هاجمت وكالة
إيرانية السعودية في تقرير لها؛ وذلك لاتهامها بأنها تضغط نحو إغلاق قناة "الميادين" المقربة من إيران.
وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن "الأداء الفعال واللافت لقناة الميادين اللبنانية في تنوير الرأي العام العربي أثار حنق وغضب نظام آل سعود وحلفائهم، ما حدا بهم إلى ممارسة ضغوط على الدولة اللبنانية؛ لإجبارها على معاقبة القناة وإقفالها".
يشار إلى أن صحيفة "السفير" أشارت في عددها الصاد الأربعاء، إلى أن شركة القمر الصناعي "
عرب سات" تتجه إلى فسخ تعاقدها مع الدولة اللبنانيّة، ونقل محطّة بثّها من منطقة جورة البلوط في المتن (شمال بيروت)، إلى عمّان في الأردن.
اقرأ أيضا: "عربسات" تتوجه لإقفال قناة الميادين المقربة من إيران
وعلى الرغم مما تثيره الوكالة الإيرانية، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن قمر "عرب سات" لا يحظى بمتابعة واسعة على خلاف "النيل سات" المشاهد عربيا.
وفقا لصحيفة "السفير"، فإن الشركة أرسلت أكثر من كتاب لوزارة الاتصالات اللبنانية، تطالبها باتخاذ إجراءات عقابية ضد قناة "الميادين"، على خلفية اتهامها بـ"الإساءة" الى الدول العربية، لكن لبنان كانت تتريث، خصوصا أن "الميادين" ليست محطة مرخصة لبنانيا، بل هي "محطة إعادة بث"، وفق القانون اللبناني.
وبحسب "تسنيم"، فإن إدارة "عرب سات" تمتلك القدرة التقنية على حجب القناة دون المرور بلبنان، كما حصل سابقا لدى إزالتها قنوات أخرى من باقتها.
وزعمت بأن هناك توجّها جديّا لاتخاذ "إجراء عقابي" ضد لبنان، لسماحها ببثّ "مواد إعلاميّة معارضة للسعوديّة ودول خليجية أخرى" من أراضيها.
وقال مصدر مسؤول في قناة "الميادين" لصحيفة "السفير" إنّ القناة تلقّت كتاب إنذار من إدارة "عرب سات" على خلفيّة تعليق لضيف إيراني حول كارثة منى، وذلك خلال حلقة تلفزيونيّة بثّت في أيلول/ سبتمبر الماضي.
واعتبر الكتاب أنّ ما ورد في تلك الحلقة مخالفة لشروط التعاقد بين القناة و"عرب سات". وردّت القناة في كتاب عبر محاميها، مشيرة إلى أنّها لم تخالف شروط البثّ، وأنّ ما ورد في الحلقة جاء على لسان الضيف، وليس على لسان مقدّم البرنامج .
وبحسب "السفير"، فإنّ وزيري الإعلام رمزي جريج والاتصالات بطرس حرب تلقيا رسالة من إدارة القمر الصناعي تبلغهما النيّة بفسخ العقد.
يشار إلى أن شركة "عرب سات" تتبع لـ"المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات" العاملة تحت راية "جامعة الدول العربيّة"، وتتوزّع ملكيّتها على الدول الأعضاء كافة، لكنّ المساهمة الأكبر هي للسعودية التي تمتلك 36 في المئة من أسهمها، كما أنّ مقرّ الشركة الرئيس في الرياض .
بدورها، هاجمت أيضا صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله السعودية للسبب ذاته، واعتبرت أن ما نقلته "السفير" يعكس "آخر تجليات العُصاب السعودي"، حيث اتهمت النظام السعودي بممارسة "ابتزاز مذلّ على الدولة اللبنانيّة التي اقترفت ذنب إيواء محطّة الميادين، ضمن محطّات عدّة متنوّعة سياسيّا".
وأضافت: "نعيش اليوم في لبنان فصلا جديدا من فصول الهستيريا السعوديّة التي بلغت أوجها مع تورّط مملكة آل سعود في الرمال المتحرّكة لليمن. فبعدما وضعت يدها على السواد الأعظم من الإعلام العربي الورقي والإلكتروني، والسمعي ـ البصري خصوصا، عبر سلاح الترغيب، ما سهّل التضليل على نطاق واسع في حرب اليمن، ها هي المملكة الوهابيّة تستعمل سلاح الترهيب، وتمضي في محاولة تكميم الفضاء العربي عبر قمر عرب سات، التابع مبدئيّا لجامعة الدول العربية"، وفق تعبيرها.
وهولت الصحيفة من هذه الأنباء غير الموثقة، وقالت إنها تعكس "حربا جديدة على حريّة التعبير في العالم العربي، لا تخوضها مملكة القهر مباشرة، بل من خلال الشركة التي تدير القمر الصناعي عرب سات".
ونقلت عن رئيس مجلس إدارة المحطّة، غسّان بن جدّو، العائد لتوّه إلى بيروت، تأكيده "قرار عرب سات"، مؤكدا بقوله: "تلقينا رسالة بهذا الأمر من إدارة الشركة. هي ليست المرّة الأولى التي نتعرّض فيها لهذا النوع من الضغوط. لكنّنا لم نكن ننوي أن نخرجَه إلى العلن، إذ إننا نفضّل العمل بصمت دون ضجيج".
وأضاف قائلا: "لا نزال في انتظار الرد بالقنوات القانونيّة.. أما الجديد الذي لم نكن نعرفه، فهو الخطوة التصعيديّة، أي أن الضغوط باتت تمارس الآن على السلطات اللبنانيّة".
وقال بن جدو "إنّها مسألة تراكمات.. هم ومن وراءهم يدركون أنّهم كلّما أغلقوا بابا سنفتح أبوابا. وإن هدفنا ليس الاستعراض، وإلا لتصرّفنا بأشكال أخرى، بل أن تشاهد شاشتنا من قبل كل الناس".