طالبت منظمات حقوقية،
مصرية ودولية، وشخصيات عامة،
الأمم المتحدة بإدانة أحكام الإعدام في مصر، والالتزام بتوصيات مجلس حقوق الإنسان في دورتة الماضية التي عُقدت في جينيف آذار/ مارس 2015.
جاء ذلك في رسالة، حصلت عليها "عربي21"، تم تقديمها الأحد إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى الرؤساء ووزراء الخارجية المشاركين في اجتماعات الدولة 70 للجمعية العامة في نيويورك.
وشدد الموقعون على الرسالة؛ على ضرورة تكاتف الدول الأعضاء كافة في الأمم المتحدة للعمل من أجل وقف تنفيذ أحكام الإعدام التي وصفوها بـ"الجائرة" في مصر.
وقالت الرسالة إنه من الأفضل أن يتم وقف وتعطيل الحكم بعقوبة الإعدام بشكل عام حتى تمام استقرار الأوضاع في مصر مرة أخرى، وحتى تعود للجميع الثقة في القضاء المصري؛ الذي لم يعد الآن أكثر من "يد للنظام القائم لتنفيذ مآربه في تصفية خصومه وتجميل تلك التصفيات بثوب مهترئ من القانون"، حسب تعبير الرسالة.
ومن بين الموقعين على الرسالة أستاذ العلوم السياسية ومستشار الرئاسة المصرية السابق، سيف الدين عبد الفتاح، والدبلوماسي المصرى ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير إبراهيم يسري، ورئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وعضو المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، محمد عبد القدوس.
كما وقعت العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، هدى عبد المنعم، ورئيس البرلمان المصري بالخارج جمال حشمت، والشاعر والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف، ومدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان هيثم أبو خليل، ومدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي، ومدير المركز العربي الإفريقي للحريات وحقوق الإنسان عبد الله النجار.
كما حملت الرسالة أيضا توقيع رئيس المنظمة التركية الأمريكية للشباب والتعليم في الولايات المتحدة، آهان أوزميكيك، ومنظمة هيومان رايتس مونيتور، والجمعية المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، والجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ومرصد أزهري للحقوق والحريات، ومرصد طلاب حرية، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، ومركز غاندي الإقليمي للسلام.
وشدّدت الرسالة على أن نظام عبد الفتاح
السيسي يمارس سياسة القتل الممنهج بحق المصريين بالطرق والوسائل كافة، حيث كانت محصلة ممارسة السلطة للقتل خارج نطاق القانون، منذ 27 حزيران/ يونيو 2013 وحتى آب/ أغسطس 2015، وفق ما تم رصده فقط، 3945 حالة قتل، سواء في فض اعتصامات وتظاهرات، أو نتيجة التعذيب في السجون والمعتقلات، أو نتيجة الاغتيال والتصفية المباشرة. وجميعها وقائع لم يتم التحقيق فيها بشفافية وبطريقة مستقلة نزيهة تتوافق مع المعايير الدولية، كما تؤكد الرسالة.
وقال الموقعون في رسالتهم: "مما يؤسف له؛ أنه يتم استخدام القانون مطية لإعمال آلة القتل في خصوم النظام السياسيين عن طريق أحكام إعدام جائرة؛ فيتم تلفيق الاتهامات بجرائم غير واضحة وباستخدام عبارات وجمل مطاطة"، بحسب تعبير الرسالة.
وأوضحت الرسالة أن ما يقوم به النظام المصري الحالي، من "تلفيق الاتهامات"، و"الزج بالأبرياء للحكم عليهم وإعدامهم ظلما وجورا ليس أكثر"، يجعل هذه الأحكام قد بلغت رقما قياسيا عالميا تجاوز 1693 إحالة للمفتي خلال عامين فقط، صدر منها 110 أحكام قضائية بالإعدام حتى الآن.
وفي سياق متصل، تنظم قوى سياسية معارضة بمشاركة شخصيات دولية مؤتمرا صحفيا؛ الثلاثاء المقبل أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لإعلان رفضهم زيارة السيسي لأمريكا وحضوره الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة الماضي.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمات وأحزاب سياسية أمريكية ومصرية، من بينها التحالف الوطني لدعم الشرعية، والمجلس الثوري، والبرلمان المصري بالخارج، وحزب غد الثورة، والحركة الوطنية لدعم الثورة المصرية (غربة).
كما سيشارك بالمؤتمر وزير العدل الأمريكي الأسبق رمزي كلارك، ورئيسة منظمة إنترناشينول آكشن الأمريكية، سارة فلاوندر، ومؤسس منظمة كود بينك، ميديا بنجامين، والحقوقية والمحامية الدولية سوزان عدلي، والعقيد السابق في الجيش الأمريكي آن رايت، ورئيسة جمعية "بي مجازين"، ميسي كراتشفيلد.
مظاهرات
وفي سياق متصل، ولليوم الثالث على التوالي، ينظم رافضو الانقلاب في أمريكا مظاهرات احتجاجية لرفض زيارة السيسي لمقر الأمم المتحدة.
من جهته، أوضح نائب رئيس الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، سعيد عباسي، أنه يتم تنظيم وقفات ليلية يوميا أمام فندق نيويورك بالاس الذي يقيم فيه السيسي، وأنهم يحضرون شاشة عرض كبيرة لفضح "جرائم الانقلاب" أمام المارة.
وفي تصريح لـ"عربي21"، أكد عباسي أنه سيتم الاثنين؛ تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، بالتزامن مع الكلمة الرسمية للسيسي، لافتا إلى أن هناك تعتيما على موعد كلمة السيسي بشكل محدد.
وقال: "أنصار السيسي يعتزمون الحشد المضاد لنا، (الاثنين)، وهذا قد يكون محاولة لخداعنا وتضليلنا عن موعد كلمة السيسي الفعلية، لكنا مستعدون في كل الأحوال لأي تغيير".
ونوه إلى أن معارضي الانقلاب قاموا ببث إعلان على أكبر محطة راديو في أمريكا (010 news) ويذاع على مدار أربعة أيام، مفاده أن "السيسي قاتل ومجرم ومكانه ليس هنا"، مضيفا أن الإعلان يطالب الأمريكيين بالاتصال بنواب الكونغرس ليرفضوا إرسال المساعدات الداعمة لنظام السيسي.