تعيش أربع عائلات فلسطينية في قطاع
غزة، حالة من "الهلع" و"الخوف الشديد" على مصير أبنائها الذين اختطفوا في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء في منطقة شمال
سيناء المصرية، من "حافلة ترحيلات" كانت تقل مسافرين من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي.
ولا تعرف تلك العائلات حتى اللحظة أي معلومة عن أبنائها.
وتوصلت وكالة الأناضول للأنباء، بعد ساعات من "البحث" و"الرصد" إلى هوية وأسماء المختطفين الأربعة، وهم: ياسر زنون، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة.
ولم تعقب الجهات الرسمية في مصر أو فلسطين على الحادثة (حتى اللحظة)، ولم تنشر أي جهة رسمية أسماء المختطفين، أو "معلومات عنهم".
ولم تتبن أي جهة مسلحة أو تنظيم عملية اختطاف الفلسطينيين الأربعة.
ويقول "أبو تامر" (فضل عدم ذكر اسمه كاملا)، وهو أحد أقارب المختطف ياسر زنون، إن عائلته تشعر بخوف كبير على مصير ابنها، مناشدا عبد الفتاح السيسي وكافة الجهات المسؤولة التدخل العاجل لحماية ابنه وبقية المختطفين، والعمل على إطلاق سراحهم.
ويضيف أبو تامر لوكالة الأناضول: "ما من كلمات تصف ما نعيشه، لا ندري من
خطف ابننا؟ ولماذا؟ وماذا سيكون مصيره؟".
ويبلغ ياسر وفق ما أفاد به قريب العائلة، من العمر 28 عاما، ويعمل في التجارة ومتزوج ولديه طفلان (عامان وأربعة أعوام)، وقد كان مسافرا في رحلة علاج إلى تركيا.
وبعد 10 دقائق من اختطافه علمت العائلة الخبر، كما قال أبو تامر. وأضاف: "ياسر مريض جدا، ويعاني أمراضا ومعه تحويلة علاج من وزارة الصحة إلى تركيا، عندما سمعنا في الأخبار عن اختطاف مسافرين فلسطينيين بدأنا الاتصالات، وعرفنا عن طريق أحد المسافرين أنه تم اقتياد ياسر وثلاثة آخرين إلى جهة غير معلومة".
وتعيش عائلة الزبدة هي الأخرى حالة من "الهلع" و"البكاء المتواصل" خوفا على مصير ابنها "حسين".
ويقول خاله "أنور"، لوكالة الأناضول، إن حسين البالغ من العمر 28 عاما كان متوجها إلى تركيا في رحلة علاج، من الجروح التي أصابته في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وحسين متزوج ولديه ابن عمره عام وبنت عمرها ثلاث سنوات.
وحاولت الأناضول التحدث مع والدة حسين عبر الهاتف، لكنها لم تتمالك نفسها، ودخلت في نوبة حادة من النحيب والبكاء.
وناشدت عائلة الزبدة السلطات المصرية التدخل العاجل لإنقاذ ابنها.
أما "أبو إبراهيم" أبو لبدة عم المختطف عبد الدايم، فقال إن كافة أفراد العائلة لا يتوقفون عن "الدعاء والبكاء".
وعبد الدايم يبلغ من العمر 24 عاما، وحاصل على بكالوريوس في هندسة الحاسوب، وحصل على منحة لإكمال دراسته في تركيا.
ويضيف: "هو وحيد للعائلة، فقط له أخت، لو حدث مكروه له، فسنكون أمام فاجعة ومصيبة، أتمنى أن تتدخل كافة الأطراف لإنقاذه".
وتقول عائلة عبد الله أبو الجبين، إنها فقدت الشعور بالحياة، خوفا على مصير ابنها عبد الله (22 عاما).
ويضيف خاله "أبو غسان" لوكالة الأناضول: "عبد الله درس إدارة الأعمال، ويريد إكمال دراسته في تركيا، وحصل على منحة. ما ذنبه كي يتم اختطافه؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ هؤلاء حلم حياتهم فقط إكمال دراستهم أو العلاج".
وتنفي العائلات الأربع لوكالة الأناضول، وجود أي علاقة لأبنائها بأي تنظيم فلسطيني، أو الانتماء لأي جماعة.
ووقع حادث الاختطاف مساء أمس الأربعاء، حينما كانت حافلة "ترحيلات"، تحمل مسافرين فلسطينيين، متوجهة من معبر رفح إلى مطار القاهرة.
وقال أحد الفلسطينيين، الذين كانوا على متن الحافلة التي تعرضت للهجوم المسلح، في تصريح خاص لوكالة الأناضول: "بينما كنا في طريقنا من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، وعلى بعد نحو كيلومترين اثنين من المعبر، تعرضت حافلتنا لإطلاق نار مفاجئ ومباشر من مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية ما اضطر السائق لإيقاف الحافلة".
وأضاف الشاب الفلسطيني: "بعد توقف الحافلة صعد المسلحون إليها واختاروا أربعة من ركابها وطلبوا منهم إحضار حقائبهم وتم اصطحابهم تحت تهديد السلاح".
وأشار إلى أن سائق الحافلة عاد إلى الجانب المصري من معبر رفح بشكل فوري بعد انسحاب المسلحين، وأبلغ الجهات الأمنية بالحادث.
وأفاد بأن قوات كبيرة من الجيش المصري انتشرت في منطقة الحدث، وعملت على تأمين معبر رفح، وفتحت تحقيقا فوريا في الحادث مع ركاب الحافلة.
وذكر الشاب الفلسطيني، أن مندوبا عن السفارة الفلسطينية بمصر توجه إلى معبر رفح، ليطلع على تفاصيل الحادث.
وحافلة الترحيلات هي عبارة عن باص يقل أعدادا من المسافرين الذين يحملون على جوازات سفرهم "تأشيرات" لدخول الدول الأخرى باستثناء مصر، برفقة تذاكر الطيران الخاصة بهم، ولا يُسمح لهم بالدخول إلى الأراضِ المصرية بغرض "الإقامة"، بل يُسمح لهم بالمرور عبر مصر للوصول إلى مطار القاهرة ومن ثم اللحاق برحلات الطيران الخاصة بهم.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة إياد البزم، في تصريح تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن وزارته تجري "اتصالات عاجلة على أعلى المستويات مع السلطات المصرية للوقوف على ملابسات حادث الاختطاف".
وطالب البزم الجانب المصري بالعمل على تأمين حياة المخطوفين والإفراج عنهم.
ومن جهتها، أدانت وزارة الخارجية في قطاع غزة، الحادثة، مؤكدة متابعتها للأمر مع الجهات المصرية المختصة.
وأضافت في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إلى أنها تواصل مساعيها مع جهات الاختصاص حتى تتم معرفة الجهة الخاطفة والإفراج عن المخطوفين.
وكانت السلطات المصرية قد فتحت معبر رفح البري صباح الاثنين الماضي ولمدة أربعة أيام استثنائيا، لسفر "الحالات الإنسانية".