ناقش كاتب شيعي
لبناني دلالات حشد حركة "أمل" الشيعية في مهرجان اختطاف الإمام الصدر السنوية، التي قدرتها وكالة رويترز بـ700 ألف مشارك، وهي المرة الأولى التي تستطيع فيها الحركة جمع هذا الكم الهائل من المناصرين، على حد قوله.
واعتبر الكاتب عماد قميحة، في مقال له على موقع "جنوبية" اللبناني الشيعي المعارض لسياسات
حزب الله، أن هذه "المرة ليست كسابقاتها الـ36، خصوصا بعد غياب إحيائها في العامين المنصرمين".
وأشار الكاتب إلى أن السبب "الخفي وراء شد العصب الحركي إلى هذا المستوى غير المسبوق" مرتبط بما أرسله له أحد أصدقائه من الحركة بعد المهرجان بقوله: "خليكن قولوا إنو الحركة خلصت! وإنو الحزب أكلها"، مشيرا إلى الحاجة إلى "إثبات الذات، وحالة ما يشبه الدفاع عن النفس متصاحبة مع غريزة حب البقاء، والتمسك بالحياة في مقابل الموت"، على حد تعبيره.
واعتبر الكاتب أن هذه الصفات تأتي من أبناء
حركة أمل في وقت "يتلمسون به يوميا محاولات افتراسهم من قبل حليفهم المفترض حزب الله، الذي استطاع بإمكانياته الهائلة وماكينته الإعلامية الضخمة أن يصور نفسه بأنّه الممسك الوحيد بقرار الساحة الشيعية"، بحسب قوله.
وأشار الكاتب إلى أن أمين عام حزب الله ومنذ سنوات يعدّ نفسه الناطق الرسمي الوحيد باسم الطائفة الشيعية، ناهيك عن محاولات الحزب جرّ الجميع خلف خيارات أثبتت السنون خطأها. وفي مقدمة هذه الخيارات الدخول في الحرب السورية، وما يتحمله
الشيعة من تبعات هذا الخيار الذي لم تكن حركة أمل لترضى به، بحسب قوله.
وفي سياق متصل، يأتي اصطفاف حزب الله إلى جانب ميشال عون الخصم اللدود للرئيس بري، والإعلان الصريح والمفرط بالكثير من الأحيان، عن تأييده والذهاب معه في معركته "العائلية" على حساب تعطيل الدور السياسي لرئاسة المجلس النيابي، كواحد من الأسباب التي ساهمت بإضعاف حركة امل على الساحة السياسية. وأشعرت جمهور الحركة بحالة من الامتعاض، وخلقت مسافة نفسية بينها وبين جمهور الحزب نتلمس تفاصيله يوميا في القرى والمدن الجنوبية.
وتابع الكاتب بأن "استهداف سمعة حركة أمل جاء من قبل من سمّاهم الإعلام بالمندسين ومثيري الشغب في ساحة رياض الصلح، ومحاولات إلصاقهم بالحركة التي تؤكّد بدورها وبإصرار، أنّ لا علاقة لها بهم وبأنّهم من سرايا المقاومة المؤتمرين من حزب الله. وباعتبار هذا الموضوع بمثابة هجوم غير مسبوق من قبل حليف لا يتورع برأي الحركيين عن تشويه صورة الحركة من أجل أهدافه هو".
واعتبر قميحة أن هذه المعطيات وغيرها تفسر وبشكل جلي أن "الحشود الكبيرة التي اجتمعت في ساحة الإمام الحسين بالنبطية، إنّما كانت تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى حزب الله أولا، وإلى حزب الله ثانيا، وإلى حزب الله ثالثا، بأنّ حركة أمل والرئيس بري لا يزالان يشكلان الرقم الصّعب على الساحتين الشيعية والوطنية".
فجاءت بعد ذلك مضامين كلمة الرئيس بري وما حوتها من نقاط لتؤكد كل ما قلناه، وبأنّ الممرّ الإجباري لأي حل مفترض إنّما يمر من "باب المجلس النيابي". وبأنّ العلاقات مع الدول العربية وفي مقدمتهم الدولة التي أوّل حرف من اسمها المملكة العربية السعودية هي دولة شقيقة وليست عدوّة، وأن انتخاب رئيس للجمهورية هو أمر يجب بتّه قبل 10 أيلول/ سبتمبر.
واختتم الكاتب بالقول: "بعد كل هذا يصح القول بصراحة إن احتفال الإمام الصدر هذا العام يمكن وضعه في خانة الإخفاقات الكثيرة التي تمنى بها سياسات الحرس الثوري ومعها حزب الله في المنطقة، من اليمن مرورا بعراق المالكي، ووصولا إلى الزبداني والنبطية".