اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الجمعة، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو بارتكاب "مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، مطالبا مجلس الأمن بإنشاء "نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني".
وقال عريقات لوكالة "فرانس برس" إن "الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف اليميني نتانياهو ارتكبت اليوم مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة راح ضحيتها حتى الآن، أكثر من ثمانية شهداء وأكثر من 120 فلسطينيا أصيبوا برصاص جيش الاحتلال".
وأضاف "واضح أن المؤتمر الصحفي لنتانياهو أمس (الخميس) كان بمثابة دعوة لجيشه ومستوطنيه إلى مزيد من التصعيد والقتل والجرائم بحق شعبنا".
وطالب عريقات "مجلس الأمن الدولي بسرعة البحث الجدي في إنشاء نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على غرار 19 نظاما خاصا أنشأها المجلس في آخر عشرين سنة".
وأكد المسؤول الفلسطيني أن إسرائيل تشن "حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني بمختلف أنواع الأسلحة وبحملة منظمة ومنسقة بين الجيش والأمن والمستوطنين ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأضاف أنها "حرب شاملة لتكريس الاحتلال والاستيطان". وقال" إن إسرائيل كطرف سامي متعاقد في اتفاقية جنيف فشلت اليوم في حماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال"، مضيفا "واضح أن مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين مستمرة".
من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، إن حركته مع انتفاضة شعبية منظمة، تربك إسرائيل، وتشل أمنه واقتصاده، لافتا أن خيار الكفاح المسلح لن يسقط.
وأضاف زكي في حديث لوكالة "الأناضول" "الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال حق مشروع لن نسقطه، ولكن ذلك يحتاج وحدة
فلسطينية بين كل الفصائل، وتشكيل غرفة عمليات مركزية ووضع خطط بحيث يكون الكفاح المسلح ذو كلفة عالية على العدو وذو جدوى للشعب الفلسطيني".
وتابع زكي"نحن نحتفظ بحقنا بالكفاح المسلح، ويبقى خيار لا يسقط، ولكن استخدامه، متى وكيف، وهل مناخات الاستخدام لصالحنا، نحن الآن مع انتفاضة شعبية تربك العدو وتشل أمنه واقتصاده، مع انتفاضة شعبية تضع تساؤلا أمام العالم، كيف ننهي آخر احتلال في العالم؟".
وأردف قائلاً "قرار المواجهة المسلحة الآن هو لصالح العدو الذي يملك القوة العسكرية القادرة على القتل اليومي".
وقال "نحن اليوم ندافع عن أنفسنا، وسنبقى ندافع عن أنفسنا، لسنا مع التصعيد ولكن الاحتلال من يقتل ويهدم، ويهاجم مدننا وبلداتنا، مفهوم الدفاع اليوم يتفاوت بين فلسطيني وآخر، منا من يدافع بالحجر وآخر بالسكين".
وعن تطور المواجهة إلى انتفاضة جديدة قال القيادي في فتح "لا يوجد مناخ لانتفاضة جديدة، لغياب الوحدة الفلسطينية، نحن الآن في طريقنا إلى ترتيب الميدان، ما يجري حتى اليوم شبان يندفعون بدون تخطيط، يدفعهم وجدانهم والقهر الذي يعيشونه".
واستدرك بقوله "الوضع اليوم خطير جدا، فنحن نواجه احتلال ومحاولة لتثبيت دولة المستوطنين في الضفة الغربية، إسرائيل تسلح كل مواطنيها، هؤلاء يهاجمون بيوتنا وأرضنا، وحقولنا، لكنا صامدون، سنبقى ندافع عن أرضنا".
وتشهد الضفة الغربية ومدينة القدس، توترًا بين قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى، منذ عدة أيام، على خلفية اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الأقصى، أسفرت عن مقتل 7 فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
وقتل 7 فلسطينيون اليوم - بينهم 6 من غزة - وأصيب 370 آخرون، بينهم مصور وكالة "الأناضول"، خلال مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين، خرجوا، بعد صلاة الجمعة، في مسيرات قرب المناطق الحدودية مع "إسرائيل" في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، رفضا للاعتداءات الإسرائيلية على مناطق الضفة ومدينة القدس، فضلاً عن اعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم للمسجد الأقصى.
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين الماضي، أن حكومته "قررت تعزيز قواتها في الضفة الغربية والقدس، وستسمح لقوات الأمن بالعمل الحازم ضد راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة"، على حد تعبيره.