مجددا، عبر
مصريون عن سخطهم تجاه زعيم الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل، في ظل أوضاع اقتصادية متدنية وحياة سياسية واجتماعية تزداد سوءا يوما بعد يوم، فيما تُعدّ مواقع
التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد للمواطنين للتعبير عن سخطهم في ظل القبضة الأمنية المفروضة على البلاد.
فلم تمض أيام قليلة على هاشتاغ "
#كبيرة_عليك" الذي انتشر بشكل واسع على "تويتر" و"فيسبوك"، حتى تبعته أربعة وسومات أخرى: "#جوع_انت ياسيسي"، "#خربتها_يابن_العبيطة"، "#ارحل_يافاشل علشان"، و"#لن تنطفي أنوار مصر"، وقد عرفت هذه الوسومات شدا وجذبا بين مؤيدي ومعارضي السيسي.
ومع تصريح السيسي الأخير "نحن لن نأكل وسنجوع، لكن البلد سنبنيها وستتقدم للأمام"، والذي أطلقه اليوم في مطار
شرم الشيخ في لقاء مقتضب مع مراسلة فضائية النهار وصفه النشطاء بـ"المغازلة"، فقد قارن النشطاء هذا التصريح بإصداره قرارا بمعاشات إستثنائية لعدد من الضباط والجنود المتطوعين صباح الثلاثاء، قائلين إن هذا التجويع سيكون من نصيب الشعب فقط، وليس من نصيب القضاة والجيش والشرطة.
وقد تفاوتت التعليقات على هذه الوسومات بين مؤيد ومعارض، حيث رأى مؤيدو السيسي أن أفعاله تؤسس لدولة قوية على غرار الدول الكبرى، فيما قال المعارضون إنه لم تعد هناك حاجة لشرح وتفصيل ما بين "اعتقالات" و"إعدامات" و" تدهور الاقتصاد" و"ضياع هيبة مصر في زيارة السيسي لبريطانيا" و"حادث الطائرة الروسية وتهميش الغرب لمصر في التحقيقات"، وغيرها من ظروف وقضايا زادت من الغضب المصري على مواقع التواصل.
وعبر الوسوم التي تصدرت قائمة أعلى الهاشتاجات تداولا في مصر، علق المذيع عبد العزيز مجاهد بالقول: "ما المشكلة إننا نجوع من أجل مصر؟ ما المشكلة أن نمرض والقضاة يعالجوا على حساب الدولة؟ وما المشكلة أن تهد بيوتنا من الأمطار كي يسكن ضباط الجيش في مساكن مخفضة؟ وما المشكلة أن نجوع كي يشتري السيسي سلاحا من الغرب كي يثبت شرعيته؟ نجوع نجوع وتحيا جمهورية الجيش والشرطة والقضاء".
وأضاف الصحفي سلامة عبد الحميد: "العميد الذي زود مرتبات الجيش والقضاة والشرطة مرتين في سنتين يقول لشعبه العبيط، نحن لن نأكل كي نبني بلدنا، جوعوا كي يشبع البشاوات".
وقالت ياسمين فوزي، مقتبسة من حديثه: "لن نأكل؟.. وماذا يعني؟ نعم لن نأكل.. أكيد هو يقصدنا نحن ولا يقصد قرار اليوم بصرف المعاشات الاستثنائية لأحبابه من ضباط الصف والجنود المتطوعين".
وعلق مقدم البرامج عبدالله الجزار: "مصر تشكر أشقاءها العرب وتسجن وتسحل وتقتل وتصفي أولادها المصريين العرب أرحل يا فاشل علشان خربتها".
كذلك قال محمد مصطفى: "لن نأكل؟ ليس مهم، ما المشكلة، نجوع؟ ليس مهم، أهم شيء نصرف بدلات القضاة ونزيد معاشات العسكريين، فلترحل يا فاشل لأنك خربت البلد".
وغرد أحمد السيد: "جوع أنت يا سيسي، الشعب جائع بطبعه الجنرال الغبي والجاهل بطبعه".
وقال حمزة محمود: "خربتها يابن العبيطة، وكل شيء إنطفى في مصر، تشبع العسكر وتوجعنا، جع أنت يا سيسي".
وأضاف رامي فريد: "وما مصر إلا فئتان.. فئة تعيش في وهم الحجارة والحضارة ويقولون لن تنطفئ أنوار مصر، وفئة مطحونة يقولون خربتها".
الناشط أحمد موسى غرد قائلا: "خربتها وسيست الأزهر والجامعات والقضاء، وحتى المساجد والآن أصبح جميل جدا دمج الدين في السياسة".
وغردت خديجة أحمد: "السيسي بعدما أخذ الرز واطمأن، وذهب إلى شرم الشيخ كي يرى خربها إلى أين، والإرهاب بالطبع هو السبب، لا يعلم أنه فاشل، إرحل يا فاشل خربتها".
يشار إلى أن العديد ممّن أيدوا الانقلاب، بدأوا بالهجرة العكسية والانضمام إلى المعارضين للسيسي، بسبب اليأس الذي أصابهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المستجدة، فيما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا سجالا جديدا عبر الوسوم التي يدشنها مؤيدو ومعارضو قائد انقلاب 3 تموز/ يوليو.