قال الكاتب
اللبناني عماد قميحة، إن
حزب الله في لبنان يرى في "الشعب" جمهوره فقط، وكحال الموارنة اللبنانيين الذين كانوا يرون نفسهم "الشعب" سابقا، يرى حزب الله وأنصاره أنفسهم اليوم بذات الطريقة.
وفي مقال له، قال الكاتب الذي ينتمي للطائفة الشيعية التي ينمتي لها الحزب: "لأننا في لبنان لم نزل نعيش مرحلة ما قبل الدولة، وما اصطلح عليه تساهلا بالمجتمع اللبناني إنما هو بالحقيقة وعلى أرض الواقع عبارة عن مجتمعات وقبائل، لكل منها مقارباتها ومفهومها الخاص ليس فقط بالرؤية والأهداف والارتباطات، وإنما أيضا بتحديد المفاهيم والمعاني لأبسط بديهيات المصطلحات المتداولة والمستعملة بشكل عفوي كونها من المسلمات والمتعارف عليها إلى حد اعتبارها من أبسط الأمور البديهية، إلا في لبنان".
وتابع بأن واحدة من هذه التعابير هي كلمة "الشعب" أو "الشعب اللبناني" التي يجب أن تعبر كما هو معروف عن مجموع الناس حاملي الهوية اللبنانية، والذين يدرجهم القانون اللبناني تحت مسمى اللبنانيين.
وعن مدلول كلمة "الشعب" عند السياسيين، قال قميحة إن هذ التعبير والمدلول "هو غيره المستعمل في أذهان وعقول السياسيين وإن كانوا يعتمدون استعمال نفس كلمة الشعب بالظاهر، إلا أن إضافات كثيرة تضاف إليها فتحرفها عن معناها الأصلي".
وأضاف أنه "في مرحلة الحرب الأهلية كان القادة الموارنة وإعلامهم يقصدون بكلمة الشعب اللبناني المسيحيين وحدهم... وحزب الله هو واحد من الأحزاب الدينية يعاني ما يعانيه أمثاله من ضياع في تحديد المفاهيم، وتختلط عنده المصطلحات الحداثوية من التعقيدات الفقهية البالية والمتحكمة للأسف بمقارباته السياسية وحتى الاجتماعية، فحزب الله وإلى اللحظة لم يستطع الخروج بعد من تركيبته المعرفية المؤسسة على النظريات الفقهية المتعارضة حتما مع ثقافة العصر ومتطلباته".
ودلل قميحة على كلامه بجواب الأمين العام للحزب
حسن نصر الله، عندما سأله الإعلامي عماد مرمل عن ما يتهم به حزب الله من إهماله للشؤون الحياتية وتقصير الحزب في مقاربة الملفات التي تهم عامة الشعب ليأتي بعدها الجواب، بأن حزب الله "يهتم بشكل كبير بالملفات الشعبية كالاعتناء بعوائل الشهداء، وإقامة مشاريع تنموية في بيئته ولجمهوره، ليتضح بما لا يبقى معه مجال للشك أن حزب الله وقيادته عندما يتحدثون عن هموم الشعب والاهتمام بالشعب ومطالب الشعب، فإنهم بذلك يقصدون جمهور الحزب حصرا… فالشعب اللبناني عند حزب الله هم فقط جمهور الحزب ومناصرو الحزب ومؤيدو الحزب، وليس حتى كل
الشيعة فضلا عن باقي الطوائف… فهم وحدهم أشرف الناس الذين يستحقون الاهتمام ويستحقون أن يكونوا (شعبا) وباقي الناس كلهم تراب".