ذكرت مصادر محلية في محافظة
الأنبار، غرب
العراق، أن عناصر من
مليشيات الحشد الشعبي اعتقلت امرأة نازحة على معبر يربط الأنبار بمحافظة كربلاء؛ بعد أن رفضت أن يقوم بتفتيشها عناصر من الرجال، وطلبت بأن تقوم امرأة بالمهمة.
وقال المصدر المتواجد في معبر الرزازة الرابط بين محافظتي الأنبار وكربلاء، أن عناصر من فرقة العباس التابعة لمليشيات الحشد الشعبي؛ يمارسون أفعالا استفزازية داخل المعبر، ويقومون بتصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من أهالي الأنبار، حسب قوله.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن آخر هذه الممارسات هو قيام العناصر بمحاولة تفتيش "نجية شياع إبراهيم"، وهي إحدى
النساء المنتميات إلى قبيلة الدليم، والتي رفضت بشدة وحاولت الهرب، إلا أن العناصر قاموا باعتقالها تحت تهديد السلاح، وتم نقلها إلى جهة مجهولة، لافتا إلى مرور ثلاثة أيام على الحادثة دون معرفة مصير المرأة المعتقلة.
وبين المصدر أن العشرات من النازحين المتجمعين في معبر الرزازة يطالبون أعضاء الحكومة المحلية في الأنبار وشيوخ العشائر بزيارة المعبر، والاطلاع على الممارسات المخجلة التي قوم بها عناصر الحشد.
من جهته، نفى ضابط في شرطة محافظة الأنبار علمه بحصول حالة اعتقال لإحدى النساء في معبر الرزازة، مشيرا إلى أن المعبر المذكور تحت السيطرة التامة لعناصر المليشيات الشيعية وبعض من أفراد الجيش، ويمنع على الشرطة أن تقترب منه.
وأوضح الضابط، وهو برتبة نقيب في مديرية شرطة الأنبار، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن أيا من ضباط وعناصر الشرطة لا يمكنهم الاقتراب من معبر الرزازة، وأن التعليمات الصادرة من قيادة الحشد الشعبي صارمة بهذا الخصوص.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ سلمان مرزوك العسافي، وهو من وجهاء محافظة الأنبار، صحة خبر اعتقال المرأة المذكورة على أيدي عناصر فرقة العباس التابعة لمليشيات الحشد، مبينا أنه يقوم بمتابعة معلومات جديدة عن اعتقال امرأة أخرى في المكان ذاته.
وقال الشيخ العسافي، في اتصال هاتفي مع "
عربي21"، إنه "تم التأكد من حالة اعتقال إحدى النساء المتواجدات ضمن مجموعة نازحين كانت تحاول الخروج عبر منفذ الرزازة، وأن معلومات جديدة تشير إلى اعتقال امرأة أخرى كانت تصحب اثنين من أطفالها معها في المعبر ذاته".
ولفت العسافي إلى أنه ليس هناك قناة رسمية للاتصال بين السلطات المحلية في الأنبار أو أجهزتها الأمنية من جهة وفصائل الحشد الشعبي من جهة أخرى، منوها بأنهم حاولوا الاستفسار ومعرفة أي معلومات بخصوص حادثة الاعتقال إلا أن المسؤولين لم يعيروا أهمية لاتصالاتهم ومناشداتهم .
يذكر أن فصائل مليشيا الحشد الشعبي المشكلة بفتوى المرجع الشيعي علي السيستاني؛ قامت في وقت سابق بذبح اثنين من شيوخ عشيرة البو جابر في محافظة الأنبار، وعلى مرأى من عدد من القيادات العسكرية والعشائرية في المحافظة، وهو فعل وصفة شيوخ القبائل هناك بأنه عملية "طائفية قذرة" ترمي إلى إذلال أهالي الأنبار، وللإعلان عن واقع جديد في المحافظة.