أفادت وسائل إعلام جزائرية، السبت، بأن ما لا يقل عن جنديين جزائريين أحدهما ضابط برتبة رائد قتلا في اشتباكات عنيفة مع مجموعة مسلحة بولاية سكيكدة شرق
الجزائر.
وأوضحت المصادر ذاتها أن ضابطين، واحد برتبة رائد وآخر برتبة رقيب أول، قتلا في محاولة للجيش الجزائري التصدي لمجموعة مسلحة تضم من 30 إلى 40 عنصرا، كانت بصدد التوجه إلى الحدود التونسية التي تعرف نشاطا إرهابيا من الجهتين الجزائرية والتونسية.
وقد أوفد الجيش الجزائري تعزيزات عسكرية هامة مدعمة بآليات ثقيلة إلى منطقة الإشتباكات بين ولايتي سكيكدة وجيجل، اللتين شكلتا معاقل للمجموعات المسلحة في شرق الجزائر خلال العشرية السوداء منذ تسعينيات القرن الماضي.
وفي يوليوز الماضي، وعشية عيد الفطر، قتل تسعة
جنود في كمين بعين الدفلى، وفق حصيلة رسمية، بينما ذكر "تنظيم
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي تبنى الهجوم على قافلة عسكرية، أن الكمين أوقع 14 قتيلا كلهم عسكريون.
ويعد هذا الكمين الذي خلف جدلا واسعا حول "ضعف جاهزية" الجيش، الأكثر دموية في صفوف العسكريين منذ آخر كمين وقع في 19 أبريل 2014 بمنطقة القبايل والتي "أعلنت القاعدة في المغرب الإسلامي" مسؤوليتها عنه هو الآخر، حيث أوقع 14 جنديا كانوا عائدين إلى ثكنتهم وذلك يومين بعد تأمينهم للانتخابات الرئاسية في دوائر المنطقة.
وتشهد الجزائر انفلاتا أمنيا في منطقة الجنوب والشرق، خاصة المناطق الحدودية مع ليبيا التي تعيش فوضى أمنية ساهمت في تقوية الجماعات المسلحة التي تتنقل بين الدول المغاربية بشكل ملفت، وتنفذ عمليات إرهابية تودي بحياة العشرات من المدنيين والعسكريين.
وإذا كان محور بومرداس -تيزي وزو- البويرة شكل فضاء ترتكز فيه الأنشطة الإرهابية بشكل عام في الجزائر، لما تتوفر عليه من عوامل جغرافية مساعدة، منها مرتفعات وغطاء غابوي كثيف، فإن المجموعات المسلحة سلكت الأشهر الأخيرة، تكتيكا جديدا بتكثيف عملياتها في المناطق التي تعرف بكونها "هادئة"، بغرض تخفيف الضغط عن الأدغال المنتشرة في منطقة القبايل.
وفضلا عن التحديات التي يطرحها توسع أنشطة المجموعات المسلحة، تجد قوات الأمن الجزائرية نفسها أمام تحدي آخر يتمثل في الصراع بين (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث يحاول كل طرف القيام بعمليات يكون لها تأثير على الأرض، وتمكن من استقطاب عناصر جديدة إلى صفوف التنظيمين.