وسائل الإعلام الإيرانية وحليفاتها تتجاهل مجزرة دوما المروعة
عربي21- صلاح الدهني17-Aug-1504:06 PM
شارك
نحو 100 مدني قتلوا في الغارات على سوق دوما الشعبي في سوريا - فيسبوك
تجاهلت الصحف والمواقع الإلكترونية الإيرانية والدائرة في فلكها أخبار المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري في دوما الأحد، ولم تأت على ذكر الحادثة من قريب أو بعيد، وفقا لما رصدته "عربي21".
ورصدت "عربي21" عشرات المواقع الإيرانية والمقربة منها التي تجاهلت المجزرة المروعة، منها وكالة أنباء "فارس"، وتسنيم، ومهر، والعالم، وإيسنا، والمنار، وصحيفة الأخبار اللبنانية، وعصر إيران، ووكالة فردا، وغيرها.
وقتل أكثر من 100 شخص على الأقل من المدنيين، الأحد، إثر الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي التابع للنظام السوري، على سوق شعبية في مدينة دوما، معقل المعارضة قرب دمشق، في مجزرة جديدة ترتكبها قوات النظام السوري.
ويشن طيران النظام السوري غاراته اليومية على المحافظات السورية، ويوقع العديد من الضحايا المدنيين، وفق ما توثقه المنظمات المحلية والدولية.
وتوجه إيران حليفة النظام السوري وسائل الإعلام الكبيرة وشبكة إخبارية واسعة على الإنترنت والقنوات التلفزيونية، لدعم نظام بشار الأسد، كما أنها تحول شبكتها الإعلامية، التي وسعتها تحت إشراف الحرس الثوري إلى "أداة للدبلوماسية العامة"، من أجل التسويق لسياساتها.
وتفرض إيران رقابة قوية على وسائل الإعلام الضعيفة، بينما تكون الرقابة غير مذكورة على وسائل الإعلام القوية المحسوبة على التيار المحافظ.
ويأتي تجاهل ذكر مجزرة دوما مثالا على السياسة التي تنتهجها إيران من خلال وسائل الإعلام الإيرانية لا سيما المرتبطة بالحرس الثوري، لجعل الرأي العام الإيراني يتقبل السياسات الرسمية للدولة، كما أنها تعمل على توجيه الرأي العام في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية، في مسائل من قبيل الأزمتين السورية واليمنية، وفق ما صرح به حسام الدين أشينا المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني.
يشار إلى أن إيران تدعم حلا للأزمة السورية يضمن مكانا للأسد في مستقبل سوريا. وكشف مسؤول كبير في الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، أن إيران تعد مقترحات لحل الأزمة السورية، وفق ما نقله موقع قناة العالم الإيرانية.
وتقاتل إيران في الأراضي السورية إلى جانب قوات الأسد، لكنها لا تعلن ذلك رسميا، وهي تدعم نظام الأسد في التسليح والتمويل والتدريب، وهو الأمر الذي أثار انتقادا دوليا لتدخل قوات إيران المتمثلة بالحرس الثوري في سوريا، ما يفاقم الأزمة.
ويبدو أن الإعلام الإيراني لم يستطع تبرير هذه المجزرة على غير العادة، ما دفعه إلى تجاهل تغطيتها، وفق ما يراه متابعون للشأن الإيراني، الذين أكدوا أن المجزرة جاء توقيتها في وقت يشعر فيه الأسد بأن هناك توجها إلى مستقبل سوري لا مكان له فيه.
يذكر أن النظام السوري نفذ أربع ضربات على سوق شعبية وسط مدينة دوما، ما أسفر عن مقتل 100 مدني، وإصابة أكثر من 300 بجروح.
وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران/ يونيو، قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.
وتشهد سوريا نزاعا تسبب منذ منتصف آذار/ مارس 2011 بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.