أثار قيام
حزب الله اللبناني بهدم مسجد عين الحورانية
التراثي في مدينة النبطية، في حي البياض، دون الرجوع إلى الوقف فيها أو إلى إمامها نزاعا، حيث كان لإمام المسجد موقف واضح، تمثل في قوله إن "هذا المسجد هو معلم تراثي لمدينتنا، مرتبط بذاكرة أجيالها وماضيها الجماعي الحميم، وأي مشروع يخصّه يعني أبناء المدينة جميعهم، وليس فردا أو فريقا وحده".
وذكر موقع "جنوبية" اللبناني، المعارض لسياسات حزب الله، أن الهدم جاء من أجل إعادة بنائه مجمعا دينيا تابعا لمجمعات حزب الله، إسوة بما يقوم به في المدن الشيعية.
وأورد الموقع تصريحات لإمام
مسجد النبطية، الشيخ عبد الحسين صادق، في خطبة له الجمعة الماضي، تعليقا على هدم المسجد، بعد أيام من لقائه بنائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، الذي كان قد زار النبطيه والتقى به.
وقدم الإمام في خطبته مبادرة لتعديل مشروع ترميم حي البياض القديم، بما يُعيد الوجه التراثي للمسجد، حيث قال: "باسم أبناء مدينتي الذين أعلم محبتهم، وأبادلهم إياها، ومن الموقع الديني الذي يلزمنا الاهتمام بشؤون مدينتنا الدينية، أدعو الكرام القائمين على مشروع توسعة المسجد إلى لقاء نعقده سويا لنعدّل على التصاميم الهندسية بما يعيد المسجد إلى سابق جماله التراثي".
وتابع: "نحن سنموّل بإذنه تعالى كل الكلفة الإضافية التي تحقق هذا المطلب".
واعتبر الموقع أن تصريحات الإمام تعكس "تفاهما على ما يبدو مع قيادة حزب الله"، وقد يعني تراجعا منها عن تشييد المجمع المذكور، وذلك بعد مبادرة الإمام لتعديل مشروع ترميم حي البياض القديم.
وقالت إن مطلب الإمام يؤيّده أغلبية أهالي المدينة، الذين استغربوا عملية جرف المسجد التراثي المذكور من قبل حزب الله، دون الرجوع لأحد، ولا حتى للمسؤول عن الوقف، مفتي النبطية، وإمامها الشيخ صادق.
وفي السياق ذاته، أشار الموقع إلى أن حزب الله شيّد في أحياء مدينة النبطية عددا من المساجد والمجمعات التي تحوي أيضا حسينيات ومكتبات وغيرها.
وقال إنه لم يكتف بذلك، "حتى أن هذا المسجد التراثي الصغير في حي البياض اعتبره ملكا له، وتصرّف بالأمر بهدمه، وإعادة بنائه كما يريد".
ولفت موقع "جنوبية" إلى أن رجال الدين المستقلين والأعيان والوجهاء في الجنوب يواجهون ما اصطلح على تسميته بفعل "المصادرة"، وهي التي يمارسها حزب الله بحق هؤلاء الذين يفتقرون للدعم المالي والنفوذ السياسي المحلي والدّولي الإيراني، الذي يتمتع به الحزب، وفق تعبيرها.