تناولت الصحف
المصرية الصادرة الأربعاء 26 آب/ أغسطس 2015، موضوعات عدة أبرزها انخراط رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي في تحالف جديد تدشنه روسيا بالمنطقة، وتحرك الجيش على صعيد الداخل من أجل خفض أسعار اللحوم.
واستعرضت مراوحة أزمة قانون "الخدمة المدنية" مكانها، وعدم تراجع الموظفين عن التظاهر "المليوني" المقرر 12 أيلول/ سبتمبر، وتظاهر عمال مضارب الأرز المقرر اليوم.
وكشفت الأوضاع الخدمية السيئة في المحافظات، سواء في الصعيد، أو عبر طريق الموت بالشرقية، أو قيام الأهالي بقذف نائب محافظ القاهرة بالحجارة، على خلفية أزمة "سكان العشش".
وكالعادة، مارست الصحف دعاية منهجية سوداء بحق
الإخوان وقطر وحماس، وشنت حملة أيضا على أمناء الشرطة، واتهمتهم بأنهم باتوا يشكلون دولة داخل الدولة.
السيسي في روسيا أمس واليوم وغدا
البداية من روسيا حيث حط السيسي رحاله هناك، منذ الثلاثاء، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، وهي الزيارة التي تناولتها الصحف بإسهاب، فخصصت "الأهرام" نصف صفحتها الأولى لها، مع صورتين، أولاهما للسيسي لدى وصوله إلى مطار موسكو، ويبدو فيها استقباله المتواضع، والثانية له في "استقباله ولي عهد أبو ظبي".
وتحت عنوان بارز، باللون الأحمر، يقول: "تعزيز التعاون المصري الروسي"، أشارت الأهرام إلى لقاءات السيسي في يومه الأول، إذ "بدأ زيارته لموسكو بمناقشة زيادة الاستثمارات"، وبحث مع بن زايد بناء استراتيجية عربية لمواجهة الإرهاب.. ويلتقي بوتين اليوم.
لكن صحيفة "الوطن"، التي خصصت مانشيتها أيضا للزيارة ، تحدثت عن: "رحلة التحالفات الجديدة في روسيا"، مشيرة إلى "مشاورات روسية لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم الدولة، ناقلة عن وكالة "إنتر فاكس" الروسية تأكيدها توريد مقاتلات "ميج 29" لمصر قريبا.
وكان جاذبا للانتباه ما ذكرته الصحيفة من أن الزيارة "تأتي في وقت تواصل فيه القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمي والإقليمي، حول مبادرة بوتين، لتشكيل تحالف "لوجيستي" واسع لمواجهة تنظيم الدولة.
كما نقلت "الوطن" عن صحيفة "نيزافيسمايا غازيتا" الروسية أن القوات الروسية المحمولة جوا ستجري مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع نظيرتها المصرية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الحالي.
وتحدثت "اليوم السابع" في السياق نفسه عن "ملامح شرق أوسط جديد في قمة "السيسي - بوتين - بن زايد"، و"قصص السلاح والأمن والاستثمار في موسكو"، ناقلة عن صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن السيسي وبوتين سيناقشان رغبة القاهرة للانضمام إلى منظمة "بريكس"، وإنشاء منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الروسي.
ومبرزة صورة "رئيس مجلس النواب الروسي، مرحبا بالسيسي خلال لقائهما في "الدوما" أمس، اهتمت "المصري اليوم" -في مانشيتها- بالتصريحات التي أدلى بها السيسي، وطالب فيها الروس "بتحديث مصانع عبدالناصر"، وهي المصانع التي أقيمت بمصر، خلال الخمسينيات والستينيات، بتعاون روسي.
كما حرصت المصري اليوم على إبراز تأكيد السيسي أن انتخابات البرلمان ستتم قبل نهاية العام الجاري، وأن وفد اللجنة العليا للانتخابات سيزور موسكو، خلال الشهر المقبل للتعرف على الخبرة الروسية في إجراء الانتخابات المحلية.
أما "الشروق" فتطرق مانشيتها إلى أن "السيسي يلتقي بوتين اليوم.. ومصادر ترجح توقيع عقد محطة الضبعة النووية"، في حين ذكر مانشيت "التحرير" أن: "قمة مصرية - إماراتية في موسكو.. السيسي يزور الدوما.. ويجتمع ب"بن زايد".. ويلتقي بوتين اليوم".
الجيش يتدخل لحصار "مافيا اللحوم" بأسعار مخفضة
من زيارة السيسي روسيا، ينتقل الحديث إلى تصاعد أزمة ارتفاع أسعار اللحوم بمصر، ونقص المعروض منها في الأسواق، وسط استمرار دعوات مقاطعة شرائها في عدد من المحافظات، لإجبار الجزارين على تخفيض الأسعار.
فنقلت "المصري اليوم"، تحت العنوان السابق، عن وزير التميون خالد حنفي قوله: إن القوات المسلحة كثفت جهودها، بالتعاون مع الوزارة، ووزارة الزراعة، لطرح اللحوم بأسعار مخفضة، تناسب محدودي الدخل، للقضاء على الأزمة.
وأضاف الوزير أن الحكومة خصصت منافذ وزارتي التموين والزراعة والقوات المسلحة لطرح اللحوم المستوردة بأسعار مخفضة، وأنه تم استيراد 75 ألف رأس ماشية من السودان.
وفي المقابل، تابعت "الشروق" حملة المقاطعة، وقالت إن ملصاقاتها غزت المنيا، ووصلت إلى السويس، في حين تستمر بني سويف في الحملة، وهو ما اعتبرت معه الصحيفة أن: "الصعيد ينادي: استرجل وقاطع اللحمة"، وفق قولها.
لكن صحيفة "التحرير" حذرت من أن "عشوائية مقاطعة اللحوم سوف ترفع أسعار الدواجن بنسبة 15%، وأن ارتفاع سعر الأسماك في الطريق".
ونقلت عن رئيس شعبة الثروة الداجنة، بغرفة تجارة القاهرة، قوله إن حرارة الجو قد تسببت في مضاعفة تكلفة الإنتاج، وأسعار الدواجن، بتعرض 75% من المزارع، لنفوق 30% من إنتاجها.
عمال "الأرز يتظاهرون".. والموظفون يتأهبون لمظاهرتهم
ومن ارتفاع أسعار اللحوم إلى متاعب العمال، إذ يتظاهر اليوم-ضد الحكومة- عمال مضارب الأرز، وعددهم قرابة عشرة آلاف عامل، بسبعة مضارب للأرز، تتبع الشركة القابضة للصناعات الغذائية في سبع محافظات، أمام مقار الشركة، احتجاجا على تجاهل الحكومة شراء الأرز "التمويني" من المضارب مباشرة، وشرائه من القطاع الخاص، مما يهدد المضارب، وهي تابعة لقطاع الأعمال العام، بالإغلاق ، وتشريد العاملين فيها، بحسب "الوطن".
وفي السياق نفسه، أبرزت "الوطن" أيضا انتهاء مهلة موظفي الضرائب للحكومة يوم الثلاثاء المقبل، وتهديدهم بالتصعيد في حال فشل لقاء ممثليهم مع وزير التخطيط، المقرر له السبت.
ذلك في وقت تبدأ فيه جبهة "تضامن" في حملة جمع توقيعات رافضي قانون "الخدمة المدنية"، غدا الخميس، وذلك على استمارات أعدتها اللجنة القانونية للجبهة، مع استمرار الحشد للمظاهرة المليونية المقررة يوم 12 أيلول/ سبتمبر المقبل، وفي "الشروق".
الصعيد المنسي.. وطريق الموت.. وغضب بالحجارة
ومن تظاهرات العمال، إلى سوء الخدمات، مع "إهمال السنين في الجنوب قبل مؤتمر التنمية" بحسب "الوطن" التي قالت إنها تكشف بالأرقام هذا الإهمال، وذلك تحت عنوان: "الصعيد.. زيارة وجع إلى الأرض المنسية"، أشارت فيه إلى: "32 منطقة صناعية غير مستغلة، و50 شركة حصلت على أراض دون تنفيذ مشروعات".
ومن الصعيد إلى الدلتا، حيث "لعنة طريق الموت تهدد 700 ألف مواطن في الشرقية"، وفق "التحرير"، التي ذكرت أن : "3594 حادثة انتهت ب6794 مصابا، ومصرع 650 مواطنا، على طريق الحسينية، في 10 سنوات فقط".
ولأن المواطنين غاضبون، فقد تجسد هذا الغضب في "قذف نائبي محافظ الجيزة بالحجارة، لدى تسليم شقق لأصحاب "عشش شارع السودان" بمنطقة الدقي، وفق "الشروق"، مما أدى إلى إلغاء حفل تسليم 75 شقة، ضمن المرحلة الثانية لتطوير عشش السكة الحديد بالدقي، اعتراضا من الأهالي على هدم عششهم بدون تسليمهم شققا بديلة.
الإخوان وقطر وغزة وأمناء الشرطة.. بدائرة الهجوم
نال الإخوان المسلمون وقطر وغزة نصيبا من الهجوم الممنهج على ثلاثتهم بصحف الأربعاء، وأضيف إليهم: "أمناء الشرطة".
والبداية من الإخوان، الذين زعمت صحيفة "الشروق" أنها -كما انفردت بشأن مبايعة 7 مجموعات بلجان العمليات النوعية التابعة لجماعة الإخوان لتنظم الدولة، فإنها تنقل عن "قيادي إخواني" بالخارج أن القيادة المركزية للجماعة تفقد سيطرتها على عدد من شبابها في ظل حالة السخط العام من الممارسات الأمنية معهم، ومع ذويهم".
ومن جهتها، زعمت الوطن أن "الإخوان يرصدون 80 مليون دولار لإفساد الانتخابات البرلمانية"، ناسبة المعلومة إلى "مصادر"، نقلا عن "التنظيم الدولي للإخوان"، أنه "اتفق ممع شخصيات في أجهزة مختلفة بقطر وتريكا، على تشكيل لجنة تضم 40 عضوا، من قياداته الهاربة بالخارج، لتنفيذ مخطط شامل لهز الاستقرار في مصر، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، بميزانية تقدر بنحو ثمانين مليون دولار، لتنفيذ أهداف محددة خلال الفترة المقبلة".
"الشروق" أشارت أيضا، في سياق آخر، إلى "اعتراف المتهمين في قضية تهريب مواد متفجرة إلى غزة بتسليم 1.8 طن عبر الأنفاق، في وقت طلبت فيه النيابة تحريات عن شخص تسلم 10 أطنان نترات، كما قام سوري بشراء كميات "فايبر جلاس" لتهريبها إلى غزة أيضا، من أجل استخدام هذه المواد في تصنيع هياكل الصواريخ والمفرقعات"، بحسب الصحيفة.
وغير بعيد تبنت صحيفة "اليوم السابع": "قصة تهريب آثار مصر إلى قطر عبر أنفاق غزة".
في حين شنت "المصري اليوم" حملة على "إمبراطورية أمناء الشرطة"، قائلة إن "أمناء الشرطة يتظاهرون، ويضربون عن العمل، للمطالبة بتحقيق مطالب يعتبرونها مشروعة، إذ يطالبون بزيادة رواتبهم، وهم لا يعلمون أنهم يهزون عرش الجهاز الأمني بتصرفات تكسر دولة القانون، مثلما حدث منهم في الشرقية".
وقالت "المصرى اليوم" إنها تفتح ملف "امبراطورية الأمناء" التي تهز عرش "الداخلية"، وتنتقص تجاوزاتهم من هيبتها، وكيف أن الدولة استجابت لهم بزيادة رواتبهم 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الثورة، وحصلوا على حق العلاج في المستشفيات، وحق التسليح الشخصي.
وحذرت من أنه "عقب تظاهر المئات منهم في الشرقية دون الحصول على تصريح بالتظاهر، أيقن المواطنون أن القانون لا يطبق على الجميع".
وضع الأحزاب والتكتلات.. وأكبر حاوية والبورصة
بجانب ما سبق، تطرقت صحف الأربعاء إلى وضع الأحزاب المصرية قبل الانتخابات، باستمساك رئيس حزب الدستور باستقالتها، ووضع التكتلات الانتخابية الجديدة، واستعداد حزب "النور" لخوض الانتخابات.
كما مارست دعاية لعبور أكبر حاوية في العالم للتفريعة الجديدة لقناة السويس، وصعود البورصة، وتحقيقها أرباحا، بعد مسلسل طويل من التراجع، والخسائر.