أقدمت الجهات الإيرانية المسؤولة عن دفع رواتب عناصر مليشيا "أسد الله الغالب" الشيعية العراقية؛ على تخفيض الأجور الشهرية للعاملين في "حماية" المراقد الشيعية في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية، بمقابل زيادة رواتب أقرانهم في
حلب.
ووفق قيادي في المليشيا، فقد تم تخفيض رواتب العناصر في
دمشق بنسبة 40 في المئة، اعتبارا من مطلع الشهر الجاري، فيما زادت أجور أقرانهم العاملين في محافظة حلب، شمال البلاد، بنسبة 40 في المئة أيضا.
وأرجع القيادي في المليشيا، الملقب بـ"أبو سجاد كوت"، نسبة إلى مدينة الكوت مركز محافظة واسط شرق العراق، أسباب تخفيض الأجور الشهرية للمقاتلين في حماية المراقد إلى "الهدوء والاستقرار التي تعيشه هذه المنطقة وانعدام شبه كامل لأي نشاطات عسكرية معادية، في الوقت الذي تعد جبهة حلب العسكرية الأكثر خطورة على الساحة السورية"، على حد قوله لـ"
عربي21".
وكشف القيادي أبو سجاد، أن أكثر من ألف مقاتل من مليشيا أسد الله الغالب ومليشيات عراقية أخرى "نُقلوا من دمشق إلى ريف حلب للانضمام لكتائب المقاومة الإسلامية التي يقودها حزب الله هناك"، وفق قوله.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "جنرالات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشرفون بشكل مباشر على متطوعينا من جوانب التدريب والإمداد والتمويل والتسليح، بشكل مستقل عن الجيش العربي السوري وحزب الله وباقي فصائل المقاومة الإسلامية التي تقاتل تحت راية الإمام الحسين عليه السلام"، بحسب تعبيره.
ويعتقد أبو سجاد كوت أن تخفيض الأجور الشهرية لمقاتليه "أمر اعتيادي لا يلتفت إليه مقاتلونا، لكن ما يعنينا هنا عن دوافع قرار الزج بألف مقاتل في جبهة حلب". وأضاف: "يتساءل كثير منهم عن احتمالات القتل في مناطق لا يعرفون جغرافيتها، ويتم الزج بهم فورا في المعارك هناك".
ويخشى أبو سجاد أن يكون مصير "معظم هؤلاء هو مصير الشهداء ذاته الذين سبقوهم بعد أن زجتهم القيادات المسؤولة في معارك مناطق جزل وحقول شاعر وغيرهما، حيث لم نسترد جثثهم حتى الآن"، كما قال.
وفي المقابل، تحدث القيادي في المليشيا عن تحقيق إنجازات ميدانية لـ"الجيش العربي السوري وكتائب المقاومة الإسلامية بعد الإسناد الجوي الروسي الذي قلب الموازين على أكثر من جبهة ضد الأعداء"، بحسب قوله.
ورأى في قرار زيادة أجور المقاتلين في جبهة حلب أنه "يأتي للترغيب في القتال هناك في محاولة من القيادات الإيرانية المسؤولة للحفاظ على الجيش العربي السوري؛ بجعله قوة إسناد خلف مقاتلي المقاومة الإسلامية الذين يشكلون رأس الحربة في القتال ضد الإرهابيين"، بحسب تعبيره.
ويذكر القيادي في مليشيا أسد الله الغالب، "أن قياداتنا بالعراق أخبرتنا بأننا سننتقل إلى الشام فقط لحماية الأماكن المقدسة والقرى الشيعية، لذلك كثير منا رحب بهذه الخطوة لأخذ قسط من الراحة بعد أشهر من القتال تحت راية الحشد الشعبي".
ويقول أبو سجاد كوت إنه ومجموعة من المقاتلين تحت قيادته شُملوا بقرار "خفض الأجور الشهرية لرفضنا الذهاب إلى جبهة حلب؛ التي لا نرى لها أهمية تستحق التضحية بدماء جاءت لحماية أبناء المذهب ومقدساته"، وفق قوله.
وأشار إلى عودة الكثير من المقاتلين خلال الأيام الماضية إلى العراق للقتال ضمن فصائل الحشد الشعبي، بعد أن "تبين لهم أنهم ليسوا أكثر من وقود لانتصارات يتم نسبتها إلى الجيش السوري"، ويرى أن معركة حلب ستكون "محرقة لمقاتلي أسد الله الغالب طالما أن الاستعدادات القتالية ليست بالمستوى المطلوب لمواجهة قوة واستعدادات التكفيريين على جبهة حلب وريفها"، بحسب رأيه.