الإخوان جماعة مجرمة، ولا همَّ لها ولا هدف سوى إغراق
مصر في بحور الدم والعنف، ولا يفكرون إلا في تدمير مصر وجيشها، فتاريخهم ينضح بالعداوة له ولشعبها!!
هذه عبارات لا تكف عن بثها وسائل إعلام العسكر ليل نهار، فما مدى صحتها تاريخيها وواقعيا؟ لنتناول تاريخ الإخوان والسلاح والدم بعيدا عن أي نتائج توضع قبل الحديث.
لقد أنشأ الإخوان التنظيم الخاص سنة 1940م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام الإخوان بجمع السلاح من منطقة (العلمين) جمعوا كل مخلفات الحرب العالمية وهي أسلحة مهمة ومتطورة، وقد أجمع معظم المؤرخين أن الجيش المصري وقت حرب فلسطين كان ضعيفا وهزيلا، كما كتب ذلك كتاب تاريخ ثورة يوليو، وقامت ثورة يوليو سنة 1952م، فكم كان عدد الضباط الأحرار: عشرون؟ ثلاثون؟ ألف؟ ماذا لو قرر الإخوان ولديهم جيش هو (التنظيم الخاص)، بالمنطق والحسابات والوقائع حرب في حرب فلسطين وأثبت قوته وكفاءته، ووقتها كان أقوى من الضباط الأحرار وأكثر منهم عددا وأتباعا، فلماذا لم يلجأ الإخوان لممارسة
العنف والرد المسلح تجاه مجلس قيادة الثورة، وقد فكر أحد قادتهم في ذلك ولم يقبل قيادات الإخوان الفكرة، فقد فكر عبد المنعم عبد الرؤوف وهو أحد تنظيم الضباط الأحرار، حيث عرض فكرة اعتقال مجلس قيادة الثورة، وينهي الأمر، ولا يحتاج سوى ثلاثمائة فرد من التنظيم الخاص، ورفض الإخوان الفكرة، فليس في تفكيرهم استخدام العنف والسلاح، بل سيقوا بالآلاف في القطارات المدنية للمعتقلات في عام 1954م.
وقد دخل السجون كل أعضاء التنظيم الخاص، وخرجوا من السجون، وكانوا هم المسؤولين عن جماعة الإخوان في السبعينيات، وكان إصرار هؤلاء القادة الذين أسسوا التنظيم الخاص والذي كانت كل مهامه ضد الإنجليز واليهود في حرب فلسطين، وحدثت منه بعض أخطاء اعترف بها قادته ضد بعض المصريين الذين اتهموا تاريخيا بمواقف غير وطنية، وغير ديمقراطية، ومع ذلك خرج هؤلاء القادة مصرين على رفض استخدام السلاح تماما، وهو ما شهدت به كل التقارير العلمية والمخابراتية والأمنية في الداخل والخارج.
ثم جاء انقلاب العسكر في مصر في الثالث من يوليو سنة 2013م، ألم يكن بمقدور الإخوان يوم الانقلاب أن يحرقوا الأخضر واليابس، كما فعل فلول مبارك طوال سنوات الثورة، وبلطجية الداخلية، والطرف الثالث الذي ثبت أنه المخابرات الحربية، وبدل تجمع الإخوان وأنصارهم في ميداني رابعة والنهضة، والناس تتراقص في الميادين فرحا بالانقلاب العسكري، أن تأتي الأوامر للجميع أن اتركوا الميادين، وانزلوا إلى أقسام الشرطة، والمحافظات، والميادين الرئيسية، ولتحول مصر إلى جحيم من العنف، وقد كان الانقلاب مهزوزا ومرتبكا ارتباكا لا تخطئه العين؟! يقينا كان بمقدورهم ذلك، فما الذي منعهم من هذا التصرف؟!
بل ذهب مرشد الإخوان بين المحتشدين في ميدان رابعة ليقول قولته المشهورة: سلميتنا أقوى من الرصاص، وعندما تم القبض على كل قيادات الإخوان بمن فيهم المرشد، أين كان التنظيم المسلح المدَّعى، ألم يكون أولى برأس النظام الإخواني أن يكون حوله على الأقل عشرة من المسلحين، ليقاوموا من يحاول القبض عليه، فهل سمعتم عن طلقات دوت في السماء ولو من باب التهديد عند اعتقال المرشد؟! ربما تعلل بعض الحمقى من كتاب العسكر بأنهم كانوا في وقت ضعف، فقد تم الفض للاعتصام، فلنفكر فيما قبل ذلك، عندما تم اعتقال خيرت الشاطر الذي ينسب إليه الجميع قيادة الإخوان، وأنه كان فوق المرشد وفوق الرئيس، إن صح ذلك، فأين كان التنظيم المسلح للإخوان من ترك الرجل الأول في الإخوان ليعتقل من قلب بيته بملابسه الداخلية، ولم يكن حوله حارس واحد يحمل عصا مقشة تهش ذبابة تطن حول أذنه؟!
هل عجز الإخوان لو كانوا أصحاب نهج عنف، أن يلف كل واحد منهم حول خصره حزام ناسف، ويختار أي مبنى يقطن فيه العسكريون ورجال الداخلية، وكل مساكن الجيش والداخلية بين المدنيين وحولهم، في مساكن معلومة للقاصي والداني، وقد كان اعتصامهم في قلب رابعة، وفي معظمها مساكن قيادات سابقة وحالية من الجيش، وفيها مباني إدارية ومالية للجيش، لماذا لم يفعلها الإخوان، وهم في الاعتصام وهو يفض، فحزموا المنطقة بقنابل وفجروها؟! هل هو العجز أم أنه ليس في خططهم ولا منهاجهم؟!
وبعد فض رابعة، لماذا لم يفكر الإخوان في ذلك، بأن يخرج منهم خمسمائة شخص يلف كل منهم حزاما ناسفا حول خصره، وفي ميدان من ميادين مصر الكبرى في توقيت واحد ويحولوا مصر إلى بحور من الدم؟!!
ما الذي منع الإخوان من ذلك منذ عهد فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك، والانقلاب العسكري، إنه شيء واحد: هو منهجهم الذي لا يلتقي مع العنف مطلقا، ويعلم ذلك القاصي والداني من الكتاب الكذبة، فهلا كفَّ هؤلاء عن ترديد هذه الفرية، أو استدعاء عفريت الدم والعنف، الذي بعدها سيصح فيهم قول: من أحضر العفريت فعليه أن يصرفه، هذا إن استطاعوا على صرفه حينئذ!!
Essamt74@hotmail.com