أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الاثنين، أن موجة التحريض ضد العرب بمواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، وبخاصة على المواقع اليمينية المتطرفة.
وقالت الصحيفة إن من أبرز شعارات التحريض والكراهية في الشبكة دعوات "الموت للعرب"، والمطالبة بإيقاع نكبة ثانية بالإضافة للدعوة لمقاطعة المتاجر العربية، وحمل المسدسات والسكاكين، ونشر صور جثث الفلسطينيين الذين تم قتلهم.
وأكدت الصحيفة أنه في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، برز نحو 29 ألف حوار يحمل تعابير عنف ضد العرب، وتبين أنه في يوم الخميس الماضي وحده، يوم العملية في تل أبيب، كان هناك نحو سبعة آلاف حوار تحريضي ضد العرب.
ونوهت الصحيفة إلى أنه تبين أن 40 في المئة من
التحريض ضد العرب يجري على "فيسبوك"، و38 في المئة على "تويتر"، و12 في المئة في التقارير والتعقيبات، و8 في المئة في المنتديات و1 في المئة من خلال المدونات.
وأكدت الصحيفة أن أبرز قائمة لصفحات "فيسبوك" التي يجري فيها الخطاب التحريضي من المتصفحين الإسرائيليين المتطرفين، كان في المقدمة موقع أخبار 0404، وبعده بحسب الترتيب: صفحات فيسبوك، الأخبار 2، واللا، "تقرير أولي"، روتر، وفي المرتبة السادسة – صفحة رئيس الوزراء نتنياهو.
وأشارت "هآرتس" إلى أن أحد البوستات "المنشورات" التي حظيت بتعاطف كبير في الأيام الأخيرة، كان بوست المجندة عيدان ليفي، التي نشرت صورتها وعلى كف يدها كتب: "كراهية العرب ليست عنصرية بل قيم".
وجمعت صورتها نحو 20 ألف إعجاب حتى أزيلت. عندما نشر نتنئيل أزولاي ردا على صورة مشابهة، وعلى كف يده كتب: "الحب المجرد والتسامح، هما القيم!"، حصل على أكثر من مئتي تعقيب مضاد وشكاوى لـ"فيسبوك" أدت إلى إغلاق صفحته. كما أن صفحة حدث المظاهرة التي عقدتها ميرتس أمام منزل رئيس الوزراء حظيت بـ "معالجة" مشابهة من جانب معارضي الحزب – فقد قصفت الصفحة بصور من العري وعندها أزالها "فيسبوك" في أعقاب شكاوى على مضامين غير جديرة، وفقا لـ"هآرتس".
الإسرائيليون يحرضون والفلسطينيون يعاقبون
وعلى الجانب الآخر، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بمعاقبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بحجة التحريض والكراهية، فيما تغض الطرف عن التحريض غير المسبوق ضد العرب من قبل المتطرفين الإسرائيليين.
وقال مصدر فلسطيني في مدينة عكا الساحلية شمال فلسطين المحتلة، إن شرطة الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية (السبت-الأحد) شابة فلسطينية من المدينة، بعد كتابتها لمنشور على صفحتها الشخصية في موقع
التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تعلن فيه تأييدها للعمليات الفدائية ضد الاحتلال، وتتحدث فيه عن نيتها الاستشهاد، وفق زعم شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المصدر، إن شرطة الاحتلال تجري تحقيقا مع الفتاة التي ستبقى رهينة الاعتقال حتى الأحد 11 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث سيتم البت بخصوص تمديد فترة اعتقالها.
وسادت حالة من التوتر في مدينة عكا عقب اعتقال الاحتلال للفتاة، حيث تجمهر عدد كبير من سكان عكا أمام مقر شرطة الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، مطالبين بالإفراج عن الفتاة الفلسطينية المعتقلة.