عرض المصور الفوتغرافي الفرنسي "أوغستان لوغال" اليوم الجمعة، في
تونس، 34 لوحة لشخصيات تونسية، كانت عانت من تجارب
تعذيب مارستها الدولة في حقهم، منذ عام 1956 إلى نهاية 2013.
واحتضن فضاء المكتبة الوطنية بالعاصمة تونس المعرض، الذي شاركت في تنظيمه المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، والذي أطلق عليه صاحبه اسم "sous le jasmin" أي "تحت الياسمين".
وقال لوغال، في حديث للأناضول: ''كان الهدف إظهار وجوه الشخصيات التي مورس في حقها التعذيب بخلفية سوداء، ليكونوا على نفس المستوى، ولكن بقصص مختلفة لتاريخ التعذيب في تونس".
وتابع بأنه ''من البداية أردنا أن نختار شخصيات تمثل الواقع التونسي، وبخلفيات متنوعة، ما بين السياسيين والحقوقيين والناشطين في المجتمع المدني والمحامين، وحرصنا على تضمين نص صغير مع
الصورة لصاحبها، يعبر فيها عن تجربته، ولو في أسطر قليلة''.
وعلى طول رواق المعرض، فقد اصطفت اللوحات جنبا إلى جنب، فيها من الشخصيات ذات المرجعيات اليسارية والإسلامية، التي عرفت بمعارضتها لنظام حكم الرئيس الحبيب بورقيبة، ثم زين العابدين بن علي.
وفي الإطار نفسه، قال محمد ياسين الجلاصي، وهو صحفي تم إيقافه في عام 2007، وتعرض للتعذيب: "التعذيب هو اعتداء على الإنسانية، ويجب استخلاص الدروس من الفترة السوداء التي مرت على تونس".
وشدد على أن "التعذيب متواصل، لأنه لم يحاكم إلى الآن أي أمني أو مسؤول، والتعذيب موجود في مراكز الإيقاف، إلا أن السلطات لم تقر في وقت سابق باستعمال العنف الجسدي مع موقوفين متهمين في قضايا مدنية، أو متهمين بالقيام بعمليات إرهابية".
بدوره، بين صالح الزغيدي، وهو مناضل وسياسي يساري: "كثيرا ما كانت الأنظمة السابقة، تنفي وجود التعذيب، لكن عندما كان البوليس يسلط علينا شتى أنواع الضرب، كنا في الطابق الثاني من مبنى وزارة الداخلية، والوزير في مكتبه في الطابق الأول، وكان يسمع صراخنا".
وأوضح بالقول: "التعذيب كان ممنهجا وسياسة، تعذب ليوم أو يومين أو لسنين، ومنذ أن يتم إيقافك من قبل أمن الدولة التابع لوزارة الداخلية، فاعلم أنك ستتعرض للتعذيب بنسبة 99 بالمائة".