كشف رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس "بصراحة" عن الضغوط الأمريكية والعربية والإسرائيلية التي جعلته يفكر بالاستقالة، معربا عن "معارضته الشديدة لفكرة (الدولة اليهودية) باعتبارها مبررا للحروب الدينية في الشرق الأوسط وللتنظيمات المتطرفة كتنظيم الدولة"، بحسب تعبيره.
جاء ذلك في لقاء أجرته صحيفة "القدس العربي" مع عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، واصفة إياه بأنه "حاد الذهن يتذكر أدق التفاصيل وهادئ جدا، رغم تجاوزه الثمانين"، على حد قولها.
وعن رحلته المقبلة إلى
الأمم المتحدة، أعلن عباس أنه سيلقي في نهاية خطابه "قنبلة"، رفض الكشف عنها، مشيرا إلى أنه سيتحدث عن "أوسلو والخروقات والانتهاكات الإسرائيلية متمثلة بقرارات المحكمة الإسرائيلية العليا بالسماح بهدم المنازل الفلسطينية في مناطق "أ" و"ب"، وهما المنطقتان اللتان يفترض أن تكونا خاضعتين لسيادة
السلطة الفلسطينية إداريا.
وحول وضع القدس المتفجر، قال عباس إن "إسرائيل تقوم عمليا بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا، وربما مكانيا بين اليهود والمسلمين"، مؤكدا أن "التقسيم الزماني والمكاني لن يمر على الإطلاق"، وأن "القدس خط أحمر ولن نسمح بالمساس بها"، على حد قوله.
وعن ملابسات استقالته، أشار عباس، للصحيفة اللندنية، إلى وجود ما أسماه "طابورا داخليا يحاول منعنا من الإبقاء على جسم المنظمة" منتقدا الجانب الأمريكي، مشيرا إلى أن "العرب منشغلون بمشاكلهم"، في حين ربط فكرة استقالته بهذه الضغوط الكبيرة التي تمارس عليه.
وعلى الصعيد المحلي، انتقد عباس حركة حماس، مؤكدا أنه لن تكون هناك مصالحة معها "إلا إذا وافقت على حكومة وحدة وطنية تنتهي بالانتخابات".
وهاجم عباس فكرة "الدولة اليهودية" قائلا: "إذا أرادت إسرائيل أن تكون دولة يهودية فسيكون هناك مبرر لتنظيم الدولة الإسلامية وغيره بأن يقيم دولة إسلامية في سوريا وغزة ومصر.. إلى آخره".
أما في الشأن السوري، فقال عباس إنه نصح رئيس النظام السوري بشار الأسد عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والسوري وليد المعلم، أن يخرج إلى الشعب السوري، ويناشده، ويدعوه إلى كلمة سواء، مؤكدا أنه "كان سيكون لهذه الكلمة وقع السحر".