اعتبر المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي أن الاحتلال الأمريكي هو السبب وراء ظهور
تنظيم الدولة، موضحا أن الحرب على العراق عام 2003 هي التي خلقت البيئة المناسبة للتنظيم.
وفي محاضرة ألقاها تشومسكي، احتفت بها وكالة تسنيم الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، شبه تشومسكي الغزو الأمريكي بغزو "المغول"، قائلا إن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تساعد التنظيم على الظهور، بيد أنها خلقت المناخ الذي سمح لداعش بالنمو والظهور، ومنها على سبيل المثال الحرب في العراق عام 2003 بمشاركة بريطانيا".
وشبه تشومسكي الحرب العراقية بأنها تحاكي احتلال المغول للعراق فترة الخلافة العباسية، ما أدى إلى مقتل الآلاف، و تهجير الملايين، و تدمير أماكن أثرية، موضحا أن إحدى النتائج المترتبة على الغزو هو انتشار الطائفية، والفصل بين السنة والشيعة والأكراد، ما أدى إلى احتقان طائفي دام لأعوام طويلة.
وأشار تشومسكي إلى أن جذور الصراع بين السنة والشيعة بدأت من المملكة السعودية، حليفة أمريكا لفترات طويلة، واصفا إياها بأنها "أكثر الدول الإسلامية المتطرفة في العالم"، التي استغلت امتلاكها للبترول لنشر أفكارها الوهابية عن طريق بناء المساجد والمدارس في العديد من دول العالم من باكستان حتى شمال أفريقيا، معتبرا أن تلك الأفكار مهدت لظهور تنظيم الدولة، بحسب تعبيره.
وأوضح تشومسكي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعدّ مثل المطرقة التي تسببت ضرباتها للعراق في وجود تنظيم الدولة، معتبرا أن استمرار عملياتها يؤدي إلى انتشار التنظيم في أماكن مختلفة، كما لعبت السعودية دورا بارزا في تمويل التنظيم.
واستطرد قائلا: "حينما يظهر أي لون من ألوان الصراع، يتنامى معه التطرف، وحينما يتزايد العنف من قوات الجيش، يتعاظم العنف من المقاومين، حتى يصبح لغة التواصل السائدة".
يذكر أن مراقبين يعدّون تشومسكي قريبا من دوائر اليسار العربي، التي تصطف مع إيران وحزب الله، كما يعدّونه معبرا عن طبيعية علاقته مع دوائر اليسار العربي، وحتى الغربي، التي ترى الصراع في سوريا بمنظار سياسي، بعيدا عن الأبعاد الأخلاقية.