بدأت موسكو مساعيها السياسية في
اليمن، لتنشيط محادثات السلام المتعثرة بين الحكومة المعترف بها دوليا، وجماعة "أنصارالله" (
الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يتزعمه المخلوع علي عبد الله صالح.
ووصل مساء الجمعة، السفير الروسي فلاديمير ديدوشتين إلى صنعاء قادما من الرياض، في سياق مساعي بلاده الرامية إلى إيجاد حل للأزمة، ووقف القتال المستعر منذ آذار/مارس الماضي.
ويرى محللون يمنيون أن هناك مؤشرات لفشل جهود الروس السياسية، نتيجة تذبذب مواقف جماعة الحوثي وحليفهم صالح، بين الخيار السياسي والعسكري، بالتوازي مع استمرار عمليات واستعدادات
التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لمعركة تحرير العاصمة"صنعاء".
مؤشرات فشل الروس واضحة
ويرى رئيس مركز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي، أن موسكو تسعى للاستفادة من رئاستها لمجلس الأمن الشهر الجاري، لتحريك الملف اليمني باتجاه الحل السياسي، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن الإستجابة للمسعى الروسي من قبل الطرف الآخر ـ أي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ـ غير موجودة، وتحديدا السعودية التي تقود التحالف على اليمن".
وتابع في حديثه الخاص لـ"
عربي21" أن "عودة السفير الروسي لصنعاء، أعقبها رفع وتيرة غارات التحالف على المدينة، ما يمكن تفسيره أنها "رسالة رفض غير مباشرة، ليست للجهود الروسية فحسب، بل للحل السياسي برمته".
وأشار الشرفي إلى أن "روسيا وسلطنة عمان، مارستا أدوارا سياسية ـ بهدف البحث عن مخرج مناسب للأزمة اليمنية، منذ بداية عمليات التحالف لأجل البلد ككل، وليس لصالح الحوثيين وصالح".
ضغوط إيرانية لإنقاذ الحوثي
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي رياض الغيلي، نجاح الدور الذي يلعبه سفير موسكو ديدوشتين"، في التوصل إلى أي اتفاق سياسي بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي من جهة، وجماعة الحوثي وعلي صالح من جهة أخرى، ما لم يترافق مع تقدم للمقاومة وقوات الجيش الوطني المؤيد للشرعية والمدعومة بقوات التحالف نحو العاصمة صنعاء".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن العامل الحاسم في التوصل إلى أي تسوية سياسية هو" الرئيس المخلوع صالح، وليس الحوثيون".
واستدل بذلك أن صالح لن يوافق على شرط حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والمتمثل بتنفيذ القرار الدولي "2216"، قبل الدخول في أي محادثات".
وأشار الغيلي إلى أن قبول علي عبد الله صالح، بالقرار الأممي السابق، معناه "القبول بالعقوبات التي صدرت بحقه، قبل
الإنقلاب على الرئيس هادي وحكومته، العام الماضي.
وأوضح المتحدث ذاته، أن "الدور الروسي يأتي تلبية للضغوط الإيرانية على الروس، كونها الحليف الأبرز في الشرق الأوسط حاليا، من أجل إنقاذ حلفائهم الحوثيين من الورطة التي أصبحوا فيها".
ولفت إلى أن"الحوثيين يبحثون الآن، عن أي تسوية وبأي ثمن، لكن ما يمنعهم من إبرام أي اتفاق هو المخلوع صالح الذي يصر على خوض الحرب حتى نهايتها".
وقبل أيام، أعلنت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أنها مستعدة للإنضمام إلى المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة فقط في حالة قبول الحوثيين قرارا يدعوهم إلى الإعتراف بالرئيس اليمني والانسحاب من المدن الرئيسية في البلاد.
ويدعو القرار 2216 الحوثيين إلى الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها منذ أيلول/ سبتمبر من العام 2014، والإعتراف بهادي رئيسا شرعيا لليمن.