أكد مصدر في وكالة الاستخبارات والتحقيقات التابعة لوزارة الداخلية
العراقية أن مجاميع تابعة للمليشيات الشيعية؛ استأنفت أعمال قتل وخطف طائفية في العاصمة بغداد والبصرة، جنوب العراق، بعد توقف نسبي، فيما أقر بعجز القوات الأمنية عن التحرك والتصدي لها.
وقال المصدر في تصريح لـ"
عربي21"، إن أعمال الخطف لغرض الحصول على الفدية المالية وحالات القتل الطائفي سجلت عودة ملحوظة في العاصمة بغداد خلال الأسبوع الماضي، مبينا أن ثلاث حالات خطف حصلت في محيط وداخل منطقة الأعظمية خلال يومين فقط، وأخرى تمت في محافظة البصرة وكان ضحيتها طفل تم العثور على جثتة لاحقا.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "إحدى حوادث الخطف انتهت باطلاق سراح الضحية لقاء دفع مبلغ 40 ألف دولار، وتمت تسوية الصفقة بين عناصر المليشيا وذوي الضحايا الذين رفضوا التبليغ عن الحادثة". وأشار إلى أن اثنين من الضحايا، وهما شيخ مسجد وموظف حكومي، لا يزال مصيرهما مجهولا حتى اللحظة.
وأكد أن المعلومات المتوفرة لديهم تشير إلى أن جميع الحالات يتم تنفيذها باستخدام سيارات سوداء ذات دفع رباعي، ولا تحمل لوحات تسجيل، وهي تتبع لفصائل
المليشيات الشيعية، ومعفاة من إجراءات التفتيش والبحث عن الأوراق الثبوتية في السيطرات ونقاط التفتيش المنتشرة في شوارع العاصمة.
وأقرّ المصدر بأن التعليمات الشفهية الموجهة لجميع منتسبي وأجهزة وزارة الداخلية تنص بشكل صريح على عدم الدخول في أية مشاحنات أو صدامات مع المليشيات؛ التي تتبع كل منها لأحد الأحزاب الحاكمة، لافتا إلى أن التصدي لهذه الجرائم يحتاج إلى قرار أمني وليس سياسيا، على حد تعبيره.
من جهته، قال شاهد عيان من مدينة الأعظمية إن مسلحين يرتدون الزي العسكري، ويستقلون سيارتين عسكريتين، ودون لوحات تسجيل اختطفوا موظفا كان برفقة زوجته، بعد أن أجبروه على التوقف والترجل من سيارته.
وأوضح الشاهد لــ"
عربي21" أن "حادثة
الاختطاف تمت في الساعة 11 صباحا، وبالقرب من ساحة "الدلال العربية" في الأعظمية، وأن الخاطفين اجتازوا سيطرة أمنية رسمية قرب الموقع دون التوقف أو تخفيف سرعتهم"، مبينا أن الحادثة تشابه وبشكل كبير تفاصيل اختطاف الشيخ عدنان النعيمي، وهو إمام وخطيب جامع نجيب باشا، والذي جرى بفارق يوم واحد عن حادثة اختطاف الموظف.
وفي ردود الأفعال السياسية حمل ائتلاف المتحدون، الذي يتبع للطائفة السنية، الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية استمرار حوادث الخطف التي "تطال شخصيات وشبابا من مكون معين"، في إشارة إلى المكون السني، مطالبا "بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، وضرب العصابات والمليشيات التي استمرأت هذا الفعل".
وأشار الائتلاف، في بيان تلقت "
عربي21" نسخة منه، أن "عمليات الاختطاف ممنهجة وتتم في وضح النهار، دون خوف أو وجل من ملاحقة قانونية أو خشية من قوى الأمن المكلفة بالحفاظ على أمن المجتمع"، مضيفا أن هذه الجرائم "تقف وراءها إرادات لا تريد لهذا البلد أن يستقر".
وكانت العاصمة بغداد قد شهدت في وقت سابق عملية اختطاف 18 عاملا تركيا كانوا ينفذون مشروعا رياضيا شرق العاصمة العراقية، قبل أن تعلن مصادر في عمليات بغداد عن تكبدها خسائر في العناصر الأمنية أثناء محاولة القبض على أحد المتورطين كان متواجدا في مقر يتبع لكتائب حزب الله الشيعية.