هيكل: عاصفة داخلية على الخليج ويجب التدخل بالسعودية (فيديو)
القاهرة - عربي21 - حسن شراقي24-Oct-1512:02 AM
شارك
الكاتب الصحفي المقرَّب من رئيس الانقلاب السيسي محمد حسنين هيكل - أرشيفية
قال الكاتب الصحفي المقرَّب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، محمد حسنين هيكل، إن مصر ليست طرفا فيما يجري في سوريا والعراق والسعودية وأفريقيا، وأعتقد أن منطقة الخليج كلها في هذه اللحظة تتعرض لعاصفة داخلية، ونحن بعيدون عنها، وسوف تؤثر علينا".
وأضاف هيكل: "السعودية -على سبيل المثال- فيها مشك (لم يكمل الكلمة، وقصد: مشكلات)، وفيها قضايا نحن بعيدون عنها.. نتابع إلى أي مدى؟ لا أعرف.. نتدخل فيها إلى أي مدى؟ لا أعرف".
وتابع: "لا أتصور أن ما يجري في سوريا حدث دون أن تتدخل مصر فيه بشكل ما.. مصر محصورة وموجودة في جوارها.. ما جرى جرى في غيابنا، ويتم إطلاعنا من باب البروتوكول.. لا بد أن نكون أصحاب الفعل.. تركنا سوريا في الفترة الماضية دون أن نتدخل، أو نسأل بما نساعد به، ولم نقترب من الوضع في سوريا بما يسمح لنا أن نكون طرفا في الحل".
جاء ذلك في حوار هيكل مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية "سي. بي. سي"، الجمعة، تحت عنوان "مصر أين.. ومصر إلى أين".
العرب.. وإيران
في حواره تناول هيكل الوضع العربي، قائلا: الوطن العربي أضاع كثيرا من الوقت في الانتقال بين تراثه ومستقبله.
وتابع بأن بعض الدول الصغيرة تحاول الدخول في تحالفات؛ لكي تحافظ على مواقعها، مشددا على ضرورة تدارك أن المخاطر التي تتربص بنا كثيرة، وأن الفترة التي يعيشها العالم العربي تشبه ما بعد حروب نابليون.
وواصل: "الآن المشكلة في الوطن العربي أن أتأخر في توصيف ما يجري، وأنشغل وأتلهى في بعض أموره الداخلية، وبالتالي عندما جاء الآن ما يجري بدأ المفكرون والباحثون في قراءة المشهد فوجدوا أنفسهم أمام خريطة جديدة بالغة التعقيد، وإن كنا طرفا صامتا حتى هذه اللحظة، وأظن أن كل الناس تبحث في هذه اللحظة، وهي حائرة في رسم خارطة لما هو قادم، وهو نوع من الحيرة".
وعن إيران شدد على أنه من واجب مصر إعادة تنظيم منطقة الشرق الأوسط، ووصفها بأنها الدولة القادرة على إعادة العلاقات السياسية مع إيران.
وأضاف: "مصر تستطيع دفع إيران في المنطقة، ليس بالصدام أو الحرب"، دون أن يحدد ماذا يقصد بذلك.
الأوضاع في مصر
وحول الوضع في مصر، قال: "نحن دولة مواردها أقل من احتياجاتها، ولا بد أن يعوض هذا بوسائل أخرى، سواء بالسياسة الخارجية أو بالاتصال بالعالم العربي، أو بزيادة التعاون مع العالم الثالث، لكن هناك حقيقة تحكمك، احتياجاتك أكثر بكثير من مواردك، وعليك أن تسد الثغرة بوسائل سياسية".
وأضاف: "الحقيقة أنه لا يمكن حل مشكلات الشعب المصري بالاكتفاء بالداخل، وعندما يقال في بعض الأحيان: "إحنا مالنا ومال العرب"، أقول: "على رأسي كلامكم لكن هناك نحو 3 إلى 4 ملايين مصري يعملون في دول عربية"، بحسب قوله.
دفاع باستماتة عن السيسي
ودافع هيكل عن السيسي باستماتة، رافضا الربط بين ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية وشعبيته، قائلا: "لا أعتقد أنها (الانتخابات) تعكس شعبية الرئيس السيسي.. أعتقد أنها تعكس حيرة الخيارات، وحيرة الشعب المصري في خيارات مستقبله، وهو ليس وحده في ذلك، وهناك شعوب كثيرة على وجه الأرض".
وأضاف: "في اعتقادي أن السيسي جاء في وقت الإدارة فيه صعبة، فهناك نظام سابق فشل، ومن قاموا بالثورة لم يستطيعوا القيام بنظام بديل، واضطررنا لإدخال عناصر أخرى، الإخوان ثم القوات المسلحة، وتحول السيسي من عسكري إلى سياسي، والوضع مختلف الآن عن دول أخرى".
وأردف قائلا: "في مصر لم تظهر القوى الجديدة، وتأخر ظهورها، والموجود في هذه اللحظة في الانتقال بين اللحظة الراهنة والمستقبل، هذا الفراغ، وهو مشكلتنا، وما يملأه وعي الناس، لكن في هذا الفراغ يحاول بعض الناس أن يخبطوا في الظلام لأخذ أي جزء من الكعكة ثم يغادروا".
وحول أداء السيسي قال: "العقد بيننا وبين الرئيس قائم على إعجابنا به، ولكننا بحاجة إلى رؤية يضعها للمستقبل ويطرحها أمام الناس".
وشدد على أنه وجب على السيسي أن يضع تصورا ورؤية للمستقبل القريب والبعيد أمام الشعب، قائلا: "موضوع يوم بيومه ده ما ينفعش".
وطالب السيسي بأن يكون له "جبهة وطنية" يقودها، وتكون ممثلة لجميع فئات المجتمع وأطيافه، بحسب قوله.
وتابع بقوله: "تحدثت مع الرئيس، وطالبته بضرورة أن يخرج على الأمة بخطاب يشرح الوضع الراهن، ويصارحهم بحقائق الأمور، كما يطرح عليهم رؤية دقيقة للمستقبل".
وأضاف قائلا: "هناك توتر مكتوم بين رجال السياسة ورجال الأعمال، فالطرفان يشعران باحتياجهما لبعضهما البعض، وكلاهما يعتقد أن الآخر يأخذ منه أكثر مما يستحق"، مؤكدا أن هذه العلاقة تحتاج إلى صيغة جديدة من الدولة، لن تتحدد إلا بوجود رؤية يضعها السيسي".
وقال إن السيسي هو اللاعب الرئيسي في الفترة المقبلة، والوحيد القادر على التواصل مع المواطنين، فالرئاسة هي المؤسسة الوحيدة المتماسكة حتى الآن، مضيفا أن "الوضع الحالي لن يستمر، فهناك قرارات تصدر من السيسي لا نعرف مبرراتها، وإذا كان هناك تفسير لها فهو غير كامل، فأنا أعيش في حالة من الألغاز والغموض بسبب ذلك".
وكشف أنه تحدث مع السيسي عن أهمية أن يضع تصورا ورؤية للمستقبل أمام الشعب، حيث إن مصر تعاني من عدة مآزق، أولها أن الرئيس بلا حزب، مشددا على "أهمية أن نجتمع حول الرئيس السيسي، ولا نتركه يقود بمفرده"، وفق قوله.
البرلمان المقبل برلمان أصدقاء السيسي
ووصف البرلمان المقبل في مصر بأنه ليس برلمان "حزب الرئيس" بل برلمان "أصدقاء برنامج الرئيس".
وأردف قائلا:"أخاف أن يسيطر على البرلمان المقبل هدف صد غارات الإسلام السياسي والانتهازية السابقة".
وقال إن الإقبال في الانتخابات البرلمانية كان ضعيفا، خاصة أن الخيارات المتاحة أمام الناخب تفرض عليه صعوبة في الاختيار.
وأكد أن ضعف الإقبال في الانتخابات كان بسبب عدم تقديم المرشحين لبرامج مقنعة، مضيفا: "السياسة في مصر مقصرة جدا عن اللحاق بالأحداث الراهنة، ولا يوجد أي قوى سياسية في البلاد استطاعت وضع رؤية للمستقبل، ولا حتى الدولة".
وأضاف: "حجم الإقبال على الانتخابات البرلمانية ضعيف جدا، ويؤكد أن الناخب المصري يعيش في حيرة، مثله مثل أي ناخب في العالم، ولو نظرنا للدول الديمقراطية لن نجد حزبا غالبا في منطقة، ومن يحصل على أكثر الأصوات، يحاول عمل تحالف، ما يفرض على الناخب صعوبة في الاختيار".
وعن أسباب ضعف الإقبال على الانتخابات، قال: "لم يقدم أحد أشياء مقنعة حول المستقبل، وأنا أعذرهم، لأن المستقبل دخلت فيه عناصر مختلفة أسهمت في تشكيله، فالحلول الجاهزة والمنطقية لم تعد مجدية، نحن أمام عالم أكثر تعقيدا ويحتاج لحلول أكثر خيالا".
انتقادات للإعلام المصري
وانتقد حال الإعلام المصري، قائلا إن جزءا كبيرا من الأزمة الحالية هي أن المصالح الخاصة غلبت العامة في اهتمامات الإعلام.
وتابع بأنه على الدولة ونقابة الصحفيين أن تضع المهنة حيث تستحق، بإعطاء ضمانات لأصحاب المهنة، تمنحهم الحرية، وأهمها إتاحة تداول المعلومات، مؤكدا أنه إذا تم منع المعلومات "فلا يمكن لوم الإعلام إذا اخترع"، على حد قوله.
وأضاف: "هناك حالة من الانفلات والابتزاز والرغبة في الشهرة".
وأكد أن "الأهواء والأمزجة تغلب على الإعلام في مصر حاليا"، قائلا: "أشاهد الإعلام المصري وأتابعه، وتذهلني بعض المشاهد بشكل كبير، التي تبتعد كل البعد عن السياق العالمي".
المعارضة.. والأمن السياسي
وعن المعارضة قال إن "معارضة الرئيس تنشأ، ونحن لا ننشئها، فهي معارضة من أجل المعارضة، لكنها تنشأ بشكل أصيل وحقيقي عندما تدخل في إطار الحوار العام أو العمل العام، هنا تنشأ معارضة".
واستطرد قائلا إن هناك قوى سياسية على الساحة تتظاهر بأن لها وجودا قويا، ولكنها في الحقيقة هشة.
وتابع بأن مصر يجب أن يكون لها رؤية جديدة خاصة بالأمن السياسي، مضيفا: "نعاني مثل بعض الدول من أفكار لدى بعض الأجهزة الأمنية لا تتغير بسهولة في حال تغيرت الأوضاع داخل البلاد".
قلق من ابتعاد الشباب
وأعرب عن قلقه من الأزمة بين الشباب والنظام الحاكم، قائلا: "هناك شبه فراق بينهما الآن". وأكد ضرورة قبول مخاطرة دخول الشباب للمشهد السياسي حتى وإن أخطأوا؛ لأنه شئنا أم أبينا فإن الشباب هم المستقبل الحقيقي للبلاد". وقال: "نعاني من أزمة ثقة في المجتمع، ولا بد أن يشعر الشباب بأننا نفسح له طريقا للمشاركة في العمل العام".
ودعا إلى إنشاء مجموعة إدارة أزمات مقربة من دائرة صنع القرار، وتتكون من 12 شابا، قائلا: "ما يقلقني هو عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية، ونحن لم نتحل بسعة صدر كافية لاستيعابهم، حتى حدث شبه فراق بيننا وبينهم".
واستطرد بقوله: "نحن نعاني من أزمة ثقة بين الدولة والشباب، ويجب حلها". وأردف: "هذا زمن الشباب.. والعواجيز مش عاوزين يمشوا".
الدين.. والإسلاميون
وعن الدين قال هيكل إن "الشعب المصري متدين بطبيعته، لكن تدينه ليس مع أحد، ولا حزب سياسي، لكن الدين يأخذ طابعا سياسيا عندما تعجز السياسة عن مخاطبة الناس، ولا أريد أن أصور أن هناك صداما بين ما يسمى التيار المدني والديني".
واستكمل: "ربي في قلبي، لكن احتياجاتي كلها دنيوية، الناس تريد خطابا في الدنيا مقنع، وألجأ للآخرة في حالات معينة، فلا يوجد من هو متحمس للموت أو أن يذهب للآخرة، الناس تريد أن تعيش دنياها، ولا بد أن نشعرهم أن هذه الدنيا تستحق أن تُعاش، لكن مهمتك الدنيا، وليست الآخرة".