في الوقت الذي تشير فيه أغلب التقارير الإعلامية والتسريبات إلى أن العلاقات بين الرياض والقاهرة في أسوأ أحوالها، فما زال المسؤولون المصريون يمارسون "التضليل" المقصود للرأي العام المصري، ويمنّون الشعب المصري بالزيارة المنتظرة للعاهل السعودي للقاهرة، بحسب مراقبين.
ظهر هذا الأمر في تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، الذي قال إن وجهات النظر بين القاهرة والرياض متطابقة.. وإن هناك ترتيبات بين الدولتين لزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر.
وقال شكري في حوار له مع صحيفة الشرق الأوسط: "هناك رغبه متبادلة للتواصل واللقاء على مستوى القيادتين، ونعمل في البلدين للتحضير لزيارة مرتقبة لخادم الحرمين الشريفين إلى بلادنا".
لكنه استدرك قائلا: "لم يتحدد تاريخ بعينه، وإنما بدأت الاستعدادات للزيارة من قبل الجانبين".
ونفى شكري وجود خلافات مع المملكة بشأن قضايا تتعلق بالمواقف، في سوريا أو العلاقة مع الإخوان المسلمين أو قطر وتركيا. وشدد على وجود تنسيق مستمرّ بين قياده البلدين لبلورة المواقف، في ضوء المعطيات والخبرة والممارسة.
وختم حواره بالقول: "نحن نستفيد من الحوار والانفتاح والشفافية المطلقة التي نتعامل بها مع السعودية، وهي تفوق أي علاقه أخرى.. ونحن نتشاور ونحيط بعضنا بعضا بكل خطوة نقوم بها بشكل واضح، حتى يكون هناك تنسيق جدّي؛ لأن الهدف واحد فيما بيننا، والمصلحة واحدة، والمستقبل والمصير واحد".
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، نفى الجمعة، الأنباء التي تحدثت عن زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبد العزيز إلى
مصر، في طريق عودته من واشنطن.
غير أنه رغم نفي الخارجية
السعودية لهذه الزيارة، فإن الإعلام المصري استمر في نشر الأخبار المتعلقة بها، ونشرت جريدة "أخبار اليوم" المصرية تقريرا حمل عنوان "قمة مصرية-سعودية بالقاهرة الاثنين"، والمقصود هو يوم الاثنين السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، وهو التاريخ الذي مضى عليه ثلاثة أيام حتى الآن.
وزعمت الصحيفة أن وفدا كبيرا سيرافق العاهل السعودي من الوزراء والخبراء، مؤكدة أنه سيتم خلال الزيارة توقيع عدة اتفاقيات وبروتوكولات في مجالات الطاقة والتعليم والثقافة والإعلام والعمل، على حد قولها.
وكانت صحف مصرية نقلت نهاية آب/ أغسطس الماضي، عن وكالة "أسوشييتد برس"، أنباء عن عزم
الملك سلمان التوجه من واشنطن إلى القاهرة، في أول زيارة رسمية له لمصر بعد توليه العرش.