بدأ قوات النظام السوري عملية تهدف لنقل عشرات المتطوعين في مليشيا "السوتورو" التابعة للمجلس العسكري
السرياني في محافظة الحسكة، شمال شرق
سوريا، إلى ريف
حمص وسط البلاد، تزامنا مع اقتراب
تنظيم الدولة إلى مشارف بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية.
وتهدف هذه العملية لدعم مليشيا "نسور الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي، بعد تراجعها أمام التنظيم، من بلدة مهين إلى بلدة صدد في ريف حمص الشرقي.
وجاءت عمليات نقل العناصر المسيحية التابعة للمجلس العسكري السرياني، من شمال شرق سوريا إلى وسطها، بحسب ما أكدته مصادر موالية للنظام السوري، عبر طائرات شحن عسكرية تابعة للنظام من مطار القامشلي إلى مطار دمشق، ثم نقلهم إلى بلدة صدد بريف حمص في خطوة تالية، مع عتادهم العسكري الكامل.
وأشارت المصادر ذاتها إلى زيارة رموز دينية مسيحية سريانية إلى خطوط التماس على جبهات القتال في بلدة صدد، ومن أبرز الرموز الدينية بطريرك السريان الأرثوذكس المقيم في دمشق، مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم، الذي تفقد نقاط تواجد "نسور الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي. ورافق البطريرك عدة شخصيات دينية مسيحية أخرى.
وتنقسم وحدات "السوتورو" السريانية إلى جناحين، الأول تابع لـ"مجلس السلم الأهلي" ويتلقى دعمه وسلاحه وتمويله من مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري، لكن المقاتلين السريان في هذه المجموعة لا يشاركون في المعارك ضد الثوار، وإنما فقط يقيمون الحواجز والتفتيش في مدينة القامشلي.
أما الجناح الثاني فهو يتبع لحزب الاتحاد السرياني، المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ويشتركان في الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية. وينتشر مقاتلو هذه المجموعة في مناطق المالكية والقحطانية وفي مدينة القامشلي، في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، إضافة إلى أحياء في مدينة الحسكة، وصولا لمشاركتهم في معارك ريف حمص ضد تنظيم الدولة.
وكان سلاح الجو الروسي، بدوره، حاضرا بقوة خلال اليومين الماضيين في ريف حمص. وتحدث الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" عن تنفيذ الطائرات الروسية أكثر من 15 غارة جوية على مواقع تنظيم الدولة في أحياء مدينة تدمر وقلعتها الأثرية، بهدف الضغط على التنظيم ومنعه من التقدم نحو بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية، كما طالت الغارات الجوية بلدة مهين التي سيطر عليها التنظيم مؤخرا، وكذلك خطوطه الخلفية في بلدة القريتين في الريف الحمصي.
وأكد الناشط الإعلامي لـ"
عربي21" نشوب حرائق في منازل المدنيين في مدينة تدمر جراء القصف الصاروخي العنيف الذي تعرضت له من قبل قوات النظام السوري، تزامنا مع ارتفاع حدة المواجهات العسكرية في منطقة "الدوّة".
وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة؛ أعلنت من جهتها أن الاشتباكات الأخيرة في محيط بلدة صدد انتهت بسيطرة التنظيم على خمس نقاط عسكرية، تقع على تلال تشرف على البلدة بشكل مباشر.
بدورها، قالت مصادر إعلامية مسيحية إن "ما يقارب من 5000 عائلة مسيحية من السريان الآشوريين من سكان صدد، يشعرون بقلق كبير خصوصا بعد سيطرة التنظيم على بلدات الحدث وحوارين ومهين، التي تبعد 10 كيلومترات عن صدد، وهي القرى والبلدات الواقعة على خط المسير الذي يسلكه تنظيم الدولة للوصول إلى مطار الشعيرات.
وقال التلاوي لـ"
عربي21": "يتقدم تنظيم الدولة في خطوات متسارعة على النظام والمليشيات المتعددة المساندة له في ريف حمص، وكانت الفترة القليلة الماضية فترة تمدد للتنظيم سيطر فيها على عدة مناطق في ريف حمص أهمها بلدة مهين، ويستعد حاليا للتقدم نحو صدد".
وأوضح التلاوي أنه في حال تمكن التنظيم من السيطرة على صدد، فإنها ستكون أمام التنظيم مناطق الحفر والبريج، ليتمكن فعليا من قطع الطريق السريع الرابط العاصمة دمشق بحمص".
واستطرد الناشط الإعلامي قائلا: "التقدم الأخير لتنظيم الدولة سيساعده على قطع الطريق المؤدي إلى أكبر المدن الصناعية في سوريا في مدينة حسياء، وكذلك قطع الطريق الواصل إلى مطار الشعيرات، كما بدأ التنظيم بتعزيز قواته لقطع الطريق المتجه نحو مطار التي فور، وكلا المطارين هما مطارات عسكرية للنظام السوري".