اتهم رئيس مجلس الشوري الإسلامي في
إيران (البرلمان)، علي
لاريجاني،
السعودية بقيادة "تحرك" ضد إيران، داعيا بعض دول الخليج إلى أن تتعاون لمصالحها "لا أن تعمل لمصالح الدول الكبرى"، معتبرا الاتهامات
البحرينية لطهران "مثيرة للسخرية".
جاء ذلك خلال حوار أجرته معه قناة الميادين على هامش زيارته لنيويورك، حيث قال لاريجاني: "أعتقد أن الإخوة في السعودية ارتكبوا خطأ، كما فعلوا عندما دعموا صدام خلال الحرب على
الكويت"، مضيفا أن "السعوديين عندما يقدمون مساعدات في الحروب التي يشنونها في منطقتنا، فإنهم يرتكبون خطأ آخر".
واتهم السعودية أيضا بأنها تخلق المشاكل للعراق، بسبب عدم رضاها لتقديم إيران المساعدة لهذا البلد، حيث قال: "إيران تقدم الدعم للعراق وشعبه، لكن بعض دول المنطقة بما فيها السعودية لم تكن راضية كثيرا حيال ذلك، وخلقوا مشاكل للعراق".
وانتقد لاريجاني معارضة السعودية مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف 3"، وقال إن "كل التحركات الإقليمية والدولية التي تتم، لا تتجه نحو التوصل إلى حل معقول في سوريا".
وأضاف أن "الشعب السوري فقط هو من يحدد مصيره، وأعتقد بأن بعض الدول تخطئ عندما تقوم في غرف مغلقة بالبحث عن حلول للأزمة في سوريا، واتخاذ قرار بهذا الشأن بالنيابة عن الشعب السوري، الذي يتحلى بالوعي واليقظة، وخاض نضالا و صمد بوجه إسرائيل على مدى سنوات طويلة"، وفق قوله.
وقال إنه "ليس بوسع بعض الدول التي لا تتمتع بالديمقراطية أن تفرض الحلول على شعب سوريا".
وتناول لاريجاني ما أثارته بعض دول الخليج من جملة من القضايا التي تبدأ من اتهامات البحرين لإيران بتهريب أسلحة، وتمر باتهام
حزب الله إعلاميا بالوقوف وراء مستودع سلاح العبدلي الكويتي، وصولا إلى إثارة الكويت والسعودية الخلاف حول تطوير حقل الدرة، على حد قوله.
وقال إن اتهامات النظام في البحرين لطهران "مزاعم تثير السخرية"، مؤكدا أن من يتدخل "هو الذي أرسل الدبابات إلى البحرين، وليس إيران"، وهي المزاعم التي أطلقتها إيران وصحف مصرية بإرسال السعودية دبابات إلى البحرين لدعم النظام هناك.
وفيما يتعلق بحقل الدرة أو حقل "آرش"، لفت رئيس البرلمان الإيراني إلى أن هناك مفاوضات تجري منذ زمن مع حكومة الكويت في هذا المجال.
وقال: "نحن دائما دعونا إلى التفاوض والتباحث بهذا الشأن، وهذه الخلافات الحدودية قائمة فيما بين دول المنطقة".
وحول ما أثير ضد حزب الله، قال لاريجاني إنها "تأتي من الحقد الذي يُكن ضد هذا الحزب. ولا أعتقد أن المزاعم تدل على عقلانية وحكمة"، على حد قوله.
وكانت مصادر إعلامية كويتية، قالت إن اثنين من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية تورطا في "عمل إرهابي"، إذ تعاملا مع ما عرف بـ "خلية حزب الله" التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية الكويتية مؤخرا.
ونقلت صحف كويتية عن مصادر حكومية قولها إن اتصالات جرت بين الدبلوماسيين وأعضاء "خلية حزب الله" المسلحة.
ومن المحتمل أن تتوتر العلاقة بين إيران والكويت بسبب هذه القضية، خصوصا أن وزارة الخارجية الكويتية كانت قد أعلنت رفضها البيان الصادر من السفارة الإيرانية في الكويت بشأن القضية المعروفة بـ"خلية حزب الله"، ووصفت إقدام السفارة على إصدار ذلك البيان "تجاوزا لأبسط القواعد والأعراف الدبلوماسية".
يشار إلى أن الداخلية الكويتية أعلنت في 13 آب/ أغسطس الماضي أن الأجهزة الأمنية تمكنت من "ضبط ثلاثة من أعضاء خلية إرهابية (خلية العبدلي)، وترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر، والمواد المتفجرة".
وقالت إن "الأسلحة والذخائر خُبئت في حفرة عميقة ومحصنة بالخرسانة، بأحد المنازل، في منطقة العبدلي الحدودية (شمالا)".
من جانبه، نفى مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اتهامات دولة الكويت لإيران بالوقوف خلف قضية "خلية حزب الله"، وقال إنها "لا أساس لها من الصحة".