حذّرت
فرنسا، الثلاثاء، من أن استقبال أوروبا جميع اللاجئين الفارين من الحرب في
سوريا والعراق، سيكون من الخطأ، ودعت إلى وضع خطة عمل لضمان بقاء تنوع الشرق الأوسط، رغم الأزمة المتصاعدة.
والتقى مسؤولون من نحو 60 دولة من بينهم وزراء من العراق والأردن وتركيا ولبنان في باريس، الثلاثاء لتعزيز تدابير ترمي إلى تيسير عودة اللاجئين، وتشجيع حكومات المنطقة على دمج الأقليات في الحياة السياسية، وضمان عدم إفلات أحد من العقاب في الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، لمحطة (آر.تي.ال) الإذاعية: "هذا صعب جدا، ولكن لو جاء كل هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا أو مناطق أخرى، فسيكون تنظيم الدولة قد انتصر".
وهدف هذا المؤتمر لأن يبقى الشرق الأوسط كما هو منطقة تنوع، يوجد فيها مسيحيون ويزيديون ..إلخ.
وقال فابيوس متحدثا بعد المؤتمر، إن بلدان عدة ستعلن عن تعهدات مالية في الأشهر المقبلة لمشروعات تتراوح بين إعادة بناء البنية الأساسية، وإعادة الخدمات الأساسية، أو تدريب الشرطة المحلية.
وأضاف إن فرنسا قررت تقديم مساعدات أخرى بقيمة 25 مليون يورو زيادة على 100 مليون يورو (112 مليون دولار) قدمتها بالفعل. وسوف تستخدم هذه الأموال في مشروعات منها إزالة الألغام في مدينة كوباني الكردية في سوريا، إو بناء مساكن في أربيل في منطقة كردستان العراق.
واستجابة لدعوات وكالات الأمم المتحدة لتقديم مزيد من التمويل في البلدان المجاورة، قال فابيوس إن 15 مليون يورو ستخصص لمخيمات اللاجئين في المنطقة.
وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولوند، في كلمة في افتتاح المؤتمر: "هناك حاجة انسانية ملحة. إذا لم نقدم مزيدا من المساعدات للدول التي تستقبل (اللاجئين)، وإذا لم نعط مزيدا من المساعدات للأسر الموجودة في مخيمات اللاجئين أو المشردة في دول مجاورة، فحينئذ لن تكون هناك مآس فقط.. ولكن سيحدث هذا النزوح الجماعي".
وكان أولوند قال الاثنين إن باريس ستبدأ طلعات جوية استطلاعية فوق سوريا، بهدف شن ضربات جوية على تنظيم الدولة.
وتعتزم فرنسا أيضا استقبال نحو 24 ألف لاجيء سوري من مخيمات في الشرق الأوسط خلال العامين المقبلين.
اختيار اللاجئين على أساس الدين "غير جائز"
في سياق متصل، دافع رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل
فالس، مساء الثلاثاء، عن الطابع "العالمي" لحق
اللجوء، الذي يمنع اختيار اللاجئين "على أساس انتمائهم الديني"، وذلك ردا على إبداء رئيسي بلديتين فرنسيتين استعدادهما لاستضافة لاجئين، شرط أن يكونوا مسيحيين.
وقال فالس في كلمة ألقاها في باريس، إن استضافة اللاجئين يجب أن تتم "بالطبع وفقا لقواعد وبتنظيم جدي"، ولكن "لا يمكن انتقاء (اللاجئين) على أساس انتمائهم الديني".
وشدد رئيس الوزراء الفرنسي على أن "حق اللجوء هو حق عالمي".
وكان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أعلن الاثنين استعداد فرنسا لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال سنتين، في مساهمة من بلاده للمساعدة في مواجهة أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وفي اليوم ذاته عرض رئيسا بلديتين فرنسيتين من اليمين استقبال لاجئين في مدينتيهما، شرط أن يكونوا من المسيحيين، وتطرق أحدهما إلى الخوف من "الإرهاب"، لتبرير هذا الخيار.
وكان رئيس الحكومة المجرية، فيكتور أوربان، قال في أوائل الشهر الماضي، إن هذا التدفق الكبير للاجئين إلى أوروبا وهم "من المسلمين في غالبيتهم"، يشكل تهديدا لهوية أوروبا
المسيحية.