نبه الخطيب إلى أن للجماعات اليهودية المتطرفة أذرعا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
حذر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، من الخطورة "البالغة" لما تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة؛ التي قال إنها "تحضر لاعتداء نوعي، بحماية رسمية" إسرائيلية، على المسجد الأقصى المبارك.
"مخططات عدوانية"
وأكد الخطيب في حديث خاص لـ"عربي21"، حول المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل على "إطلاق يد الجماعات الدينية المتطرفة والتي لها امتداد في تركيبة الأحزاب الإسرائيلية"، موضحا أن تلك الجماعات سواء كانت ما يسمى "شباب التلال" أو ما تعرف "جماعة تدفيع الثمن" أو حركة "لاهافا" أو حركة "تمرد"، كلها "تنطلق من فكر ديني قومي له ارتباط بأحزاب إسرائيلية داخل مركبات الحكومة الإسرائيلية".
وشدد على أن "الأخطر" في موضوع تلك الجماعات أنها تمتلك "أذرعا داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي بدورها توفر لها المعلومات والغطاء للقيام بجرائمها المختلفة"، مشيرا إلى جريمة حرق عائلة الدوابشة في الضفة الغربية المحتلة الشهر الماضي، والتي سبقها حرق كنيسة "الطابغة" في الداخل الفلسطيني المحتل، وما حصل من حرق لمسجد النور في قرية طوبا شمال فلسطين.
وأوضح أن الجماعات المتطرفة لديها إيمان راسخ "بضرورة خلق حالة من الفوضى من أجل تنفيذ مخططاتها العدوانية بحق الأقصى"، مؤكدا أن هذا الواقع "يدشن مرحلة جديدة؛ دخل فيها الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 48".
وبين الخطيب أن "الاعتداء النوعي"، يتمثل في سعي الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه المختلفة إلى "ارتكاب جريمة بحق المصلين المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، كما حصل في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل عام 1994، على يد اليهودي الأمريكي جولدشتاين"، والتي أدت لمقتل 29 مصليا وجرح ما يزيد عن 150 آخرين.
سرقة أو تهريب
وأضاف: "أتوقع أن يكون هناك اعتداء مباشر على الأقصى، على شكل تدمير أو حريق، كما حدث عام 1969 على يد اليهودي الأسترالي دينيس روهان"، منوها لخطورة ما قام به بتاريخ آب/ أغسطس 2015 يهودي فرنسي من رفع العلم الصهيوني داخل باحات الأقصى عند قبة الصخرة المشرفة.
واتهم الخطيب المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية بالعمل على "إيجاد عناوين يسهل عليها عدم تحمل تبعاتها أو مسؤولية ما تقوم به"، مؤكدا أن هناك "شيئا مهما جدا لا بد من الإشارة إليه، وهو التصريحات الخطيرة التي تحدث بها قادة أمنيون إسرائيليون خرجوا للتقاعد، حيث أشار هؤلاء لوجود خطر داهم على المسجد الأقصى من قبل الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة"، بحسب قوله.
ودلل نائب رئيس الحركة الإسلامية على ما سبق ذكره بما كشفه الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) آفي ديختر بعد خروجه من الخدمة الرسمية، أنه تم "سرقة أو تهريب" عدد من صواريخ "لاو" المحمولة على الكتف من مستودعات الجيش الإسرائيلي، متوقعا أن تكون هذه الصواريخ "قد وصلت ليد الجماعات اليهودية المتطرفة".
وشبه ديختر درجة الخطر التي تهدد الأقصى بهزة أرضية مقدارها ثمان درجات على مقياس ريختر، وهو وصف لـ"هزة مدمرة وعنيفة تصيب المسجد الأقصى"، كما ذكر الخطيب.
العمالة الأمنية
ولم يستعبد الخطيب سيناريو "وجود طيار "إسرائيلي" يؤدي دور انتحاري عبر إسقاط طائرته أو قصفها للمسجد الأقصى المبارك"، معتبرا أن "ما صرح به قبل أسابيع رئيس جهاز "الشاباك" قبل الأخير، يوفال ديسكن، حول الخطر المحدق بالمسجد الأقصى الذي تشكله هذه الجماعات والتي من الممكن أن تقوم بعمل يشعل المنطقة كلها، وقصد هنا بالطبع الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك".
ويضاف إلى مسلسل الأخطار التي تحيط بالأقصى، بحسب الخطيب، ما قام به وزير الأمن الداخلي أردان بمضاعفة أعداد القوات الإسرائيلية التي تقتحم الأقصى بكافة تشكيلاتها القتالية، سواء كانت القوات الخاصة أو القناصة أو وحدات حرس الحدود ووحدات مكافحة الإرهاب"؛ موضحا أن "كل هذه التشكيلات التي نراها يوميا في المسجد الأقصى هي لحماية المستوطنين والاعتداء على المصلين".
وأبدى تخوفه أن تكون كل هذه التشكيلات والقوات الكبيرة للاحتلال؛ من أجل أن تكون جاهزة لتنفيذ "مخطط أسود بحق الأقصى وفرض أمر واقع حال وقوع مجزرة داخله"، موضحا أن ذلك إن حدث يكون مماثلا لسيناريو تقسيم الحرم الإبراهيمي بعد المجزرة التي وقعت هناك.
وتابع: "تقسيم المسجد الأقصى المبارك، ربما يكون أيضا عبر قوة السلاح التي تمتلكها المؤسسة الإسرائيلية، في ظل استغلال حالة الموت التي تسود الوطن العربي أو من خلال استغلال العمالة الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة؛ خدمة للاحتلال الإسرائيلي وتحديدا دورها في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك"، حسب تعبيره.