هاجم رئيس حكومة المغرب عبد الإله ابن كيران، في حوار تلفزيوني الخميس، توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان (مؤسسة دستورية) الداعية إلى المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، واعتبر ذلك إثارة للفتنة بالمغرب.
واعتبر ابن كيران أن دعوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى إعمال المساواة بين الجنسين في أحكام الإرث التي حسم فيها الشرع، إنما هو مثل صب الزيت على النار في المجتمع، وأشار إلى أن هناك دول تعيش الخراب لأنها تخلت عن مرجعيتها الدينية، في حين المغرب دولة آمنة ومستقرة لحفاظها على خصوصياتها والتزامها بالثوابت الدينية والشرعية.
وطالب ابن كيران من رئيس المجلس الصادر للتوصية، بتقديم الاعتذار للمغاربة، وسحب توصية هيئته التي يشرف عليها، فالقرءان الكريم حسم في الموضوع بنص قرءاني جاء في قوله "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الإثنين".
وأشار إلى ما قام به الخليفة عمر بن الخطاب عندما أوقف حد السرقة في عام الرمادة، لكن هذا الاجتهاد له ضوابطه وبمشورة مع العلماء، ونبه صاحب توصية المساواة (اليزمي) بأنه مسؤول في هيئة من هيئات الدولة، وليس من حقه الإفتاء في الدين أو إعطاء رأي فيه".
وعن توقيع المغرب لاتفاقية مكافحة جميع أنواع التمييز بين الرجل والمرأة، جدد تأكيده على احترام جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لكن اشترط تطبيق ذلك بالمراعاة مع احترام الدستور وتوابث المغرب.
واستشهد باستجابة الملك الراحل الحسن الثاني لدعوات الغرب في حقوق الإنسان لكن مع امتناعه من الاقتراب من الخصوصية المغربية باعتباره دولة إسلامية ولديها مواصفات خاصة، إذ أكد أن الملك الراحل لم يستجب لبعض مطالبهم"، مضيفا:" مصادقتنا على الاتفاقيات الدولية تكون في إطار الدستور والثوابت الوطنية، وما يهم المغرب هو استقراره وطمأنينته".
وبخصوص الانتخابات التشريعية البرلمانية التي ستجرى السنة المقبلة، قال رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن "النصر سيكون حليف حزبي في الانتخابات المقبلة، ما لم تقع مناورات تربك الحسابات، منبها إلى أن السياسة في المغرب تشهد المناورات، وأضاف "أو إذا غير المغاربة قناعتهم وأرادوا تغيير هذه الحكومة".
واعتبر المتحدث أنه لن يتنازل على الإصلاحات التي برمجتها حكومته، بما فيها إصلاح صندوق التقاعد، في السنة المتبقية من عمرها، مشددا على أنه لن يوقف الإصلاحات بدعوى أن السنة الأخيرة من ولايته على رأس الحكومة الحالية سنة انتخابية.
وجدد رئيس الحكومة تأكيده على أن الأغلبية الحكومية متماسكة وقادرة على الاستمرار إلى نهاية الولاية، وأنها قادرة على الوقوف في وجه الأزمات وإتمام السنة الأخيرة في عمر الحكومة، "ما لم يقع شيء لا يمكن الصبر عليه، بفعل فاعل أو من تلقاء نفسها".
واعتبر أن علاقته مع وزرائه علاقة طيبة ومبنية على الثقة، مؤكدا أن أحبهم إليه ليس من حزبه، وهو أكثرهم عملا واجتهادا وأكثرهم وفاء للوطن، دون أن يذكر اسم أي منهم.