حذر أحد كبار السياسيين اليساريين في إسرائيل من طريقة تدخل الولايات المتحدة في
سوريا، خصوصا بعد إرسالها خمسين جنديا إلى هناك، وقال إن "من اكتوى من فيتنام والعراق وأفغانستان يجب عليه الحذر في سوريا. هذه الأمثلة التاريخية منقوشة جيدا في ذاكرة
أوباما ومن المؤسف أنه يتجاهلها".
وقال يوسي بيلين في مقالته في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الاثنين: "هكذا يبدأ الامر، لكن لا توجد فرصة معقولة لأن يبقى كذلك. الرئيس باراك أوباما أمر بإرسال خمسين من جنود القوات الأمريكية الخاصة إلى سوريا. هؤلاء الكوماندوز ليس من المفترض أن يتدخلوا في الحرب الأهلية السورية أو الأعمال القتالية؛ يجب عليهم أن يركزوا فقط على محاربة إرهابيي داعش وتقديم الاستشارة للمعارضة السورية المعتدلة ضد الأسد".
وأضاف بيلين، وهو مؤسس حزب ميريتس اليساري، إن "الإعلان الرسمي سمع منطقيا جدا، لكن من صاغه يعرف جيدا أنه ليس كذلك. خلافا لروسيا التي أرسلت الجنود الى سوريا، فإنه ليس للولايات المتحدة بنية محلية في هذه الدولة المقسمة. يحتاج الجنود إلى غطاء وإلى علاج وإلى تجديد الذخيرة حتى وإن كانوا مستشارين. خمسون جنديا يستطيعون الذهاب في مهمة عملياتية ومن ثم العودة. إذا أراد أحد إرسالهم للبقاء فترة طويلة ليدربوا جنود المعارضة أو يقدموا الاستشارة لهم، فإنه يجب أن يفهم أن عليه أن يعيدهم خلال فترة قصيرة أو إنه سيضطر إلى تعزيزهم".
وأوضح بيلين أنه "يمكن تفهم خلفية القرار؛ فقد قرر بوتين إشراك الجيش الروسي في الحرب السورية ليس فقط لإنقاذ الأسد، بل لضمان مكانته عند الحديث عن مستقبل سوريا في فترة ما بعد الرئيس السوري. وأوباما يتعرض للانتقادات بسبب موقفه السلبي ولأنه يترك لبوتين أن يفعل ما يشاء وفرض حقائق في أوكرانيا والقطب الشمالي والآن في سوريا أيضا، وهو يشعر بأنه يجب أن يفعل شيئا.. ولأنه لا يريد أن يعلق في سوريا في حرب لا نهاية لها، وخطر المواجهة مع
روسيا وأداء التحية لتوابيت القتلى في المطارات، فإنه يقوم بعمل الحد الأدنى عسكريا".
وقال أحد "مهندسي اتفاق أوسلو"، إنه "يصعب التصديق أن خمسين جنديا، بغض النظر عن مستواهم الجيد وخبرتهم، قادرون على إحداث التغيير المطلوب. يصعب التصديق أيضا أنه يعتقد بأن وجودهم سيمنح الولايات المتحدة مكانة جيدة في المفاوضات حول مستقبل سوريا. يمكن القول إن أوباما الذي يعتبر مستوى التأييد الجماهيري له متدنيا حتى الألم، يفعل ما يعتقد بأن وسائل الإعلام تتوقعه منه".
وبين أن "المشكلة هي أن الأمر لا ينتهي عند هذا. الخيار الأسوأ (إضافة الى صورة التوابيت في المطار) هو أن الرئيس سيضطر إلى القيام بعمليات إنقاذ لقواته الخاصة. وخيار آخر هو أنه بعد بضعة أسابيع سيتم اتخاذ قرار إعادتهم إلى الولايات المتحدة".
وأوضح أن الخيار "الأكثر منطقية هو طلب البنتاغون زيادة عدد الجنود انطلاقا من إدراك أنهم لا يستطيعون تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقهم بما في ذلك المهمة الأصعب وهي – حماية أنفسهم، بعدد صغير إلى هذه الدرجة. عندها سيصل إلى سوريا 50 جنديا من الكوماندوز من أجل تقديم الاستشارة للمعارضة المعتدلة، التي لا توجد فرصة لها لتغيير نظام الأسد".