بثت "
جبهة الأصالة والتنمية" مقابلة مع "أبو الوليد
التونسي" المسؤول المالي السابق في مستشفى الأمراض النفسية بالرقة، الذي انشق عن
تنظيم الدولة قبل أيام، بتنسيق مع "الأصالة والتنمية".
وقال التونسي إنه "لم يكن يقصد الانضمام لتنظيم الدولة منذ تفكيره بالجهاد وهو في تونس، وجاء انضمامه للتنظيم قبل سنتين مرافقة للمجموعة التي قدم معها إلى
سوريا".
وأوضح "أبو الوليد التونسي" أن "سبب الانشقاق الأول هو الظلم الكبير، والقمع الشديد غير المتوقع، الذي وصل إلى القتل مباشرة لمجرد مناقشتك أميرا، ويلفقون لك تهمة شق الصف".
وتابع قائلا: "بعد ظلمهم وبطشهم، عرفوا أنهم ظلمة، فأصبحوا يمنعون المهاجرين الذين هم من خارج سوريا من العودة إلى بلدانهم، وذلك بمصادرة جوازاتهم منذ دخول سوريا، كما منعوا أي مهاجر من الذهاب لتركيا".
وبحسب "أبو الوليد التونسي"، فإن "معيار اختيار الأمراء في داعش هو الإخلاص الأعمى لهم، أما من يناقشهم ويجادلهم فموضعه السجون".
المفاجأة غير المتوقعة في حديث "أبو الوليد التونسي"، قوله إن "أغلب الحالات التي كانت تأتي إلى المستشفى الذي كنت أعمل فيه هم من جنود الدولة، وحالاتهم إما إدمان على أدوية مسكنة شديدة مثل الترامادول، أو حبوب مخدرة مثل الهيروين".
وتابع مفاجأته قائلا: "جل المدمنين كانوا من عناصر داعش الأجانب، والكثير منهم من التوانسة".
وعن السبب الذي دفع عناصر التنظيم للإدمان على الأدوية المخدرة، قال "أبو الوليد التونسي": "عندما يصاب أي عنصر ولو بإصابة طفيفة، فإنهم يكثرون له من الأدوية شديدة التخدير، مثل الترامادول، ما يجعل المصاب يدمن عليها بعد شفائه أيضا".
وأكد "أبو الوليد التونسي" صحة الرواية القائلة بأن أمراء تنظيم الدولة يضغطون على "المهاجرات" للزواج منهم، مضيفا: "شهدت حالات لأمراء اتصالات وحدود يأتون للمضافات للضغط على المهاجرات للزواج منهم".
وأكمل قائلا: "المهاجرات يعانين عند داعش، فيمنعن من الخروج من المضافات، كما يمنعن من العودة لبلدانهن".
وواصل "أبو الوليد التونسي" حديثه المثير الذي لم تتأكد "عربي21" من صحته من مصدر مستقل، حيث تطرق إلى قضية الأيزيديات، قائلا: "عندما كنت بالعراق شاهدت الأمراء وهم يختارون أجمل الأيزيديات ويأخذونهن، ويعاملونهن معاملة سيئة".
وتابع قائلا: "ويترك الأمراء النساء الأقل جمالا لبيعهن على الجنود، حيث تم إنشاء مجموعة في تليجرام باسم (سوق النخاسة)، يتم من خلالها عرض صور الأيزيديات والمفاوضة على أسعارهن، حيث وصلت سعر السبية الواحدة في بعض الأحيان إلى 13 ألف دولارا".
ووفقا لـ"التونسي"، فإن "أغلب المهاجرين باتوا يكرهون الدولة بسبب الخلافات داخلها، وبسبب التقارير التي ترفع فيهم إلى اللجنة العامة في التنظيم بسبب خلافات شخصية، فيتم اتهام أمراء بشق الصف والعمالة؛ لإقصائهم".
وتطرق "أبو الوليد التونسي" للجانب الإعلامي في تنظيم الدولة، قائلا إنه يستهدف بالدرجة الأولى جلب "المهاجرين"، من خلال الإصدارات الموجهة من أشخاص من بلد معين لمواطنيهم، متابعا: "فمثلا يتحدث عناصر من ألمانيا، ويحمسون مواطنيهم بأن هنا دولة عدل وما إلى ذلك، وبعد مجيئهم يتفاجؤون بتفشي الظلم".
وحول ازدياد عدد من يفجرون أنفسهم في العراق، وسوريا، من الشباب السوريين الصغار في السنّ، قال "التونسي": "أغلب صغار السن في داعش من السوريين الجهلة، الذين قدموا من الأرياف النائية".
وأضاف قائلا: "داعش خصصت مجمعة للتحريض على العمليات الانتحارية، فيسهل إقناع السوريين الصغار بالإقدام على التنفيذ، مع إغرائهم بالجنبة والحور العين".
وبخلاف جل الروايات السابقة عن رواتب عناصر تنظيم الدولة، قال "التونسي" إن "الجندي العادي يتقاضى مبلغ 50 دولارا شهريا، وإن كان متزوجا فتصبح 100، ولكل طفل 35 دولارا، بالإضافة إلى المكافآت للمتفانيين بعملهم".
ووفقا لـ"أبو الوليد التونسي"، فإن "أمراء داعش يحتكرون دخل التنظيم الغنائم، ويمتلكون السيارات، والمنازل، على العكس تماما من الجنود العاديين".
وقال "التونسي" إن مواطنيه داخل تنظيم الدولة ينظرون لـ"الجزراويين" (السعوديين)، بأن "عقيدتهم ليست جيدة، ويبحثون عن الاستمتاع بالسيارات والشهوات، وغير جادين في القتال".
كما أوضح "أبو الوليد التونسي" أن "قيادة داعش تخشى بشكل حقيقي من سقوط مدينة
الرقة (معقل تنظيم الدولة في سوريا)، وذلك بسبب طيران التحالف الدولي".
وبحسب "التونسي"، فإن "معركة كوباني أثارت غضب المهاجرين، حيث تم إقحامهم في معركة لا هدف لهم فيها، وخسرت داعش منذ معارك كوباني إلى غاية معارك سلوك أكثر من 6500 مقاتل".
وأضاف قائلا: "في كوباني لوحظ الاستهتار الشديد بحياة المهاجرين، وفي إحدى المرات أصيب أخ، فرفض الأمير أن يقوم العناصر بسحبه، وقال لهم اتركوه فهو شهيد، وبقي الأخ يتحدث معهم على القبضة (اللاسلكي)، ويقول لهم: لن أسامحكم".
وتحدث "أبو الوليد" عن "القوات الخاصة في داعش"، قائلا إن "هذه كتيبة تسمى بـ(الصديق)، وأميرها المباشر هو أبو محمد العدناني، ولهم صالاتهم الرياضية، وطعامهم الخاص، وتجهيزات عالية جدا، حيث يتم جلب البروتين لهم من تركيا".
"أبو الوليد"، تطرق في حديثه إلى "أبو لقمان"، وهو والي الرقة الذي عيّنه "أبو بكر
البغدادي"، قائلا إن "هذا الشخص أجرم بحق المهاجرين، فأصبح يضعهم في أقفاص ويسير بهم في شوارع الرقة، ما أكسبه شعبية بين العديد من السوريين، الأمر الذي دفع بالبغدادي لتولية العدناني على كامل الشام".
يذكر أن "أبو لقمان" الذي غير كنيته لاحقا إلى "أبو أيوب"، هو السوري علي الشواخ، الذي ذاع صيته قبل شهور حينما انتشرت إشاعة قائلة إنه نكث بيعته للبغدادي، ونصّب نفسه خليفة للمسلمين.
و"أبو لقمان"، هو من أعدم شخصيا "أبو عبيدة المغربي"، المسؤول الأمني في تنظيم الدولة، الذي ثبتت عمالته لاستخبارات غربية، وفقا لناشطين.
وختم "أبو الوليد التونسي" حديثه بتوجيه رسالة نصح إلى عناصر التنظيم بالانشقاق عنه، قائلا إن "فئة كبيرة غالبيتهم من المهاجرين تم التغرير بهم، والآن 70 بالمئة من المهاجرين يكرهون التنظيم ويتحينون الفرصة للانشقاق، لا سيما أن بعض القادة يوجد حولهم شبه استخباراتية مثل مسؤول الاتصالات الذي ثبتت عمالته، وهو ما يعني احتمالية التضحية بالمهاجرين لمصالح أمراء شخصية".
وكان "أبو الوليد التونسي" كشف في فيديو سابق بثته "الأصالة والتنمية" أن "تنظيم الدولة كان ينوي اقتحام إدلب المحررة بأكثر من 1500 مقاتل".
وأضاف قائلا: "تم كشف الأمر من قبل أمنيي جبهة النصرة داخل الدولة، فاستعدت النصرة، ووضعت الكمائن، وهو ما دفع جواسيس داعش في إدلب -وهم من السوريين- لإبلاغ قيادة التنظيم بصعوبة المهمة، وتم صرف النظر عن المخطط".