هاجمت صحيفة "يديعوت" في افتتاحيتها الخميس، تصريحات
نتنياهو التي اتهم فيها الحاج أمين الحسيني بتحريض هتلر على ارتكاب المحرقة بحق اليهود.
وأشارت الصحيفة إلى أن ربط نتنياهو للفلسطينيين بالمحرقة يعيدنا إلى تسع سنوات من ولايته كرئيس وزراء، متسائلة: كم من الأقوال التي صدرت عن نتنياهو في أثناء هذه السنين كانت صادقة؟
ووصفت ما صدر عن نتنياهو خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"الهذيان"، وطالبت الصحيفة المستشارة بأن تؤكد أن مسؤولية ألمانيا عن الكارثة لا تزال على حالها وأن الفلسطينيين ليس لهم أي ذنب.
وقالت "يديعوت": "نحن ملزمون بالاعتراف بأن الغباء ليس الميزة التي تعزى لنتنياهو. فهو ليس غبيا. ومع ذلك، فإن سلوكه في اليوم الأخير، إن لم نقل في الفترة الأخيرة، يشجع على إعادة التفكير".
وتساءلت الصحيفة: "كيف يحتمل أن يقع رجل ذكي في فخ كهذا، وبدلا من إنقاذ نفسه بسرعة والاعتراف بخطئه، يواصل التورط حتى ذاك الحدث الذي لا يصدق في برلين؟".
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو مثلما في حالات سابقة زور فيها التاريخ، فإن هذه القصة الغريبة عن هتلر والمفتي، هي الأخرى مثال على أن الهستيريا تتغلب أحيانا على "الهستوري" (التاريخ). فأقواله في خطابه أمام الكونغرس الصهيوني بدت وكأنه كان حاضرا في الحديث بين هتلر والمفتي، أو على الأقل قرأ محضر اللقاء بينهما. لقد بدا هذا مقنعا جدا لدرجة أنه كاد يمر من تحت الرادار، على حد تعبيرها.
وشددت على أن ما قاله نتنياهو من أقوال لا يعتمد على أي دليل أو شهادة، فقد قلصت مسؤولية هتلر وسقطت كثمرة ناضجة في أيدي ناكري المحرقة: "ها هي، لم تكن هذه فكرة هتلر بل فكرة المفتي".
واستدركت بالقول: "إذن، يمكن الوقوع في الخطأ. فحتى نتنياهو هو إنسان. سبق أن رأينا بضعة أخطاء جسيمة له في كل ضروب الشؤون التاريخية. ولكن الضرر الذي وقع كان لنتنياهو نفسه. فقد خرج كملفق، كمبالغ.. تعالوا نقول إنه كان يمكن أن نتوقع من ابن مؤرخ دقة أكبر بكثير".
وأكدت الصحيفة أنه هذه المرة يجري الحديث عن قصة مختلفة تماما. فالربط بين الفلسطينيين وبين الكارثة، الذي هو منذ البداية ربط إشكالي، بل والخطأ في الحقائق، محظور أن يحصل.. لا في هذا التوقيت ولا على الإطلاق. موضوعان مشحونان بهذا القدر بحاجة إلى معالجة أكثر حذرا بكثير مما منحهما نتنياهو.
وختمت الصحيفة بالقول: "من يدري كم أمرا هو الواقع، المبالغة، التشويش والتشويه! المشكلة هي أنه لا يوجد أي احتمال لأن نسمع من رئيس الوزراء أنه أخطأ، وأنه يعتذر. نتنياهو لا يخطئ أبدا. هو فقط يُفهم بشكل غير صحيح. فالمشكلة ليست فيه، بل فينا".