يواجه السوريون المهاجرون إلى أروبا عوائق كثيرة قبل الوصول للحلم الأوربي الذي يعد الملاذ الآمن لهم؛ بعدما تهجروا قسرا بعد انقطاع سبل الحياة لهم في
سوريا، فيأتي اجتياز أمواج المتوسط إلى اليونان، المرحلة الأكثر خطورة في رحل الموت، ويتبعها اجتياز الحدود المقدونية التي باتت تغص بآلاف المهاجرين العالقين على الحدود في انتظار السماح لهم باجتيازها.
ويصف نشطاء سوريون سياسة حكومة
مقدونيا، بإغلاق الحدود بأنها "غير مبررة"، حيث تهدف مقدونيا إلى إثارة الرأي العام حول قضية عبور المهاجرين عبر أراضيها باتجاه دول شمال
أوروبا، فقامت بإغلاق المنافذ الحدودية التي يعبرها يوميا مئات العائلات لتتسبب بأزمة كبيرة على الحدود.
تميم، شاب سوري يروى في حديث خاص لـ"
عربي21" رحلة اجتيازه مقدونيا خلال الساعات الماضية، قائلا: "الآلاف عالقون على (الحدود اليونانية) مع مقدونيا، ويواجه السوريون الفارون من الحرب والموت، معاملة سيئة جدا ولا أخلاقية من قبل الأمن المقدوني"، بحسب قوله.
ويتابع تميم قائلا: "الضرب، والإهانات، والخرطوش، والقنابل الغازية، كانت سيدة الموقف خلال محاولتنا لاجتياز الحدود، وكل ذلك كان وسط ظروف جوية قاسية من برد وأمطار أدت لانتشار الأمراض عند الأطفال خصوصا".
وأوضح أنه سُمح له ولعشرات العائلات بالعبور ليلا إلى داخل مقدونيا، باتجاه محطات القطار للتوجه نحو صربيا، ومنها للمجر (هنغاريا) البلد الأول في دول الاتحاد الأوروبي.
ريم عجيبة، شابة سورية، تقول في حديث خاص لـ"
عربي21" إنها صدمت حينما انتشرت صور على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها طفلتان من بنات خالتها على الحدود المقدونية، والبكاء والعذاب واضحين على وجهي الطفلتين، وسط تدافع بين الحشود والأمن المقدوني.
وتابعت عجيبة أن الواقع المرير من فقدان الاتصال مع والدي الطفلتين زاد الأمر تعقيدا وخوفا على مصير الطفلتين وأبويهما.
ويشير ناشطون إلى أن هذه القضية مشكلة جديدة أضيفت إلى رحلة اللجوء لأوروبا، يستعد المهاجرون السوريين الجدد لمواجهتها، إما بالتحضير للمكوث بالخيام على الحدود المقدونية، أو اكتشاف طرق تهريب جديدة بعيدة عن ناظري الأمن المقدوني.
ولم يجد السوريون أي مبرر لإغلاق الحدود المقدونية في وجه المهاجرين، وخلق أزمة لم تكن لتصل لهذا الحد لولا إغلاق الحدود لعدة أيام تضاعفت فيها أعداد المهاجرين عشرات المرات لتصل إلى الآلاف بعدما لم تكن تتجاوز المئات يوميا.