تسود مدينة
عدن (جنوبي
اليمن) الخاضعة لسيطرة قوات المقاومة الشعبية منذ تحريرها في تموز/ يوليو الماضي، حالة من
الفوضى الأمنية، لم تؤثر في عودة الحكومة الشرعية، التي أعقبها عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المدينة الشهر الماضي، على إحداث تغيير كبير لمشكلة انعدام الأمن وغياب أجهزة الدولة.
وتزايدت مظاهر الفوضى والانفلات الأمني في مدينة عدن، حيث تنامت حالات النهب والاغتيالات، وازدهرت أسواق بيع السلاح، في ظل انتشار المليشيات المسلحة في شوارعها، منها ما يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة، ومنها ما هو تابع للحراك الجنوبي الانفصالي، تسعى لتوسيع نفوذها من خلال السيطرة على منشآت ومراكز حيوية في المحافظة.
وأظهر الملف الأمني المتدهور في عدن -التي باتت العاصمة المؤقتة للبلاد-، مدى هشاشة نجاح الحملة العسكرية التي قادها التحالف العربي بقيادة السعودية، وكيف صار الانتصار الجزئي لحظة عابرة.
يقول الناطق الرسمي باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن، علي الأحمدي، إن الوضع الأمني ليس في حالته الطبيعية بالمدينة التي خرجت من حرب مدمرة كانت مسرحا لها، قابل ذلك انهيار شبه تام للمؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية، وبطء عودة الدولة بسبب توسع نطاق المعارك في جبهات عدة بالبلاد.
وتابع علي الأحمدي، حديثه الخاص لـ"
عربي21" أن الحل لهذه المعضلة يكمن في التسريع بعملية استيعاب عناصر المقاومة والتعجيل ببناء مؤسستي الأمن والجيش، حتى تصبح عدن نموذجا ومثالا للمناطق المحررة".
وأوضح الأحمدي، أن "الاجتياح الإجرامي لمدينة عدن من قبل ميلشيات
الحوثي وحلفائها، لم تبق فيها دولة ولا أجهزة أمنية".
وأكد أن "المقاومة الشعبية كانت صمام أمان لأبناء عدن، عندما قامت بجهد واضح في تأمين مداخل المدينة والأحياء السكنية وإقامة نقاط تفتيش، وحراسة المنشآت العامة والخاصة".
واعترف الناطق باسم المقاومة الأحمدي بـ"وجود مشكلة وقصور في هذا الجانب، وذلك لتباطؤ عودة أجهزة الدولة وانتشار السلاح بين الناس، فضلا عن شح الإمكانيات والتجهيزات التي تمكن المقاومة من زيادة فعالية دورها الأمني".
وسجل أن قوات المقاومة تقف منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، مع الشرعية وتدعم بكل وضوح عودة الدولة ومؤسساتها لتكون جزءا من هذه المؤسسات"، لافتا إلى أن "المقاومة ستتعامل بكل ايجابية مع قرار استيعاب عناصرها في جهاز الشرطة والجيش".
وتحدث الناطق باسم المقاومة، واثقا أن عدن محمية بحزام أمني مكون من "ألوية عسكرية مجهزة بمختلف التجهيزات المطلوبة، بالإضافة إلى تواجد طيران التحالف بالقرب من المنطقة ويمكنه التواجد خلال دقائق".
وتواجه الحكومة اليمنية وهي تستعيد أجزاء من البلاد، تحديات استعادة أجهزتها، ومنذ انتقالها في أيلول/ سبتمبر الماضي، لممارسة مهامها إلى عدن، آتية من الرياض، لا تزال تقوم قوات تابعة للتحالف بتأمين وحماية أهم المرافق الحكومية الحساسة منها مطار عدن، وتحركات المسؤولين الرسميين، بينهم نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد بحاح، المحاط بحراسة تتبع التحالف.
واعتاد العدنيون على رؤية المتاريس والحواجز الترابية المنتشرة في شوارع المدينة، الأمر الذي يثير خشية السكان من جولة جديدة للصراع بين مجموعات مسلحة رؤاها متعددة، رغم أنها اتحدت لقتال الحوثيين وحلفاءهم في السابق.