كتبت علا السعدني: فجأة ودون سابق إنذار، هاجم الإعلامي يسري فوده من خلال صفحته الشخصية في "فيسبوك"، المذيعة
ريهام سعيد، بعد تقديمها لحلقتها الأخيرة عن
اللاجئين السوريين، حيث قال إن شعب سوريا أعز وأكرم من أن يحتاج إلى دفاعه، وأن ما يحدث له هو ثمن غال يدفعه لقيم أغلى تعجز عن إدراكها إحدى بالوعات الصرف الإعلامي في
مصر، ويقصد به برنامجها "صبايا الخير".
وبرر فوده هجومه على ريهام لسببين، الأول لأن الموضوع الذي تحدثت عنه متعلق بقضية تتعدى حدود مصر، وتؤثر على صورة وطن وشعب أمام الإنسانية كلها !
أما السبب الثاني لهجومه عليها كما كتبه، لأن ما قامت به هو استغلال مأساة شعب شقيق لإرهاب شعب مصر، بعدما زعمت بأنها تقوم بعمل ذلك باسم الشعب المصري كله.
وكررت تلك العبارة أكثر من مرة، ما استوجب الرد عليها، على اعتبار أن الرد حق لكل مصري، بل وواجب أيضا، وبناء عليه فقد وصف ما جاء على لسانها بأنه جرعة زائدة من الطفح تستوجب التدخل لأسباب محدده !
وما كان من ريهام سعيد إلا أنها ردت عليه بالمثل قائلة: "مش هنزل لمستواك دي أخلاق الجزيرة، ونحن في قناة النهار فرق تربيه"، ثم أكملت: "وأنت بتتفرج ليه على بالوعة الصرف الصحي؟ ولا وانت ماشي في البيت وجدت الحمام دخل في التليفزيون؟ ولا أنت زعلان عشان مبتطلعش على الشاشة وقعدة البيت مضايقاك؟".
وقد اختتمت كلامها له بأنه لم يكن أحد يعلم من هو يسري فوده، لكن بعد هجومه عليها اشتهر .
وهكذا انتهت وصلة الردح بين اثنين من المفترض أنهما من أشهر مذيعينا أو إعلاميينا، وهذا إن دل فإنما يدل علي مدى الحال المتدني الذي قد وصل إليه بعض الوسط الإعلامي.
وعلى الرغم من أنني لا استسيغ ريهام ولا برنامجها على الإطلاق، وعلى الرغم أيضا من أنني لست مع طرف ضد طرف آخر، بل على العكس، فإنني أرفض تصرفات الاثنين، وأحيانا احتقرها، إلا أن الحق ينبغي علي أن أقوله، بأن تصرف يسري كان هو الأسوأ .
فمن غير المعقول أن ينتقد زميلة له بل ويهاجمها هي وبرنامجها وقناتها، والغريب أن الذي يفعل ذلك هو نفسه من ظل طويلا يصدعنا بضرورة وجود المهنية والحيادية !
ونحن بدورنا، نسأله عن سبب اعتراضه على مقابلة ريهام للاجئين، بينما العالم كله لا يوجد حديث له إلا عن هؤلاء اللاجئين ومآسيهم .
أعتقد بأن مشكلة يسري ليست في تعاطفه مع السوريين، ولكن لأنه لم يطيق ما قالته ريهام عن الجهود التي بذلها جيشنا العظيم حتى لا نلقى المصير ذاته .
وعلى أي حال، هو حر في رأيه، وبالتالي فعليه أن يحترم هو أيضا أي رأي آخر حتى لو كان ضده، فهذه هي المهنية والحيادية التي ظل يدعي كذبا أنه يتناولها، بينما الحقيقة التي عشناها طوال حلقات برامجه تقول إنه كان آخر من يمكن أن يتبعها !
(عن صحيفة الأهرام المصرية، 30 أيلول/ سبتمبر 2015)