تعافت معظم البورصات العربية في نهاية تداولات الثلاثاء، بعدما منيت بخسائر فادحة في الجلسات السابقة، مقتفيه أثر الهبوط الحاد لأسواق العالم، جراء تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الصين.
وقال "إيهاب رشاد"، الرئيس التنفيذي لشركة "مباشر" للوساطة في الأوراق المالية "صعدت البورصات العربية بعد سلسلة من
الخسائر الحادة، بدعم تعافي أسواق الأسهم والنفط العالمية".
وارتفعت الأسهم الأوروبية في تداولات اليوم لتعوض جانب كبير من خسائرها، وزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 2.89%، فيما صعد مؤشر داكس الألماني بنحو 4.42%، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بــ 4.5% .
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم 15 تشرين الأول/ أكتوبر، بنسبة 2.88% إلى 43.92 دولارا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم 15 أيلول/ سبتمبر بنسبة 3.14% إلى 39.44 دولارا للبرميل.
وأضاف رشاد، في تصريح صحفي قائلا "أعتقد أن قيام الصين بخفض أسعار الفائدة في محاولات من جانبها لدعم اقتصادها المتباطئ، كان سببا رئيسا وراء صعود معظم الأسواق حول العالم".
وخفض البنك المركزي الصيني اليوم، أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك للمرة الثانية في شهرين، وذلك في محاولة لدعم الاقتصاد وكبح جماح التراجعات الحادة في أسواق الأسهم الصينية التي هوت لأدنى مستوياتها منذ كانون الأول/ ديسمبر / الماضي.
وقال رشاد :"قد تستمر وتيرة صعود الأسواق على مدار الأيام القادمة، غالبية الأسهم هبطت إلى مستويات متدنية وأسعارها باتت مغرية للشراء، اعتقد ان صائدي الصفقات سيبدؤون في زيادة مراكزهم الشرائية".
وجاءت بورصة السعودية في صدارة الرابحين بعد صعود مؤشرها الرئيسي "تأسي" بنسبة 7.38%، وهي أكبر مكاسب يومية منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لتغلق عند 7543.05 نقطة مرتدة من أدني مستوياتها منذ منتصف آذار/ مارس 2013.
وتأتي تلك المكاسب بدعم من صعود معظم الأسهم المتداولة ومن بينها "موبايلي" و"مجموعة صافولا" وجبل عمر" مع ارتفاعهما بأكثر من 9.9% .
ولم تتراجع سوي سبعة أسهم فقط كان من بينهما "تهامة" و"ثمار" و"هرفي" للأغذية و"المملكة القابضة" بنسب تراوحت بين 0.4% و 10%.
وفي الإمارات، زاد مؤشر بورصة دبي بنسبة 4.61%، وهي أكبر وتيرة صعود يومية منذ أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مدعوما بارتفاع أسهم كبري مثل "إملاك" للتمويل و"أرابتك" القابضة و"دبي للاستثمار" و"سوق دبي المالي" و"داماك" العقارية و"إعمار" العقارية بنسب تراوحت بين 3.4% و 14.7% .
وارتفعت بورصة العاصمة أبوظبي بنسبة 1.63%، لترتد من أدنى مستوياتها منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدعم من صعود الأسهم الكبرى يتقدمها "بنك أبوظبي التجاري" و"إشراق" العقارية و"منازل" العقارية و"بنك أبوظبي الوطني" بعد صعودهما بنحو 12.3% و 12% و 11.5% و7.1% على التوالي.
لكن سهمي "بنك الخليج الأول" و"بنك الاتحاد الوطني" خالفا الاتجاه العام وأغلقا على تراجع بنحو 2.17% و0.35% على الترتيب.
وقفزت بورصة قطر في أول صعود لها بعد هبوط دام سبعة جلسات متتالية، وارتفع مؤشرها العام بنسبة 3.15%، متلقيا الدعم من الصعود الجماعي للأسهم القيادية بصدارة "مجموعة المستثمرين" و"مصرف الريان" و"فودافون" و"بنك قطر الوطني" و"صناعات قطر".
وامتدت الارتفاعات إلى بورصة مصر، إذ صعد مؤشرها الرئيسي بنسبة 2.75% موقفا اتجاه نزولي دام لنحو تسع جلسات، وجاء الارتفاع بدعم عمليات شراء قوية للمؤسسات المحلية والعربية بلغ صافيها نحو 52 مليون جنيه (6.64 مليون دولار أمريكي) .
وصعدت الأسهم الكبرى بنسب كبيرة وتصدرها "جلوبال تيليكوم" بنحو 6.9% و"سوديك" العقارية بنسبة 5.1% و"بالم هيلز" للتعمير بــ 4.35% و"البنك التجاري الدولي" بــ 3.9% .
وكانت بورصتي مسقط والكويت الأقل ربحا بين الأسواق بعد صعودهما بنحو 0.42% و 0.33% على التوالي بدعم عمليات شراء انتقائية على بعض الأسهم التي تتداول عند مستويات متدنية.
وعلى عكس ذلك، استمرت بورصتا الأردن والبحرين في تراجعهما وهبطت مؤشراتهما الرئيسية بنحو 057% و0.04% على التوالي.