اتهمت مصادر إعلامية وبرلمانية شيعية القيادات الكردية باغتيال عدد من المسؤولين عن القطاع
النفطي في مدينة كركوك المتنازع عليها، وذلك على خلفية مواقفهم المعارضة لتصدير النفط من قبل السلطات الكردية دون التنسيق والاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد.
ونقلت وكالة أنباء مدعومة من حزب المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم عن مصدر أمني رفيع قوله: "إن إقليم كردستان بدأ بتصفية مدراء نفط محافظة كركوك بالقتل خلال هذه الأيام"، بحسب الوكالة.
وأضافت وكالة "اليوم الثامن" أن "قتل أكثر من مديرين عامين في نفط كركوك سابقة خطيرة، ويجب الانتباه إليها من قبل الحكومة الاتحادية"، مشيرة إلى أن هذه العمليات تأتي بإشراف قيادات كردية لسبب عدم موافقة المدراء على تصدير النفط خارج كركوك بطرق غير قانونية.
وبين المسؤول المحلي أن آخر عملية تصفية جرت لمدير نفط شمال كركوك المهندس سعد علي حسين، ويعد الثالث خلال هذا الشهر، تمت تصفيته بالقتل من قبل إقليم كردستان، بحسب الوكالة.
وكانت الحكومة
العراقية وصفت عملية تصدير النفط من المناطق الكردية إلى الخارج بأنها تهريب، محذرة من أن التوسع بمد الأنابيب النفطية مع الخارج، موضحة أن من شأنه أن يخلق أزمة جديدة بين حكومة المركز في بغداد والإقليم الكردي.
من جهته، قال عضو في لجنة الطاقة البرلمانية العراقية أن مدير قسم الأنابيب والخطوط الناقلة في شركة نفط الشمال بمدينة كركوك سعد علي تمت تصفيته بعد شهر واحد من تسلمه المنصب، مبينا أن سلفه المهندس سعد الكربلائي تم اغتياله بطريقة مماثلة.
وأوضح البرلماني عن التحالف الشيعي الحاكم في تصريح لــ" عربي21" أن التحقيقات في الحادثين تقوم بها السلطات المحلية في مدينة كركوك، ولم تسفر عن أي نتائج إلى الآن، مشيرا إلى أن حالة من الخوف تسود معظم المسؤولين العرب في الشركة النفطية العملاقة بعد معلومات عن وجود جهة منظمة تقوم بعمليات التصفية الجسدية.
ودعا البرلماني رئاسة الوزراء ووزارة النفط في بغداد إلى القيام بواجبها وحماية كوادرها الوظيفية في مدينة كركوك، مبينا أن الشخصيات التي تمت تصفيتها تعد من الكفاءات المتميزة في مجال عملها.
وكان التحالف الكردي في البرلمان العراقي قد أكد تمسكه بعملية تصدير النفط بمعزل عن الحكومة المركزية، وذلك بسبب الأزمة المالية التي يتعرض لها
الأكراد بعد قطع رواتبهم ومستحقاتهم المالية من قبل بغداد.
وفي السياق، قال مصدر عامل في مديرية شرطة كركوك أن مسلحين كانوا يستقلون سيارة مسرعة أطلقوا النار على مسؤول بشركة نفط الشمال كان بصحبة سائقة الخاص، مبينا أن الحادث أسفر عن مصرع الشخصين على الفور، فيما لاذ الجناة بالفرار.
وبين المصدر، وهو ضابط برتبة نقيب في شرطة كركوك، في حديث لـ"عربي21 أن التحقيقات الأولية تشير إلى مطابقة في الأسلوب والتوقيت بين الجريمة الحالية والأخرى التي أودت بحياة مسؤول آخر في الشركة النفطية قبل أكثر من شهر.
وتعد السيطرة على مدينة كركوك واحدة من أكبر المشكلات التي واجهت الحكومات العراقية المشكلة بعد الغزو الأمريكي عام 2003، في ظل تنافس شديد بين السلطات المركزية والكردية من جهة، وآخر يسود المكونات القومية التي تسكن المدينة ذات المخزون النفطي الهائل.