تحقيق أي نصر عسكري مع ما يرافقه من حملة إعلامية موجهة، ستكون جسر عبور، نحو عملية استعادة مدينتي "إب وذمار" جنوب صنعاء، ووصولا إلى العاصمة ذاتها".
ميدانيا، سيطرت قوات المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية، بإسناد من قوات التحالف بقيادة السعودية، على منطقة الشريجة بمحافظة لحج، والواقعة على تخوم محافظة تعز من جهة الجنوب.
وأفادت مصادر في المقاومة أن رجال المقاومة استعادوا السيطرة على الشريجة وجبل حمالة بلحج، بالتزامن مع شن طيران التحالف غارات على تجمعات للحوثيين وقوات صالح في المنطقة.
وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، أغلبهم من الحوثيين، فضلا عن أسر عددا أخر منهم.
فيما يشهد المحور الغربي في تعز، اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقوات موالية لهم من جهة، وقوات الجيش الوطني من جهة أخرى، حيث تركزت المواجهات في مديرية "المسراخ ونجد قسيم"، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
هذا ونجح مقاتلو المقاومة، في جبهة الوازعية (جنوب غرب) من إحراز تقدم نوعي، باتجاه مفرق مدينة المخا الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
ولليوم الثالث على التوالي، تتواصل العمليات العسكرية في تعز، التي تشنها قوات موالية للرئيس هادي، ضد مسلحي جماعة الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، بهدف انتزاع السيطرة على المدينة التي تكتسب أهمية إستراتيجية لكونها المحافظة الأكثر كثافة سكانية، فضلا عن موقعها الإستراتيجي المطل على باب المندب، الممر الملاحي الدولي.