هاجم زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق،
مقتدى الصدر، قائد الانقلاب في
مصر عبد الفتاح السيسي، بسبب قرار السلطات إغلاق ضريح الإمام الحسين في القاهرة منذ الخميس وحتى السبت، حيث يوافق ذلك "
ذكرى عاشوراء"، مشبها هذا القرار "بغلق المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة أمام المصلين المسلمين"، وفق قوله.
وقال الصدر، في معرض رده على سؤال وجهه له أحد أتباعه على موقعه الإلكتروني، إن "مسارعة السلطات المصرية إلى غلق هذا المقام المقدس أمام المحبين سيكون بداية نهايتهم، كما حدث في الكثير من الأماكن على رأسها الهدّام"، في إشارة إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأضاف أن " الحكومة المصرية ليست هي من يحدد هل هذه الطقوس لها أصل في الإسلام أم لا، ولذا أدعو الأزهر الشريف وشيخه إلى منع مثل هذه التصرفات الديكتاتورية".
واعتبر زعيم التيار الصدري أن "هذا الغلق والمنع سيكون إعادة لإرهاب شذاذ الآفاق، الذين عاثوا في مصر الحبيبة فسادا.. فاحذروا"، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات تعد ابتعادا عن مبدأ الديمقراطية وحرية العقائد والشعائر.
وأضاف قائلا: "ما كان العشق والحب لأهل البيت عليهم السلام وإظهاره جريمة لكي تتخذ ضدهم أي إجراءات قانونية".
وطالب الصدر من أسماهم "المحبين" إلى عدم التصرف بما لا يليق، حتى لا تكون حجة لمنع هذه الشعائر أو غلق المساجد مجددا.
وكانت وزارة الأوقاف المصرية أعلنت غلق ضريح "الحسين" إجراء وقائيا منعا لما قالت إنه "أباطيل شيعية" تجري في ذكرى عاشوراء، وهددت بمعاقبة أي شخص يحتفل بيوم عاشوراء على الطريقة الشيعية داخل مسجد الحسين، أو في ساحته الخارجية.
طقوس ليست من الإسلام
وردا على هذا الهجوم، قال المتحدث باسم وزارة الأوقاف المصرية، محمد عبد الرازق، إن تصريح مقتدى الصدر لا يلزم علماء الأزهر والأوقاف بشيء، مشددا على أن الأزهر يرفض الفكر الشيعي، ويقوم بتوعية الشعب المصري بأخطار "المد الشيعي".
وقلل عبد الرازق من وزن
الشيعة في مصر، مؤكدا أن عددهم "لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة"، وأنهم "لا يشكلون أي خطر على البلاد".
وشهد مسجد الحسين تشديدات أمنية للتصدي لأي تجمعات شيعية في المنطقة أو احتكاك بين الشيعة الأهالي.
وأعلن المتحدث باسم الأوقاف أن الوزارة لن تسمح لأي طائفة مذهبية بممارسة طقوسها داخل المساجد، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة فتح الضريح اعتبارا من يوم السبت المقبل بشكل عادي.
وأضاف، في مداخلة مع قناة "تن"، الجمعة، أن الوزارة قررت إغلاق الضريح؛ منعا لممارسة أي طقوس شيعية ليس لها أساس في الإسلام خلال يوم عاشوراء، مثل لطم الخدود وشق الجيوب، وحتى لا يندس مخربون بين تجمعات البسطاء ويحدثوا فوضى أو أعمال عنف، موضحا أن الضريح فقط هو ما تم غلقه، أما مسجد الإمام الحسين فظل مفتوحا على مدار اليوم لاستقبال المصلين والزائرين.
ويحيي ملايين المسلمين المنتمين للمذهب الشيعي يومي الجمعة والسبت -تبعا لتوقيت كل بلد- ذكرى مقتل "الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه"، التي توافق يوم عاشوراء.
وهذه هي المرة الثانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي تقدم الحكومة المصرية على غلق ضريح الحسين، حيث كانت المرة الأولى في عام 2013، بعد تهديدات سلفية باستخدام القوة في حال احتفال الشيعة بذكرى عاشوراء.
وتوجد في مصر مقامات وأضرحة عدة، تشرف عليها بالكامل وزارة الأوقاف، وفي مقدمتها ضريح الحسين بن علي، وضريح السيدة زينب بنت علي، وضريح السيدة عائشة، وضريح السيدة نفيسة بنت الحسن، ومقام الإمام علي زين العابدين بن الحسين.
"قرار أحمق"
من جانبه، وصف المفكر الشيعي المصري، أحمد راسم النفيس، غلق ضريح الحسين بالقرار "الأحمق والغبي"، مضيفا أن الجهات العليا كان يجب عليها تصحيح خطأ الأوقاف.
وأضاف النفيس، في تصريحات صحفية، أن هذا القرار يقدم ذريعة قانونية رائعة لإسرائيل لأن تبرر هي الأخرى إغلاق المسجد الأقصى في وجه الفلسطينيين.
وأشار إلى أن قرار إغلاق ضريح الحسين "مخالف للدستور"، الذي ينص على أن "حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون".
يذكر أن رجل الدين الشيعي المصري، حسن شحاتة، قتل هو واثنان آخران وتم التمثيل بجثثهم على أيدي العشرات من أهالي قرية زاوية "أبو مسلم" في الجيزة عام 2013.
وفي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كان الشيعة يتعرضون باستمرار للاعتقال على أيدي قوات الأمن، بدعوى عمالتهم لدولة إيران، أو "ازدراء الدين الإسلامي".