أعدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش)، عالم
الآثار السوري،
خالد الأسعد، في مدينة
تدمر السورية، وقد تحدثت الصحافة البريطانية بشكل موسع عن حادثة اغتيال الأسعد الذي تعرض للتعذيب لفترة طويلة قبل أن يتم قتله في أحد الميادين داخل المدينة، ثم بعد قتله تم تعليق جسده على أحد عواميد المعبد الروماني لكي يراه الناس.
خالد الأسعد، البالغ من العمر أكثر من 80 عاما، كان مديرا لآثار تدمر لفترة طويلة، وقد قامت داعش بتعذيبه لفترة ليست بالقصيرة، في محاولة لمعرفة الأماكن التي خبئت فيها آثار المدينة حتى لا تقع في أيدي داعش الآثمة.
وبحسب رويترز، قال مدير الهيئة العامة للآثار في سوريا، مأمون عبد الكريم، لقد تم قطع رأس الأسعد ووضعه أمام جسده المعلق ليراه الناس، بعد أن بقي في أحد سجون داعش لأكثر من شهر وهو تحت التعذيب.
الأسعد قضى معظم حياته عاملا على تطوير وحماية تدمر، وقد وصفه عبد الكريم بكونه أحد أهم رواد علم الآثار السوريين في القرن العشرين.
عمل الأسعد مع بعثات الآثار من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وسويسرا، حين زارت تدمر التي توجد بها آثار يبلغ عمرها ألفي سنة أو يزيد، ومن ضمنها مقابر رومانية ومعبد بل البابلي.
وقال الكاتب والمؤرخ ومقدم البرامج، "دان شو"، إن الأسعد بالفعل قدم حياته لمدينة تدمر، وهو تماما ما كان يفعله الأسعد في حياته، حيث زار شو سوريا عام 2009 حين سمع عن العالم السوري خالد الأسعد، الذي كان مصرا على أن يهب حياته للمدينة.
جريمة الأسعد كانت أنه رفض الإفصاح عن الأماكن التي خبأ فيها الآثار الثمينة التي يمكن نقلها للحفاظ عليها؛ وتبين أن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم أوصاف المقاتلين في حرب مقدسة ليسوا سوى لصوص، كما يصفهم شو، في مقالة كتبها في صحيفة ديلي تيليغراف، مضيفا، "مثلما تظهر وحشية داعش من زمن آخر، ها هي بطولة الأسعد تبرز من عصور أخرى".
نحن في زمن السرعة والتنقل السريع، غير أن الأسعد صمد في مكانه الذي وهبه حياته لكي يمجد قيمة عظيمة، ويردف شو: "الأسعد مات من أجلنا جميعا لأنه كان مؤمنا بحماية كنوز الأسلاف".
يذكر أن داعش كانت قد سيطرت على مدينة تدمر الأثرية ذات الموقع الإستراتيجي، وتزايدت المخاوف من أن يقوم التنظيم الإرهابي بتدمير آثار المدينة، كما فعل في مدن أخرى مشابهة من قبل في سوريا والعراق، غير أن تنظيم داعش ترك المدينة كما هي عليه، ولم يقم بتدميرها حتى الآن؛ ولكن التنظيم حكم المدينة بالحديد والنار. وقد أسس تنظيم داعش وزارة للآثار لكي يتمكن من نهب الآثار وزيادة أرباحه بعد بيعها.
من جهة أخرى تواطأت حكومة بشار الأسد في تحطيم مدينة تدمر التي نهبت قوات النظام جزءا كبيرا منها وحطمت الكثير منها في هجمات جوية أثناء الحرب.