احتفى أنصار
تنظيم الدولة بهجمات باريس الدامية التي خلّفت 140 قتيلا مساء الجمعة، بالرغم من عدم تبني التنظيم مسؤوليته عن الهجمات بشكل رسمي.
واعتبر أنصار التنظيم أن "هذه الغزوات المباركة تأتي كرد فعل طبيعي على جرائم الحكومة الفرنسية بحق المسلمين في مالي وأفغانستان، ودعمهم للنظام المجرم في سوريا".
ولاحظت "
عربي21" من سياق تغريدات أنصار تنظيم الدولة، تيقّنهم من "وجود لمسات جنود الخلافة على
هجمات باريس".
الشرعي في تنظيم الدولة، "أبو سليمان العدناني" قال في تعليقه على هجمات باريس: "قالها لهم أمير المؤمنين (ألا من كان غافلا فلينتبه)، وقالها لهم العدناني (نحن المهاجمون والعدو بكل أطيافه المدافع) وها نحن نرى كلامهم واقعا".
وأضاف العدناني: "أقسم العارف بالله خليفة المسلمين فقال والله لنثأرن، ولقد برّ جنوده بقسمه، وما زالوا، بل إنها حتى دماء مسلمي إفريقيا الوسطى والجزائر القديمة لن تُنسى".
وفي تعليق ساخر على التفجيرات، كتبت "المزمجرة الدولاوية" إحدى المناصرات لتنظيم الدولة: "يقولون إن نتيجة مباراة
فرنسا وألمانيا 18 قتيلا".
وغرّد "لويس"، بأنه: "رغم قلة عددهم، غزوة واحدة أعادت فرنسا لأجواء الحرب العالمية!، بعد فتح بغداد ودمشق وبدء الغزوات الحقيقية ستسقط عواصمهم بالتكبير".
"مخدم الحسيني" أحد جنود التنظيم في العراق، سخر من إعلان الرئيس الفرنسي حالة الطوارئ في بلاده، معلّقا بالقول: "الحمد لله على نعمة الأمن والأمان في الموصل"..
وأعاد أنصار تنظيم الدولة نشر ثلاثة إصدارات بثها التنظيم سابقا ووُجّهت إلى فرنسا، حيث قالوا إن "ما حدث البارحة هو نتاج توصيات هذه الإصدارات".
الإصدار الأول الذي كان بعنوان "ماذا تنتظرون"، حيث دعا من خلاله جنود فرنسيون من تنظيم الدولة، مواطنيهم المسلمين بالهجرة إلى "دولة الخلافة".
وأقدم فرنسيو التنظيم خلال الإصدار الذي نشره مركز "الحياة للإعلام" في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، على حرق جوازات سفرهم الفرنسية، قائلين إنهم "كفروا بالطاغوت".
وقال "أبو مريم الفرنسي" حينها: "ما دمتم تقصفون، فلن تعرفوا الأمان، وستخافون من مجرد الخروج للأسواق".
ودعا "أبو مريم"، مواطنيه الذين لا يقدرون على "الهجرة"، إلى أن يقوموا بقتل "الكفار" في فرنسا، قائلا إن "قتلهم أمر سهل".
فيما خاطب "أبو سلمان الفرنسي"، مسلمي فرنسا غير القادرين على الالتحاق بتنظيم الدولة، قائلا: "إن كنتم مخلصين في عبادتكم، وعقيدتكم، فاعملوا في فرنسا، ولا تسمحوا لهم بالنوم من الخوف، والرعب".
وأضاف: "هناك أسلحة، وسيارات وأهداف جاهزة، حتى السم متوفر، فاجعلوه في شراب، أو طعام أحد أعداء الله، اقتلوهم واتفلوا في وجوههم، واصدموهم بسياراتكم".
وفي الإصدار الثاني الذي بثه المكتب الإعلامي في "ولاية صلاح الدين" بعنوان "رسالة إلى فرنسا"، قال أحد المقاتلين الفرنسيين في التنظيم إن "جنود الخلافة ينتظرون الأمر لتفجيركم، وقتلكم، وذبحكم، الكابوس بدأ الآن"، في رد منه على هجوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على تنظيم الدولة.
ودعا المقاتل الفرنسي، جميع المسلمين في بلده إلى أن يهجموا على مقرات الشرطة، ويقتلوا الفرنسيين "الكفار"، بأي سلاح توفر في أيديهم.
وأضاف خلال الإصدار الذي نشره التنظيم في شباط/ فبراير الماضي: "سنأتيكم بهذه وهذه (سكين ورشاش)، وسنرفع راية لا إله إلا الله فوق سماء باريس".
الإصدار الثالث، والأكثر علاقة بهجمات باريس، هو "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" الذي بثه المكتب الإعلامي لـ"ولاية حماة"، وأقدم فيه أحد عناصر التنظيم الفرنسيين على ذبح جندي سوري ورميه من أعلى جبل، قبل أن يرسل تهديدا للفرنسيين.
وقال المقاتل الفرنسي الملثم خلال الإصدار الذي نشره التنظيم في تموز/ يوليو الماضي: "والله سنذبحكم في شوارع باريس، توبوا إلى الله عز وجل وإلا ستملأ جثثكم شوارع باريس".
وتعتذر "
عربي21" عن نشر الفيديو لاعتبارات قانونية وإنسانية.
يشار إلى أن تنظيم الدولة نشر عدة فيديوهات سابقة لمقاتلين فرنسيين، أبرزهم "أبو صهيب الفرنسي"، الرجل السبعيني الذي دخل في الإسلام منذ سنوات، وهاجر إلى أراضي التنظيم، حيث تحدث من خلال فيديو بثه مركز "الحياة للإعلام" عن قصته في دخول الإسلام، والانضمام لتنظيم الدولة.