اتهم وزير التضامن والعدالة الاجتماعية
المصري الأسبق، في عهد المجلس العسكري برئاسة المشير حسين
طنطاوي، وأحد قيادات "جبهة الإنقاذ"،
جودة عبد الخالق، رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بأنه يهدر المال العام في مشروعه لإقامة عاصمة إدارية جديدة بمصر، ومن ثم طالبه بوقف هذا المشروع، والنهوض - في المقابل - بالعاصمة المصرية القاهرة.
جاء ذلك في مقال كتبه عبد الخالق بجريدة "الأهالي" المصرية، التي تصدر عن حزب "التجمع"، في عددها لهذا الأسبوع، وذلك تحت عنوان: "سيادة الرئيس.. أوقفوا هذا المشروع لأنه إهدار للمال العام".
وفي المقال قال الوزير الأسبق: "أتابع موضوعا شديد الخطورة هو مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وهذه المرة الثالثة التي أكتب فيها عنها، وأرجو أن تكون الثالثة تابتة كما يقول المثل".
وأضاف: "الذي دفعني إلى معاودة الكتابة هو ما دار في الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسي الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع مع عدد من المسؤولين. وطبقا لـ"الأهرام"، أكد الرئيس السيسي ضرورة التزام مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي ينتهي خلال عامين اعتبارا من يناير المقبل أي في نهاية 2017 بأحدث المعايير العالمية لتصبح مدينة خضراء حديثة ومتطورة تعكس طبيعة وحضارة مصر، وعلى أن تقدم حياة جديدة للمصريين".
وأضاف نقلا عن "الأهرام": "أكد وزير الإسكان أنه تم التعاقد مع إحدى كبريات شركات المقاولات الصينية"، وعلق بالقول: "هذا يعني أن قطار المشروع قد انطلق بالفعل، وترك محطة شركة العبار الإماراتية إلى محطة الشركة الصينية. والبقية تأتي"، على حد قوله.
وتابع عبد الخالق قائلا: "في المرة الأولى أواخر آب /أغسطس الماضي كتبت متسائلا: ما جدوى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟ وهل ستحل محل القاهرة؟ وكيف ستعالج العاصمة الجديدة مشكلات قاهرة المعز؟ وما تكلفة هذا المشروع؟ وهل درسنا أسباب فشل تجربة مدينة "السادات" التي كان الغرض منها أن تكون عاصمة إدارية لتخفيف الضغط عن القاهرة؟".
ومضى الوزير الأسبق في تساؤلاته: "هل يعقل أن نتبنى في هذا المشروع نمط معمار "دبي" القائم على تطاول بنيان الأبراج، ومراكز الترفيه والتسوق، والتكييف المركزي المهدر للطاقة؟".
وتابع: "بأي منطق نريد لنا على ضفاف النيل أن نحتذي بنموذج إمارة دبي؟ وهل مشروع العاصمة الجديدة أكثر أولوية من مشروعات أخرى، مثل إعادة تأهيل شبكة الصرف المغطى في الوادي والدلتا، التي مضى على إنشائها أربعون عاما؟".
وعلق الكاتب: "لم أجد من المسؤولين من يكلف نفسه عناء الرد".
وأضاف: "في المرة الثالثة، طرحت الأسبوع الماضي أسئلة عدة بخصوص هذا المشروع. أولا: كيف ظهر فجأة، وأصبح ضمن المشروعات القومية برغم أنه ليس ضمن أدبيات التخطيط العمراني عندنا؟ وما القوى التي تحركه؟ وأين هو من أولويات المرحلة الصعبة التي يمر بها اقتصادنا؟ وهل وضع اقتصادنا يحتمل توجيه استثمارات بقيمة 45 مليار دولار لإنشاء هذه العاصمة؟".
وتابع جودة عبد الخالق تساؤلاته: "ألم يكن الأولى مثلا تشغيل آلاف المصانع المتوقفة؟ ثم ماذا سنفعل بقاهرة المعز؟ هل سنتركها تعاني كل أمراض الشيخوخة؟ وهل سنستمر في إهمال الصعيد والريف عموما بحيث تتدفق جيوش الهجرة الداخلية لتكوين المزيد من العشوائيات في القاهرة؟".
وواصل تساؤلاته: "هل درسنا أسباب فشل تجربة مدينة "السادات"، التي كان المقصود بها أن تكون عاصمة جديدة تنقل إليها الوزارات؟".
وأشار إلى أنه ختم مقاله (المشار إليه) بمناشدة رئيس الجمهورية، باسم المصلحة العامة، أن يعيد النظر في هذا المشروع "قبل أن نتورط فيه"، على حد وصفه.
واستدرك - مختتما مقاله قائلا: "بمناسبة تصريحات الرئيس الأخيرة أؤكد أن الانصراف عن النهوض بقاهرة المعز إلى إنشاء عاصمة جديدة بزعم أنها ستقدم حياة جديدة للمصريين هو العبث بعينه. وأتوجه مرة أخرى للسيد الرئيس: هذا المشروع إهدار للمال العام فأوقفوه، وعليكم النهوض بالقاهرة".
و"جودة عبد الخالق السيد محمد"، مفكر اقتصادي مصري، وعضو المكتب السياسي بـحزب التجمع اليساري، كما عمل وزيرا للتضامن والعدالة الاجتماعية بعد ثورة 25 يناير 2011.
وكشف من قبل لوكالة أنباء "رويترز" أنه رفض عرضا بتولي منصب وزير التموين في حكومة حازم الببلاوي لأسباب شخصية تتمحور حول عدم وضوح من الحاكم الحقيقي للبلاد الفريق السيسي (وقتها) أم عدلي منصور؟