اتهم رئيس الوزراء
العراقي السابق نوري
المالكي، الأربعاء، على هامش زيارته لإيران، المملكة العربية
السعودية وتركيا بدعم ما وصفها بـ" المنظمات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال المالكي، في تصريحات صحفية أوردتها وكالة أنباء فارس
الإيرانية "إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس بهذا الحجم والقدرة على احتلال مناطق من العراق وسوريا، إلا أن الدعم الذي يتلقاه من دول في المنطقة، وعلى رأسها السعودية لأغراض سياسية وتكفيرية وطائفية منحه القدرة وشجعه على القيام بهذه الجرائم".
ووجه المالكي اتهامات مباشرة لتركيا مشيرا إلى أنها "تدعم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بهدف إسقاط حكومة بشار الأسد والتوسع في شمال هذا البلد لأهداف توسعية، وتأسيس دولة عثمانية جديدة".
وأنهى المالكي الأربعاء زيارة لإيران شارك خلالها في مؤتمر "مجمع أهل البيت"، وتزامنت مع تحميله مسؤولية سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش" خلال التحقيق الذي أجرته لجنة برلمانية عراقية وأحاله البرلمان على القضاء.
وادعى المالكي أن "العراق استطاع تحجيم دور داعش والسيطرة عليه، وإعادة الحياة الطبيعية في الكثير من المدن، إلا أن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها سوريا شاركت فيها معظم الدول العربية ودول غربية ومجلس الأمن، وسيطر فيها التنظيم على عدد من المحافظات السورية والشريط الحدودي بين البلدين الممتد إلى 600 كيلومتر".
وأشار المالكي نائب رئيس الجمهورية العراقية الذي أطاحت به تعديلات العبادي الأخيرة، إلى أن تعاون عدد كبير من الحكومات مع تنظيم الدولة وتدفق عدد كبير من المسلحين من بلدان أوروبية وغيرها (...) أعاد الحياة لهذا التنظيم ما أربك العملية السياسية في العراق".
وأكد المالكي إلى أنه "رغم ذلك فإن تنظيم الدولة الإسلامية لم تعد له تلك القوة في العراق رغم سيطرته على أجزاء من محافظتي الأنبار والموصل، إلا أنه أضعف مما كان عليه سابقا بفضل الاستعدادات والحشد الشعبي الذي ضم الكثير من الشباب المؤمن والمضحي الذين استجابوا لنداء الواجب الشرعي والوطني؛ حيث يواصلون عملياتهم في تطهير المناطق وسيستمرون في ذلك من أجل تطهير ما تبقى من أراضي البلاد".
وأشار المالكي إلى أن قوات الحشد الشعبي الشيعية ساهمت في حماية بغداد وسامراء من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، وفتح آمرلي في محافظة صلاح الدين.
ووصف المالكي قوات الحشد الشعبي بأنها "القوة الحقيقية التي تواجه تنظيم الدولة حيث تضم شبانا مقاتلين مؤمنين، إلا أن الجيش أصيب بانتكاسة كبيرة في الموصل حيث لم يقاتل الجنود الأكراد والسنة تنظيم داعش الإرهابي، لكن قوات الحشد الشعبي لم تنهار حيث حافظت على تماسكها وقوتها لأنها تضم في صفوفها شبانا ملتزمين استجابوا لنداء المرجعية".
وقال المالكي إن مليشيات الحشد الشعبي ستكون هي الجيش الرديف في العراق كما هو الحال مع الحرس الثوري في إيران في بداية تشكيله/ مشيرا إلى أنه "لا ضمان لمستقبل الأمن في العراق دون الحشد الشعبي ودعا إلى تسليحه وتطويره".
وفي حديثه عن حزمة الإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأقرها البرلمان، قال العبادي "إن العملية السياسية في العراق كانت بحاجة إلى إجراء إصلاحات منذ البداية حيث لم تكن الفرصة مواتية لذك".
ولفت المتحدث إلى أنه يدعم الإصلاحات التي أقرتها الحكومة على الرغم من استهدافها لمنصبه في السلطة، مضيفا أنه دعم مشروط "بعدم تجاوز الدستور العراقي والاستجابة لمطالب الشارع والمتظاهرين الذين ركزوا في مطالبهم على جانب الخدمات".