تعاطف ناشطون كويتيون مع الشاب عبد الرحمن العجمي (21) عاما، الذي صدر حكم بحقه بالسجن لمدة أربع سنوات بعدة تهم، منها "التحريض على قلب نظام الحكم، والإساءة للذات الأميرية، والإساءة للملكة العربية السعودية".
واعتبر قطاع كبير من المغردين
الكويتيين أن حكومة بلدهم "تجر أمن الوطن نحو المجهول"، قائلين إن "سجن من يطالب بالإصلاح، وترك النائب عبد الحميد
دشتي الذي يعد أحد أذرع
إيران في الكويت حرا طليقا يشكل أكبر تهديد لأمن الوطن".
وغرّد النائب السابق فلاح الصواغ بشكل ساخر من المحكمة: "عبد الرحمن العجمي يُحكم بالسجن أربع سنوات بسبب تغريدة! الآن أطمأن قلبي على بلدي، أكيد حكم خلية
حزب الله إعدام إذا ثبت تورطهم بهذه الأسلحة المروعة".
وأضاف المحامي محمد مساعد العنزي: "حال الحكومة مع إيران كحال الذي يضربه فتية في الشارع، فيعود ويضرب أخاه الصغير"، وتابع: "إيران ترسل حزب اللات، والمسجون عبد الرحمن العجمي!!!!!".
وقال المغرّد الشهير "العم خورشيد": "
عبدالرحمن العجمي محكوم 4 سنوات بسبب الإساءة للسعودية، بينما دشتي سبّ السعودية وذهب إلى سوريا متصورا مع بشار الأسد، وزار عائلة عماد مغنية، ونائب في البرلمان، واضحة".
المغرد مشاري بويابس، كتب في حسابه بـ"تويتر": "بغض النظر عن رأيي في التغريدات التي حُبس عليها عبد الرحمن العجمي الله يفك عوقه، لكن ما قاله عبد الحميد دشتي يفوقه بمراحل يعني مصكوك مصكوك".
وأوضح النائب السابق علي المسلم أن "طالب عمره 21، تهمته قلب نظام الحكم، وأن أداة جريمته الخطيرة هي (تغريدات) سجن 4 سنوات، يدعوه ليس للخوف على عبد الرحمن العجمي من هذا الظلم، بل يدفعه للخوف على الكويت".
يشار إلى أن حالة من السخط تسود في الكويت بسبب تكتّم الحكومة على مجريات التحقيق مع "خلية حزب الله" التي تم القبض عليها قبل أسبوعين، حيث يتخوف الكويتيون من لملمة القضية بتسوية مع الحكومة الإيرانية، لا سيما أن الكويت لم تكشف عن هويات المتورطين.
وما زاد من غضب الكويتيين هو الأنباء المتواترة عن استغلال إيران لحقل "الدرة" النفطي الذي يقع ضمن المياه الكويتية، في ظل صمت الحكومة عن إعطاء أي تعليق حول الخبر.
وكان الشاب عبد الرحمن العجمي أرسل برسالة إلى والدته عقب صدور حكم السجن بحقه، وتاليا نص الرسالة:
في هذا اليوم يا أمي حكمت المحكمة علي أربع سنوات؛ لأني طالبت "بسيادة الأمة"، فاتهموني "بالتحريض على قلب نظام الحكم"، ولأني طالبت "بحقوقي وحقوق المستضعفين"، فاتهمني وكيل النيابة "بالطعن بحقوق الأمير"، ولأني رفضت "الظلم باسم الإسلام وبكل مسمياته"، اتهمني جهاز أمن الدولة " بالإساءة للسعودية" .
سمعت عن ظلمهم، ثم رأيته، والآن أتعرض له، آمنت بقضيتي حتى أصبح (السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)، يهبط علي يا أمي ظلم السلطة فيؤلمني، ثم يهبط علي الشوق إليك فيقتلني ((ظلم وشوق ! ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به)).
أمي هل أعزيك؟! وأنت حين أخرج إلى اعتصام أو مسيرة تقولين لي: "احفظ الله يحفظك"، لن أعزيك يا أمي، نعم، لن أعزي من علمني ألا أسرق ألعاب غيري حتى كبرت وكرهت "سراق المال العام"، لن أعزيك وأنت من نهاني عن الكذب في صغري حتى كبرت وكرهت، كذبت "الإنسانية"، وكذبت "الدولة الديمقراطية"، وكذبت "تطبيق الشريعة"، وكذبت "الدستور"، وكذبت "القضاء العادل".
قال سيد قطب يا أمي: إن عمري سيكون أطول من عمر سجاني، "أي سيخلد التاريخ اسمي وفكري ويلعن سجاني"، إن كان الواقع يا أمي ظالما، فإن التاريخ منصف.
هذا الوقت سوف يمضي يا أمي، وأخرج لأقبل رجلك، وأقبل يدي التي كتبت "تغريداتها"، وهي لا تخشى السلطة وأدوات قمعها.