نشرت صحيفة هافنجتون بوست، في نسختها الفرنسية، تقريرا عن مضاعفة الجيش
الإسرائيلي لحالة التأهب والحذر على الحدود السورية، وذلك إثر الهجمات التي تعرض لها، والمنسوبة لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران، في سياق يسيطر فيه
فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، على المناطق المحاذية للحدود، ما يزيد من تخوف إسرائيل، التي تخشى كذلك التعرض لهجمات من الفصائل المحاربة للنظام السوري، أو التعرض لهجوم كيميائي، بعد أن انتشرت أخبار تؤكد حيازة جماعات مسلحة أسلحة كيميائية.
وذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الأوساط العسكرية في شمال إسرائيل تعيش حالة استنفار قصوى بينما يبدو الرأي العام الإسرائيلي منشغلا بتفاصيل حياته اليومية؛ حيث لاحظ الجيش الإسرائيلي منذ مدة وجود نشاط كثيف في المنطقة للجماعات التي تقاتل النظام السوري، ولكن حدة التوتر ازدادت في الأيام الأخيرة.
وقالت الصحيفة، إن مخاوف الجيش الإسرائيلي تحولت إلى واقع، بعد سقوط قذائف صاروخية، تم إطلاقها من هضبة الجولان، ولم تسفر عن أية إصابات، ولكنها أدت إلى نشوب بعض الحرائق. وكما كان متوقعا، قامت وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الموجودة في المنطقة، بالرد على تلك الضربات، وتعزيز دفاعاتها والرفع من درجة جهوزيتها في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها قيادة المنطقة الشمالية، تفيد بأن كتائب حركة الجهاد الإسلامي الموجودة في المنطقة، هي التي قامت بإطلاق الصواريخ في محاولة منها للتصعيد، تحت إشراف ميداني من قادة عسكريين إيرانيين.
وأوضح التقرير أن هذا الحادث، الذي جدّ مؤخرا، يعتبر الأخطر منذ مدة، وهي أول مرة تسقط فيها صواريخ قادمة من
سوريا على منطقة الجليل، منذ حرب 1973 أو حرب يوم الغفران كما يسميها الإسرائيليون، عندما تمكنت آنذاك مجموعات قادمة من سوريا من دخول الجليل.
واعتبرت الصحيفة أنه من المؤكد أن بشار الأسد لديه مشاغل أخرى أكثر مصيرية في الوقت الحالي، ولكن تحت الضغط الذي يخضع له من قبل حزب الله وإيران اللذين يدعمانه ضد المعارضة، فإنه مضطر للتغاضي عما يحدث على الحدود، على الرغم من خطر التعرض لرد فعل قوي من الجيش الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها القيادة العسكرية في منطقة الشمال، تفيد بأن قائد التحركات في المنطقة هو قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، حيث يتحكم سليماني ورجاله في المنطقة الحدودية المحاذية لإسرائيل، وبالتالي لم تعد إسرائيل تواجه على حدودها جيشا نظاميا، سواء أكان ذلك الجيش اللبناني أم السوري، وإنما مجموعة من الجماعات المسلحة التي تأتمر مباشرة بأوامر من
طهران.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتحصين المواقع الحدودية، واتخاذ التدابير اللازمة، بما في ذلك إعداد خطط تكتيكية، والتحضير لعمليات إنزال وتسلل داخل الأراضي السورية.
وعلى أرض الواقع، أجرت إسرائيل مناورات كبرى استعدادا لأي طارئ، بما في ذلك التوغل داخل الأراضي السورية؛ و قد تم تسريب هذه المناورات حتى تظهر إسرائيل أنها على استعداد وتأهب دائمين وأنها لا تترك شيئا للصدفة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تهتم بالجانب الدفاعي، وأن لديها مخاوف جدية من إمكانية حصول هجمات بالأسلحة الكيميائية إذا تمكنت الجماعات الإسلامية من الحصول على بعض منها.
وقالت إن إسرائيل تتخوف من سيناريو آخر، كأن يتمكن مسلحون مثلا من التسلل إلى داخل البلدات الإسرائيلية واختطاف بعض سكانها وأخذهم كرهائن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشغل الشاغل لإسرائيل حاليا هو خطوات إيران، على الرغم من كل هذه السيناريوهات المحتملة؛ فإيران مازالت محل اهتمام متواصل من قبل الإسرائيليين؛ كما أن الملف النووي الإيراني مازال محل نظر في القدس المحتلة، خاصة بعد تسريب بعض الفقرات السرية للاتفاق بين إيران والغرب، الذي ينص على أن إيران ستتولى بنفسها مراقبة أنشطة موقع فيرشين النووي.
واختتمت الصحيفة بأنه في حال ثبوت صحة هذا التسريب، فإن ذلك الاتفاق سيكون شبيها بتكليف القط بحراسة الحليب، وإن هذا الاتفاق سيكون مزحة سيئة وسيكون أكبر مهزلة في التاريخ.