أجبرت
سينما في غلاسكو الأسكتلندية على وقف عرض لفيلم عن حياة الرسول محمد، بعد تلقيها عريضة من مسلمين في أسكتلندا ونيجيريين وسعوديين، قالوا إن
الفيلم لا يحترم حياة نبي الإسلام محمد.
وبحسب صحيفة "إندبندنت"، فقد كان من المقرر عرض الفيلم نيابة عن الجمعية الإسلامية البريطانية، إلا أن السينما قررت وقف العرض بعد تلقيها مئة شكوى تقريبا تعترض على عرضه.
وكتب محرر الشؤون الفنية في الصحيفة نيك كلارك أن سينما "غروسفينر" كانت ستعرض فيلم "
الرسالة"، الذي رشح عام 1977 لجوائز الأوسكار الأمريكية، ولكنها قررت إلغاء العرض، بعد تلقيها عريضة وقع عليها 94 مسلما من أسكتلندا ونيجيريا والسعودية، حيث انتقد الموقعون الفيلم قائلين إنه "غير مناسب ولا يحترم الإسلام".
ويشير التقرير إلى أن الجمعية حاولت الاتصال بالسينما لإلغاء قرار الإدارة بدعوى أن عدد الشكاوى قليل. وقالت الجمعية: "هذه الاحتجاجات تعبر عن أسوأ العناصر في مجتمعنا، وتحاول أن تفرض معتقداتها على الآخرين".
وتذكر الصحيفة أن قائمة الشكاوى التي وردت في العريضة ضمت احتجاجات على الفيلم؛ لأنه "يحتوي على مواد غير مناسبة، مثل الموسيقى والرقص"، بالإضافة إلى احتوائه على معلومات تاريخية غير دقيقة، وظهور ممثلين غير مسلمين فيه، بعضهم أدى أدوار صحابة الرسول.
وينقل الكاتب عن الجمعية الإسلامية قولها إنها "عملت على مدى عقدين من الزمان لنشر حقوق الناس، وجعل الإسلام جزءا من المجتمع البريطاني". وأضافت: "لن يقوم أحد بإرعابنا ونتحداهم بالظهور. ونناشد سينما غروسفينر أن تلتزم بالاتفاق الأصلي وتقوم بعرض الفيلم".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن عضو مجلس نواب أسكتلندا عن الحزب الوطني الأسكتلندي حمزة يوسف دعم عرض الفيلم، وعبر "عن رعبه" من قرار السينما، ورضوخها "لبعض العقول الضيقة والحمقى".
وتبين الصحيفة أن عرض الفيلم وجد دعما من الجمعية الوطنية العلمانية، التي شجبت إلغاء العرض، واتهمت السينما بأنها "تسهم في زيادة جو الرقابة". وقال مدير الجمعية ستيفين إيفانز: "إن حوادث كهذه تترك أثرها الحقيقي على حرية التعبير، إن القيود على ما يعد مقبولا تتراجع باستمرار؛ خشية أن تؤدي إلى التسبب بالأذى".
ويلفت كلارك إلى أن الجمعية كتبت للسينما تطالبها بإعادة النظر في القرار مرة أخرى، وقالت إن "هذا فيلم رشح للأوسكار في السبعينيات من القرن الماضي. ويظهر الحادث أنكم تتقهقرون إلى الوراء. وعادة ما يرضخ الناس للرجعيين، وهذا أمر خطير".
ويورد التقرير أن الجمعية قالت في رسالتها إنها "تشعر بالدهشة وخيبة الأمل؛ لأن السينما ترضخ للرجعيين، الذين يريدون قمع حرية التعبير، ونحن راغبون بمعرفة المنطق العقلاني وراء قرار إلغاء العرض".
وتنوه الصحيفة إلى أن سينما "غروسنيفر" تملك مجموعة "جي-1"، التي تملك 45 دارا للعرض بالإضافة إلى حانات وفنادق وكازينو وبار. مشيرة إلى أن المجموعة لم ترد على المكالمات.
ويذكر الكاتب أن سينما "غروسنيفر" تعد الأقدم في المدينة، ولا تزال تعرض أفلاما منذ عام 1921.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن فيلم الرسالة أخرجه المخرج السوري مصطفى العقاد في الفترة ما بين 1976 و1977، ويعد من أهم الأفلام التي صورت عن حياة الإسلام في بداياته، وشارك في نسختيه العربية والإنجليزية نجوم السينما العربية مثل عبدالله غيث، والإنجليزية مثل أنطوني كوين.